ثقافة

صالون عزوز الأدبي.. حالة معرفية تعيد للثقافة ألقها

لم تكن الغاية من فكرة الصالونات الأدبية، مجرد اجتماع للشعراء والأدباء في منزل أحد هؤلاء الأدباء، بل كان الهدف منها المشاركة الفعلية في الحراك الثقافي، لذا كان من الضروري أن يتواجد فيها رجال الفكر والأدب والفن ليكون رأيها مواكباً للحركة الثقافية، وصالون محمد عزوز الأدبي في مدينة السلمية الذي تأسس في العام 1993، أراد أن يؤسس لحالة معرفية تعيد للثقافة ألقها وحضورها، والسلمية تلك المدينة التي تماهى مجتمعها مع الثقافة والفن والأدب على مدى عقود من الزمن، أضحت الثقافة فيها تتأرجح مع مفردات الأزمة التي وضعت المواطن في فم الحاجة والعوز، وانحصر تفكيره في تأمين مستلزمات العيش الكريم ولو بحده الأدنى، ومع ذلك لم تغب شمس هذه الثقافة وبقي هواؤها متنفس الكثيرين بالرغم من ضيق العيش.
وبالعودة لصالون الأديب محمد عزوز الذي يقول: فتحت منزلي للشعراء والأدباء والفنانين لجيلين من المخضرمين من الشعراء والأدباء والنقاد والمسرحيين، أمثال: خالد بدور ومهتدي غالب وفائق موسى، وعدد من الأدباء الشباب ليمتزج الفكر الأدبي بالثقافة ومفرداتها مع الدماء الشابة المتحمسة لتأسيس حالة ثقافية متميزة، وفي الجلسات الصالونية المنزلية يتناقش المجتمعون حول أهم الفعاليات الثقافية والفنون الأدبية، إضافة إلى مناقشة هموم المسرح في السلمية وباقي المدن السورية، ومن أهم الفعاليات التي اهتم الصالون بها ملتقى الأربعاء الثقافي الذي ينعقد في جمعية العاديات وهو أحد أهم المنتديات التي تمثل رافداً مهماً للثقافة.
وأشار عزوز إلى أن الصالون كان ينعقد فيما مضى صباح كل جمعة بحضور الشعراء الراحلين محمد دندي ونصر سعيّد وخضر عكاري والفنان التشكيلي ناصر الشعار، وفكرة الصالون أثارت ردود أفعال إيجابية في العام 2006 خاصة من جمعية أصدقاء سلمية التي استقبلت هذا الصالون لفترة زمنية قصيرة لأن فكرة النقل لم تنجح ليعاود الصالون نشاطه مجدداً في منزلي، ولينعقد كل يوم ثلاثاء حتى الآن وبانتظام بحضور شعراء ونقاد مخضرمين وشباب لمناقشة الأعمال الشعرية لشعراء سلمية التي بدأت بكبار الشعراء ومن ثم الشعراء الشباب المتميزين، واعتبر عزوز أن فكرة الصالون انطلقت من خلال إحياء فكرة الصالونات الأدبية التي قد تكون نادرة في سورية، ونعمل بالتعاون مع الأعضاء المؤسسين له على ترسيخ هذه الفكرة التي أعطت مردوداً ثقافياً متميزاً، بعد أن أكد كل من ارتاده أنهم استفادوا كثيراً وصقلوا تجربتهم الثقافية، وأكد عزوز على استعداد الصالون لاستقبال كل الشعراء والفنانين من أجل دراسة نتاجهم بكل شفافية وموضوعية.
نزار جمول