ثقافة

الأطفال أغلى وأحلى ما نملك

أكرم شريم
هذا سؤال جوهري وأبدي: هل يوجد طفل أحلى من طفل؟! والجواب الجوهري والأبدي أيضاً: لا.. لا يوجد طفل أحلى من طفل، لأن حلاوة الأطفال من حلاوة الطفولة، وطالما أن حلاوة الطفولة موجودة عند كل طفل، وكذلك براءة الطفولة، إذاً لا يوجد طفل أحلى من طفل ولا لأي سبب كان من صحة، أو نحف، أو مال، أو لون، أو مكانة ومهما كانت!.. الطفولة هي الحلوة، وخاصة هذه الطفولة البريئة دائماً، والتي تصغي بشكل جيد، وتقبل أو ترفض بطفولة، وما أحلى الأطفال وإنجاب الأطفال، والحياة معهم، واللعب معهم أيضاً، فما بالك بضرورة تعليمهم، وكل الآباء والأمهات يحبون تعليم أبنائهم، وتعليم الأطفال حلو ولطيف مثلهم، وما أحلى التعليم للأطفال، بل واستمرار التعليم لهم، وكيف يمكن أن تخذل طفلاً يريد ويرغب ويحب وهو كما خلقه الله بريء، ومسالم، ومطيع، ويريد ويرغب ويحب أن يتعلم؟!.. أنا لا أعرف أنه يوجد دين أو شعب أو دولة أو أحد لا يحب ذلك، وإذا كان موجوداً، وهذا استثناء ولا أصدق وجوده، فعلينا قبل أن نحاربه أن نأخذه إلى الطبيب النفسي لدراسة حالته النفسية، ومعرفة أسباب هذا المرض النفسي الخطير عنده، ومعالجته حتى يتم شفاؤه تماماً، وإذا رفض ذلك فهو مجرم حتماً، أو مدفوع، أو يحتاج الأمر حينئذ إلى التحقيق، ومعرفة الحقيقة، والتحويل إلى العدالة!.
ومن الأمور الحلوة أيضاً في حياة الأطفال، اللعب! نعم!.. وهذا يعني أنه يجب أن توجد لهم أماكن يلعبون فيها، وببراءتهم المعروفة والمعهودة، وتحت رقابة نسائية مباشرة ودائمة: موظفة في حديقة الألعاب الخاصة بالأطفال، والمفروض كذلك أن توجد حديقة ألعاب للأطفال في كل حي، لا تقولوا إنني أبالغ، فطالما أن هذا الأمر ضروري لأن النمو الطبيعي للأطفال يحتاج إلى اللعب البريء والمراقب وباستمرار، تماماً كما هي عين أمه وقلبها، والتي ترافقه دائماً، وبكل حب الأم وحرصها المعروفين!.
لابأس!.. أنا أقبل أن تقولوا إنني أحلم!.. لابأس، فأي خطأ في حلم يسعد الطفولة والأطفال، ويساهم في نمو طبيعي لهم.. نفسي، وعقلي وجسمي؟!.. وكم قرأنا وسمعنا حول مدى أهمية التربية المنزلية الأولى للإنسان، والتي تشمل هذه العناية بالطفل والطفولة كاملة، وإذا جاز لي أن أقرر هنا فإنني أقول: إن أهم عناية بالطفل والطفولة إنما هي التعليم!.
وهناك مسألة قد تغيب عنا أحياناً وهي: لماذا هذا الطفل مجتهد في المدرسة والدراسة، وذلك الطفل، وهو زميله ويجلس إلى جانبه ويتعلّم معه، ليس مجتهداً، بل وكما يقولون عادة وأقولها بأسف، إنه كسول!..  فهل هو كسول حقاً، أم أن هناك نقصاً في العناية به نفسياً، وعقلياً، وجسمياً؟!.. ومتى قمنا بدراسة أحواله العائلية والصحية حتى نحكم عليه بأنه كسول؟!.. ومتى حاولنا أو اجتهدنا أن ندعمه صحياً إذا كان يعاني من ضعف في السمع، أو البصر، أو التركيز، ونفسياً إذا كان يعاني من فقر، أو إهمال، ويجعلونه يعمل عند أبيه، أو أخيه، أو معلمه بعد المدرسة، ويجلب الأغراض من هنا وهناك، ثم يقولون إنه كسول في المدرسة؟!.. وهكذا تكون النصيحة اليوم بأنه لا يوجد على الإطلاق طفل كسول، وأن مثل هذه الأسباب تأتي منا نحن الكبار، فحين ينتهي من المدرسة يجب أن يرتاح في المنزل، فيأكل، ويشرب، ويلعب، ويكتب الوظيفة وهو مسرور، وتحت إشراف من الحرص، والحب، ودائماً، وباستمرار.