الأعزب والعازبة ومحاربة الحياة!.
إذا راقبنا حياة الأسرة، والمؤلفة من الأب والأم والأبناء (ومعذرة هنا لأن كلمة الأبناء لغوياً تشمل البنات، ولو أردتم رأيي لقلنا: الأسرة المؤلفة من البنات والأب والأم والأبناء، ذلك أن البنت حين تكبر وتتزوج هي التي تنجبنا، ولولاها لانقرضت البشرية، ولا يعود يبقى على وجه الأرض سوى الحيوانات والحشرات والديدان) إذن لنقل: الأسرة المؤلفة من الأب والأم والبنات والأبناء!.
وأعود هنا وأقول: إذا راقبنا حياة الأسرة فسنرى أن لكل من أفراد هذه الأسرة عملاً يقوم به، داخل الأسرة وخارجها فأنت تقوم بعملك وكل أفراد الأسرة يلبون ما تطلبه منهم، وكذلك الأم وما أعظم هذه الكلمة فهي تحرص وتلبي كل الطلبات قبل أن يطلبها أحد، وكذلك فإن الأبناء والبنات يلبون كل ما تطلبه الأم منهم، فانظروا إلى هذه الحركة الداخلية داخل الأسرة، وكيف أن الإنسان الأعزب أو الإنسانة العازبة يكون وتكون خارجها تماماً، بل وإذا كان يعيش وحده أو تعيش وحدها فإن عليه وعليها أن يقوم بكل هذه الأعمال وحده أو وحدها، هذا فضلاً عن الاختفاء التدريجي لعدد السكان في الوطن إذا كثرت ظاهرة العزوبية، وإذا استمرت ظاهرة العزوبية في التكاثر لا يبقى سكان، وهذا ما يريده أعداؤنا وأعداء الشعوب، إذن فإن الحب والزواج وأقصد هنا الحب المؤدي إلى الزواج، لأنه إذا لم يكن كذلك فهو مجرد رغبة، والمرأة هي التي تدفع الثمن ويصبح عندنا كما في الغرب ملايين الشباب بدون آباء، وتظل تتكاثر هذه الأعداد إلى أن يأتي الوقت لإلغاء مفهوم الأسرة والانتصار في حرب أعداء الإنسان والإنسانية والأخلاق والأديان ويتحقق تفتيت الأسرة، ويعيش كل إنسان وحده في هذا العالم!. وأينما ذهبت فلا ترى أباً ولا أماً ولا أخاً ولا أختاً ولا أسرة!.
إذن فإن الزواج والإنجاب عمل وطني أيضاً، وهو عمل ديني وإنساني كذلك! وعلى كل عازب أو عازبة أن يحذر وتحذر أيضاً من أن تتشكل حوله أو حولها عدم الثقة به أو بها، مما يجعله أعزب بسبب منه هذه المرة، أو بسبب منها، ولا يستطيع أي منهما أن يحقق هذا الاستقرار العظيم والرائع والإلهي الصادق في الحب والزواج والإنجاب، والحياة ضمن أسرة وكما يريد الله والإنسانية، وهكذا تكون النصيحة اليوم احذروا العزوبية كما تحذرون الشيطان!. وذلك لأن الأعزب يعيش حياته في سجن مفتوح الأبواب!.
أكرم شريم