ثقافة

في حفل تسليم جوائز الدولة التشجيعية 2016 الأحمد: استمرار العمل الثقافي دليل على صمود الشعب السوري

لا تخبو شعلة العقول النيرة مهما رمى الزمان في دربها الشوك، فالإبداع ينبت من قلب الصخر ويشق طريقه نحو الإنجاز والنجاح متحدياً أعتى الحروب، لذلك يستمر المبدعون في التألق وحصد الجوائز في كل أوان، وفي الأمس أقيم حفل تسليم جوائز الدولة التشجيعية لعام 2016 للمبدعين الفائزين في مكتبة الأسد الوطنية برعاية وحضور السيد وزير الثقافة محمد الأحمد الذي بارك للفائزين في هذه الجائزة وتمنى لهم مزيداً من التفوق والنجاح، قائلاً: لقد اجتهدتم فنلتم، وتعبتم فحصدتم ثمار التعب، وأوضح أن الأمم لا تتطور إلا بقدر ما تهتم بعلمائها ومبدعيها ومثقفيها، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها ولا يمكن لأي دولة أن تكون قوية إذا كانت ثقافتها ضعيفة، وليس من الضروري أن تمتلك الدولة نفطاً أو سلاحاً في وجود أبناء مخلصين قادرين على الإبداع لتشق طريقها إلى صدارة الأمم.

إنجازات ثقافية
ورأى الأحمد أن الثقافة توحد بين الشعوب رغم أنها تقوم على إبراز ما هو مختلف، فلكل شعب، بل لكل إنسان ملامحه الخاصة ويوحد بين هذه الوجوه المتمايزة رغبتها في العيش بكرامة وسلام، والثقافة هي ما يساعدنا على تخطي الصعاب في الأزمنة الصعبة، ونوه أن سورية تصمد بفضل قائدها وجيشها وشعبها وبفضل ثقافتها الممتدة في التاريخ وبفضلكم أنتم أيها الأدباء والفنانون والمبدعون. وتمنى للفائزين ولكل أسرة العمل الثقافية تحقيق إنجازات عامرة بالإبداع ومواصلة السير. وتوجه بالشكر والعرفان لسيد الوطن لأنه رغم الأعباء الهائلة الملقاة على عاتقه لا يتوقف عن متابعة الشأن الثقافي والاهتمام بكل تفاصيله وتقديم الدعم للعاملين فيه.
مشهد ثقافي
من جانبها أعربت د.سمر ديوب عن سعادتها بهذه الجائزة لسببين، أولهما  أن المرء حين يكرم في وطنه يكون له طعم لا ينسى وبريق خاص لا يعادله أي بريق، وثانيهما أن الجائزة رمز جميل يكرم فيه المبدع، وتعني تسليط الضوء على أعمالي النقدية والأدبية ودفع للعطاء ودعم نفسي كبير، وإثبات أن كنز الإبداع في سورية لا ينضب، واعتبرت أن هذه الجائزة جاءت من منطلق الرقي الأدبي وضمن مقاييس إبداعية وهي حالة مهمة في المشهد الثقافي.
ولفتت ديوب إلى أن النقد هو نص فني يوازي فنية النص الأدبي، فهو حالة أساسية لا استدراكية وهو منهج وفكر وعلم وحرفة وصناعة وتوجه رؤيوي في الحياة، وعلى الناقد أن يملك مشروعاً لا ينفصل عن المشروع الثقافي والوطني، وأضافت أنها تطمح لوجود مخبر نقدي تدعمه الجامعات والهيئات الحكومية، وتنظم ندوات لأجله وتنجز أبحاثاً تدعم إمكانية إنجاز نظرية نقدية من صميم الحضارة العربية عبر جهد نقدي جماعي، موضحة أنها لا تتبنى فكرة مدرسة نقدية محددة وكما أنها لا تدخل النقد بقصد سابق، وتمنت زيادة الاهتمام بالأنواع الأدبية الجديدة(الأدب الرقمي، قصيدة الومضة وغيرها).

نقطة مضيئة
واستذكر الشاعر الدكتور أنس بديوي عميد كلية الآداب في جامعة حماة تجربته الشعرية التي تجلت في خمس مجموعات شعرية، كتجربة تكرس مفهوم الشعر بوعي نقدي وجمالي ناضج يلمسه القارئ كلما أطلع على مجموعة جديدة، وتابع: لعل الأبرز هو ما قدمته في ديواني (الوجع الأسود) الذي هو محاورات شعرية لشعراء أفارقة، وهو وجع الإنسان في أي  بيئة وجد، فإذا كان هذا الإنسان جوهر الوجود فإن الشعر سيخلق منه وجود سماوي، وأوضح أن الثيمة التي تجمع التجربة هي ثيمة الوطن، وأكد أن هذه الجائزة هي نقطة مضيئة في تجربة أي مبدع وهي إحساس بمسؤوليتنا نحو المتلقي وعمق الكلمة التي تخرج من الوجدان، شاكراً كل  من بذل جهده في إنجاز هذه الجائزة ووجه عظيم الشكر للجيش الذي يحارب الظلام وينشر الحرية.

فن أصيل
كذلك تحدث الخطاط  في جامعة تشرين عرابي أبو بكر عن أن الخط هو تراثنا وعلينا حمايته والمحافظة عليه من الاندثار، وأن ننشر هذا الفن الأصيل بكل صدق وأمانة، وهو لغة القرآن واللغة العربية، وأوضح أن الخط واحد من اهتماماتي الشخصية، وأصبح مهنة لي بعد صقل موهبتي من خلال دراسة أكاديمية، كما أنني أقوم بتدريسه لطلابي في حلب واللاذقية، وتكريس الأصالة العربية من خلال الخط العربي، وكذلك كتبت للعديد من المدارس المعروفة لدى الخطاطين من خلال كتابة مستمرة ومشاركات محلية ودولية والخبرة والتجربة هي السبب في تحقيق النجاح. وأشار إلى أن سورية تفتقد إلى المراجع الخطية وتمنى أن تأخذ أعماله قيد النشر دورها الفعال.
لوردا فوزي