وجه آخر للمقالب..
لوردا فوزي
كما تولي المحطات التلفزيونية أهمية للدراما ليكون لشاشتها نصيبها من أفضل المسلسلات، كذلك تولي للبرامج التلفزيونية جانباً مهماً من ساعات بثها، فعلى غرار عرض المسلسلات الدرامية وازدحامها الذي ارتبط بالموسم الرمضاني كذلك ارتبط عدد من البرامج التلفزيونية بذات الموسم، ولعل أهم تلك البرامج هي برامج المقالب التي ينتظرها المشاهد العربي في كل رمضان علها تخلق البسمة والضحكة على محياه، وبالطبع يختلف أسلوبها وطريقتها من شاشة إلى أخرى، وكذلك يختلف “الشخص المستهدف” فبعضها موجه لأي شخص يصادف وجوده في مكان تنفيذ المقلب، وبعضها يكون بناء على خطة مدروسة ومحكمة لشخصية مشهورة بعينها، وعادة ما يشارك في تقديم وتنفيذ تلك المقالب فريق كامل تختلف ضخامته حسب ميزانية البرنامج حتى أن بعض الممثلين تفرغوا لتولي مهمة تلك البرامج كالممثل رامز جلال الذي أصبح اسمه مرتبطاً ببرامج المقالب التي اعتاد على تقديمها منذ عدة أعوام، وتحمل في كل عام اسماً مختلفاً دون أن يتم تجاهل اسم رامز في عنوانها فمن (رامز قلب الأسد) إلى (رامز عنخ آمون) و(رامز واكل الجو) وصولاً إلى (رامز بيلعب بالنار) وغيرها، وبالرغم من استهجان الأغلبية لبرنامجه وتعرضه لانتقادات واسعة ولاذعة ودعوات لإيقافه إلا أن عرضه مازال مستمراً في هذا العام تحت عنوان (رامز تحت الأرض) في حلة وخطة جديدة يحول نجوماً عربيين وعالميين إلى “ضحايا”، على الرغم من الاتهامات العديدة له بأنه “مفبرك” ومجرد تمثيلية تنفذ بالاتفاق مع هؤلاء الضيوف ولكن يبدو أن هذا البرنامج المستفز لا أكثر والمفرغ من أي معنى سيبقى يبحث عن عناوين جديدة في الأعوام المقبلة بانتظار أن يفعلها أحد ضحاياه ذات مرة و”يفش قلبنا” بردة فعله فـ”يأكل رامز نصيبه” عله (يريح) المشاهدين من مقالبه ثقيلة الدم.
تزداد قتامة تلك النوعية من برامج المقالب عند عرض نقيضها، فعلى النقيض تماماً يظهر هذا العام برنامج (تركا علينا) الذي يقدمه الإعلامي محمد قيس على شاشة ((MTV) اللبنانية فمع أنه يبدأ بمقلب صغير إلا أن إطار المفاجآت المتلاحقة توضح أنه مجرد مقلب إيجابي، وهو بداية لتحقيق الأمنيات ضمن قالب اجتماعي إنساني استغل المقلب ليتحول في النهاية إلى وسيلة تدخل الفرحة إلى القلوب، وتضيء على معاناة عدد من العائلات وتقوم بمساعدتهم وتأمين حاجاتهم وفي بعض الحالات تحقيق أحلامهم، نستطيع القول أن برنامج “تركا علينا” أنقذ المقلب من المطب الذي وقعت فيه بعض البرامج، وأعطاه بعداً إنسانياً جميلاً بعيداً عن الضحك وبعيداً عن الاستفزاز وجعلنا نرى الوجه الآخر له.