ثقافة

في لقائه مع اتحاد الناشرين السوريين الـمـفتـاح: الـمعركـة الـيـوم ذات بعـد مـعـرفـي وثـقـافـي

اختتم الرفيق عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الإعداد والإعلام والثقافة د.خلف المفتاح  سلسلة لقاءات عقدها مع اتحاد الصحفيين ونقابة الفنانين واتحاد الكتاب العرب بلقائه صباح أمس مع أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الناشرين السوريين، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات تأتي ضمن توجه القيادة بضرورة أن يكون عمل هذه المنظمات وفق خطة واضحة ومحددة وقابلة للقياس ليكون لها مردود ومحتوى يتناسب مع توجهات وأولويات القيادة في ظل مواجهتنا للحرب غير المسبوقة على سورية، مؤكداً أن التضحيات الكبيرة التي قدمها الجيش العربي السوري هي سبب حالة الأمان التي ننعم بها، لذلك يجب الاستثمار والعمل في هذا الجو الذي أوجده الجيش والذي يتيح لهذه المنظمات أن تقوم بتنفيذ كامل خططها ونشاطاتها، لتكون داعماً للخط الوطني لأن المعركة اليوم لم تعد ذات بعد عسكري بعد أن سقط رهان أعداء سورية على هذا البعد، وأصبحت ذات بعد معرفي، والتأثير بالرأي العام من خلال ثقافة سلبية اتجاه الدولة والنظام السياسي، لذلك علينا أن نمتلك المبادرة باتجاه وضع الخطط التي تعزز من الانتصار والروح الوطنية لأن المعركة المعرفية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية.

معركة الجميع

ولأن هذه المنظمات في غالبيتها لديها طاقات وإمكانيات كبيرة أكد د.المفتاح على ضرورة توظيفها بما يخدم الحالة الوطنية والفكرية والسياسية، وأن العبء الإعلامي والثقافي في إطار المواجهة على سورية وقع على السيد رئيس الجمهورية د.بشار الأسد بدليل أن سيادته أجرى خلال السنوات الأخيرة الماضية نحو 68 لقاء مع وسائل إعلام عربية وأجنبية على درجة كبيرة من الاستفزاز، في ظل وجود تقصير من مؤسساتنا الإعلامية للقيام بدورها، بالوقت الذي كان يجب أن يقوم فيه الجميع بواجباتهم، ومنها هذه المنظمات (نقابة الفنانين- اتحاد الصحفيين- اتحاد الكتاب العرب- اتحاد الناشرين) بما تملك من إمكانيات وهي منظمات فاعلة ومؤثرة قادرة على أن تقدم رصيداً قوياً، مبيناً أننا كلما نجحنا في المعركة الثقافية والفكرية خففنا من الضغط الخارجي علينا ودفع الرأي العام باتجاه الحرب على الإرهاب، ونوه الرفيق المفتاح بما تمتلكه هذه المنظمات من إمكانيات واستثمارات مادية يجب الاستفادة منها، بدلاً من أن تطلب دوماً من الدولة المساعدة والتي لها اليوم أولويات على صعيد القوات المسلحة والبناء، وبالتالي هي تستطيع بعقاراتها ومقراتها واستثماراتها تغذية مواردها وإفادة أعضائها والتوسع في مشاريعها لتستوعب طاقات جديدة.
وأكد المفتاح أن هذه اللقاءات فرصة لوضع عناوين للعمل في إطار الإستراتيجية المستمدة من خطب الرئيس، وخاصة على صعيد التوجه نحو ثقافة دعم أسر الشهداء، لتصبح ثقافة شعبية وليس ثقافة الدولة فقط، منوهاً إلى أن معركتنا هي معركة الوطن ومعركة الجميع، فداعش والنصرة كتنظيمات إرهابية ليس هدفها القتل فقط وإنما قتل ثقافتنا وأفكارنا التي تربينا عليها، وبالتالي فإن الانتصار عليها هو الانتصار على من يسعى لإلغاء هويتنا ومنظومتنا .

عام عمل بامتياز

وشدد هيثم حافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين على أهمية العمل وفق خطة وتوجيهات هامة لبناء ثقافي مميز ضمن الرؤية الإستراتيجية التي تضعها القيادة القطرية ضمن رؤيتها واتجاهاتها في خطتها العامة في التنمية الشاملة لمجتمعنا وبلدنا، وأشار إلى  صراحة هذا اللقاء، للعمل ضمن رؤية جديدة مع دافع كبير للعمل في ظل نجاح الاتحاد في العام 2016 كاتحاد وليد في إقامة العديد من النشاطات وتحقيق الكثير من الإنجازات خاصةً إعادة التألق للناشر السوري والكتاب، ولاسيما في المعارض الخارجية، وأكد أن الاتحاد مطالَب اليوم بإنجازات أكبر لإعادة الروح للقارئ السوري، ولفت إلى أهمية دعوة وزارة التربية في أن تكون شريكاً حقيقياً لاتحاد الناشرين لخدمة المجتمع بعد شراكته مع وزارتَي الثقافة والإعلام، خاصة وأن الاتحاد كان يسعى لهذه الشراكة الضرورية مع وزارة التربية لتنمية المكتبة المدرسية، واعتبر أن إنجاز هذا العمل سيكون من أهم الإنجازات التي يمكن أن تتحقق، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات الأخرى على صعيد الكتاب عامة والكتاب المدرسي بشكل خاص، ونوه حافظ أيضاً إلى أهمية اقتراح د. المفتاح بحثِّ الاتحاد على التعاون مع المنظمات الدولية لتوسيع نطاق شركائه وتطوير آليات العمل فيه. وبيّن أن العام الحالي سيكون عام عمل بامتياز، واعداً أن الجميع سيتلمس ذلك على أرض الواقع بعد أن تجاوز الاتحاد مرحلة الترنح وأصبح اليوم يقف على أقدامه وعلى أرضية صلبة، حيث سيعمل على إقامة معارض متخصصة في كل المحافظات، إلى جانب اعتماد السبل الكفيلة لدعم الكتاب السوري وتشجيع الناس على القراءة، وأوضح أن الاتحاد ليس بحاجة لدعم مالي، فدور النشر تدعمه مالياً لتكون مشكلته الحقيقية في عدم وجود مقر له حتى الآن، الأمر الذي يربك عمله حيث يدار الاتحاد اليوم من المكاتب الخاصة لدور النشر، وهذا برأيه ليس عملاً مؤسساتياً، وعبر حافظ  عن سعادته لمناقشة هذا الموضوع في هذا اللقاء وهي خطوة أولى باتجاه إيجاد مقر دائم له.
كما ناقش اللقاء أيضاً أوضاع الاتحاد على جميع الصعد والصعوبات التي تواجه عمله والخطوات التي يجب اتخاذها في سبيل تطوير أهدافه، ونوه الرفيق المفتاح إلى النشاط الواضح للاتحاد على المستوى المحلي من خلال المعارض الكثيرة التي أقامها والدور الكبير الذي لعبته في الحراك الثقافي، وأثنى على الحضور المتميز له خارج سورية من خلال مشاركته في معارض عربية شهيرة التي أعادت سورية إلى هذه المعارض من خلال الاتحاد كمؤسسة شرعية بحيث انكفأت أية قوة أو أي تفكير باتجاه استيلاد أيّ مكوّن غير وطني يدّعي تمثيله للناشرين السوريين، وأكد المفتاح أن هذا النجاح الذي حققه الاتحاد شجع القيادة لاعتماده منظمة شعبية كباقي المنظمات بحقوقها وواجباتها.
أمينة عباس