ثقافة

لـمـن كـل هذه الأحلام؟

هذه هي أسلحتي أرميها أمامكم بلا وجل.. نعم إني أبيع ثيابي لأشتريها من سوقكم السوداء.. أمنّي النفس بها لأكمل نهاري تقريبا على ما يرام.. يجعلني حلمي خارقة القوة احتال به على نفسي كل غصة، فأشاهد ما هو جميل ومدهش وأسرح مع غيمه ونمطر هناك.. أعد له كل العدة وأنام فقط لأحتضنه ويراني وأراه.. لا أخفيكم أنه يخذلني أحيانا فلا يأتي بنفس الميعاد فأتقاسم  ووسادتي دموع الخيبات.. أضحك على خيبتي وأقول لها لما العجب يا أنا؟  فمدن تنام على حلم جميل وتصحو على هشيم وأرصفة باردة تلفها رائحة البارود والدم وتصم من أصوات الصراخ.
(على هذه الأرض ما يستحق الحياة) أكرر هذه العبارة مراراً وبعدة طرق وأتفنن بلحنها وأنبش ملياً عن ما يستحق الحياة فعلاً وكأنني أنبش بفأس خربة لا تقطع حتى الهواء..!!
أتناول الصمت كوجبة مسائية، فتلك هي ولائم الحنين، لعلي أثمر من الحلم صباحاً أو براً أو بحراً أو “كمشة” ضحكات.
وبمكر خفي يتواطأ الحلم مع الواقع ليأتيني بصور الأطفال الذين فقدوا كل شيء وسرق منهم فرح الأراجيح  ودهشة الأشياء.. فأصرخ به توقف أرجوك نكاية بقهر هذه الحياة.. واسأل دون أن انتظر جواب.. كم، وما هي الجرعات التي يجب أن يتناولوها ليشفوا تماماً مما أصاب قلوبهم الغضة من هذا الزمان؟!
يقف العقل عاجزاً مرتبكاً وهو يراقب.. يخاطب الرب بسره بكسل حزين.. يا الله لقد شبعنا قهراً لقد اتخمنا من جمر الكلام.
يحن على أنوثتي أحيانا، فيأتيني بمن أحب لأسقيه غزلاً لذيذاً طيب المذاق، فهو غير ممنوع من الصرف بتلك اللحظات.. أقيه برد الليالي وصقيع الأمنيات برداء من القبلات.
أجدني بقلب مليء فقط بالدم قلب ينبض فقط لإتمام دورة الحياة.
هشة أسلحتي التي أدخر.. أعلم هذا ولكنها رهاني لأبقى على قيد الأمل.. وأعلم أنها تذوب وتتبخر في مطلع كل صباح.
أنذر شموع قلبي وروحي لأنير ليل هذا العمر ولأردم المسافات بيني وبين الله.
لمن كل هذا الحزن؟! ولما كل هذا الدود في  تفاحة الحياة..؟!
لم أكن يوماً على موعد مع الحزن ولكن في الحرب لحظات يندمج فيها الموت مع الحياة. ويصبحان وجهين لعملة واحدة ولا أحد يعرف من هو الخاسر ومن هو الرابح.. المهم أن الحصاد ألم وأحزان.
أخاطب حزني بقهر، أصرخ بوجهه أحاول الهرب من طريقه فيأتيني من كل الطرقات.. يشدني من يد قلبي التي تؤلمني سارقا مني بحري وصوت كناري وضحكة أطفالي ورائحة الحبق على شرفتي التي تأخذني كل حنين حيث هم الأحباب.. وأسأل مرة تلو الأخرى بخوف طفل من إجابة على هيئة صفعات..
لماكل هذا الحزن؟!وهل تزهر الشوكة أزهاراً حمراء وبيضاء؟!
وحده الموت نجا بريشه في هذه البلاد.. ويبدو أني سأبقى طويلاً أقتات على فتات هذه الأحلام..!.
لينا أحمد نبيعة