المصلحة العامة مصلحة عالمية أيضاً
أكرم شريم
من المعروف أن مصطلح (المصلحة العامة) موجود في كل دول العالم وفي كل لغاته وهو متداول وهام ويجري التوجيه نحوه والتوجه إليه عند كل شعوب العالم، وعلى اختلاف طرائق التفكير فيها وطرق التعبير، شعبية كانت أم رسمية، إعلامية أم في مقاعد التعليم ومنابر الخطابة وعلى تنوع هذه المنابر وتعدد منطلقاتها وأسباب هذه المنطلقات!.
ونحن بدورنا نريد أن نفهم ما هي هذه المصلحة العامة، والموجودة عند كل الشعوب كما ذكرنا، فإذا انطلقنا من المفهوم الشعبي العفوي لها فإنها تعني كل عمل يصب في خدمة الشعب والوطن. ولنتوقف هنا، عند كلمة (الوطن) وكيف أنها تعني أن المصلحة العامة هي في النهاية، بل في البداية وفي الحقيقة هي مصلحة وطنية أيضاً، وعند كل شعوب العالم وفي كل دول العالم والتي عددها وكما نعرف جميعاً مئة وخمسة وتسعون دولة في هذا العالم الذي نعيش فيه!.
إذن.. فإن المصلحة العامة إنما هي للجميع في هذا الشعب ودون استثناء!. وإن أي استثناء هنا، إنما يعني أنها أصبحت مصلحة خاصة ولفئة معينة وليس أكثر وهذه التقسيمات الفئوية للشعب، والتي هي ليست خارج المصلحة العامة وحسب، وإنما تقف في مواجهة المصلحة العامة، وقد تكون أكثر من ذلك، تقف ضد المصلحة العامة، علماً بأن الوقوف ضد المصلحة العامة ليس شرطاً أن يكون مباشراً وإنما أيضاً، وبواسطة هذا الخبث والخداع وما أكثره وقد يظنون أنه غير مكشوف، وتماماً كما يفعل، ودائماً، أعداؤنا وأعداء الشعوب مثل الاستيطان وسرقة غاز البحر من غيرهم، ولكنه معروف وهم معروفون ومكشوف دائماً وهم مكشوفون دائماً، لأن كل إنسان يدقق ويفكر وبشكل صحيح في بلاده وشعبه ومن كل هذا العالم. وخاصة إذا كان أباً ومسؤولاً شرعاً وقانونا عن كل ما يتعلق بأفراد أسرته، أو أماً وما أعظم الأم وحرصها الشديد على أطفالها وأبنائها، فالأم يد الله على الأرض، ولن تكون هذه اليد الرائعة والمعطاءة والمضحية إلا صادقة ومخلصة في سبيل المصلحة العامة لأبنائها ومجتمعها وشعبها، وبالتالي كل المجتمعات والشعوب كونها تمثل أساس التربية المنزلية الأولى لكل إنسان في هذا العالم، هذه التربية القائمة حتماً، وبالضرورة وتحت حماية الله سبحانه وتعالى، على الأخلاق وحفظ الحقوق واحترام الآخر، والإيمان بالله، وبالقدر أيضاً، وهذا من أهم عناوين السلم والسلام والمحبة الشاملة والدائمة وذلك صدق عالٍ ومصداقيةٍ عالية، لأن الإيمان بالقدر إنما هو الإيمان بالله أيضاً، ولكن بشكل غير مباشر، فما هي إذن الأسباب والدوافع التي ستجعلنا لا نؤمن بالمصلحة العامة والمحافظة عليها وحمايتها؟! وهكذا تكون النصيحة اليوم إن حرصنا على المصلحة العامة وتقديم كل الخدمات لها وبكل أنواعها خاصة وأن ذلك موجود عند كل شعوب الأرض، سيتحول حتماً إلى حرصنا على المصلحة العامة العالمية أيضاً، ولأن ذلك وكما قلنا موجود عند كل شعوب الأرض، وهكذا فإننا حين نخدم المصلحة العامة فإننا وبشكل عفوي وتلقائي نخدم المصلحة العامة العالمية أيضاً، وبشكل دائم وباستمرار!.