ثقافة

معرض الكتاب.. مشاركات متنوعة وعناوين غنية وجديدة

يعود معرض الكتاب من جديد بألقه، حيث ملامح الفرح والسعادة واضحة على وجوه كل الأشخاص الذين كانوا يعملون في ترتيب الكتب على رفوف الأجنحة، فهذا العام سيستقبل المعرض عدداً أكبر من دور النشر، وهي حركة شهد لها جميع من كان في المعرض استعداداً للافتتاح.
وعن مشاركات دور النشر في معرض الكتاب بدورته التاسعة والعشرين كانت لنا وقفات متنوعة حول تحضيرات المعرض، إذ أنه منذ لحظة استعادة المعرض نشاطه كانت دار رسلان من أوائل المشاركين، فتقول فاديا عبد الخالق المسؤولة عن الدار: أصرينا على المشاركة في معرض الكتاب لأنه من الضرورة البقاء في السوق المحلي، رغم تمنع العديد عن المشاركة، وعن إصدارات الدار قالت: نصدر 60 عنواناً سنوياً ولغاية هذه اللحظة نملك 45 عنواناً جديداً بين علوم الطاقة وروايات عالمية مترجمة وخصوصاً من اللغة الروسية، بالإضافة إلى الدراسات الأدبية ومجموعة كتب في مجال الاقتصاد والإدارة، وكلها مشاركة في المعرض هذا العام.
وتضيف: في الدورة السابقة كانت مشاركتنا محدودة دون تواجد “الوكالات” التي كانت خائفة من التراجع في معرض الكتاب، ولكن بانطلاقته القوية في العام الفائت استطعنا إرجاع عدة وكالات عربية مثل دار الهدى ودار الغانم، وقد أخذنا هذا العام جناحين.
ويشارك مركز الدراسات العسكرية في معرض الكتاب فيقول المسؤول عنه: المركز هو أحد مؤسسات القوات المسلحة المعنية بالفكر العسكري، وفيه إصدارات خاصة مختصة بالجانب العسكري أكثر من أي جوانب أخرى، ومشاركتنا في المعرض ستكون ضمن الفكر الاستراتيجي العسكري التاريخي “تاريخ سورية” وبعض الكتب عن صنوف الأسلحة، بالإضافة إلى وجود مجلدات ثمينة جداً كالمعجم الجغرافي عن سورية كاملاً، وتاريخ الموسوعة العسكرية، وهناك كتاب جديد بعنوان: “سورية الأزمة الراهنة”، يتناول فترة الحرب بشفافية وواقعية مع ملامسة السلبيات والإضاءة على الإيجابيات التي بفضلها مازلنا صامدين، ويتضمن الجناح أيضاً مجموعة كتب خاصة بدول البريكس والدول الصديقة مثل كوبا وفنزويلا والجزائر حيث يعرض الكتاب الحالة السياسية والاقتصادية والسياحية مع جهاز عرض عن الدولة. وعن جديد المركز في مشاركتهم هذا العام يقول:
هناك كتاب جديد عن تنظيم داعش وتداعياته يمثل أداة معرفية تظهر حقيقة هذا التنظيم المتوحش، بالإضافة إلى بعض الكتب العلمية المتنوعة والخاصة بمواقع التواصل الاجتماعية والحرب الالكترونية.

مشاركات عربية
ويعتبر دار الكتاب العربي دمشق- القاهرة من مؤسسي معرض الكتاب، وعن مشاركته هذا العام يقول مدير التوزيع نضال عبود:
مشاركتنا في العام الماضي كانت فاتحة خير بعد غياب بسبب الأزمة وغياب عن قرائنا، وفي هذا العام وكما هو واضح هناك مشاركة أوسع، وأرجو أن يكون هناك إقبال من الجمهور. وأشار السيد عبود إلى وجود عناوين جديدة ومميزة، وقد سمح القائمون على المعرض هذا العام بحجز مكانين للدار.
ويشهد هذا العام تنوعاً كبيراً في المعرض فقد كان للدور اللبنانية حضور قوي إذ يقول مدير دار مؤمنون بلا حدود من لبنان مهيار الكردي: هذه أول مشاركة لنا كدار نشر في معرض الكتاب، ونعتبرها واجب وطني لدعم سورية من أجل عرض كتبنا على المثقف والقارئ السوري، وكتجربة أولى حجز الدار 12 متراً، وعن الكتب المعروضة يقول كردي: لدينا دراسات لاتينية وفلسفية وأدبية وتاريخية وجغرافية ونقد أدبي وكتب دينية.
وعبر السيد وليد الأحوش من دار بيسان للتوزيع في بيروت عن فرحه بالمشاركة في معرض الكتاب قائلاً: نحن كدار نشر في لبنان أساس سوقها في سورية، لذلك لا نستطيع إلا التواجد في معرض الكتاب، وقد تميزت عناويننا هذا العام بالإصدارات الحديثة التي لها علاقة بسورية، بالإضافة إلى عناوين جديدة مثل كتاب “سورية صناعة النصر”، “حفة هاوية ووثيقة وطن”، ولأول مرة يصدر كتاب يتعلق بالمنطقة بعنوان “لغز جنائن بابل المعلقة”، وقد حجزنا هذا العام 24 متراً، وهي مساحة أكبر من العام الماضي ليكون هناك مجال للتوسع.
ومن عام إلى عام ينتظر عشاق الكتب معرض الكتاب، وتزداد غبطتهم عندما يقترب موعده السنوي، وكذلك تنال دور النشر نصيبها من الفرحة ومن الانهماك بالتحضيرات والتجهيزات ليطل علينا  معرض الكتاب الدولي  للعام الثاني -بعد غياب- بأبهى حلة ويكون بصمة حقيقة في المشهد الثقافي السوري، حيث يتحدث بسام أورفلي صاحب دار اليقظة أنها ليست مشاركتهم الأولى، وعبّر عن سعادته بهذه التظاهرة الثقافية، ولفت إلى أنه يساهم فيها أيضاً بمشاركة وكالة من دار نشر لبنانية مشجعاً دور النشر العربية في العام القادم للمشاركة المباشرة، وموضحاً أنه يقدم قواميس وموسوعات علمية وعناوين باللغة الإنكليزية والعربية تتوجه لكافة شرائح الشباب والأطفال، بينما أشار محمد وليد سالم  من دار البيروني والقادم من حلب أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في المعرض بسبب الظروف الصعبة التي تعانيها حلب، والتي جعلتنا غائبين عن المشهد الثقافي بشكل عام، مؤكداً أنه لابد سيتابع المسيرة ويواظب على الاشتراك في كل عام، منوهاً إلا أن الكتب متنوعة سواء في الآداب أو القصة وغيرها.
كذلك سجل دار الفكر حضوراً في كل دورات المعرض ولم يغب عن أي واحدة منها -كما قال سعيد الزعبي مدير المعارض في الدار- وفي هذا العام لدينا وكالات من مصر ولبنان ونشارك بحوالي 1400 عنوان  تغطي النواحي الثقافية الشاملة، فهناك الأدب والتاريخ والجغرافيا والفقه والتفسير وكتب فكرية، بالإضافة إلى سلسلة حوارات متميزة تناقش مواضيع جديدة من وجهة نظر أفضل المفكرين، وقسم خاص بالأطفال يضم كتباً وقصصاً تعليمية ترفيهية وفكرية وتلوين ورسم، ونحن نشارك هذا العام  بمساحة أكبر من العام الماضي بمجموعة كتب وعناوين جديدة ومؤلفين متميزين، ورأى أمجد ترجمان من دار ربيع بأن معرض الكتاب هو عرس ثقافي نحرص على المشاركة فيه في كل عام ولم نسجل غياباً عن أي دورة من دوراته فهو معرض جميل والخدمات فيه ممتازة، مؤكداً حرصه على تقديم عناوين جديدة دائماً،  ونحن نتوجه بشكل خاص للأعمار  حتى الـ 16 عاماً، وبالإضافة إلى وجود الشيء التعليمي هناك ترجمة لكتب اليافعين والمغامرات وروايات للناشئة من البنات والصبيان، وسلسلة كاملة تتوجه لمختلف المستويات بدءاً من الكتابة البسيطة وصولاً إلى مستويات أعلى.

أسماء مختلفة
وقد كان لبعض دور النشر تواجد كثيف من خلال أجنحة وأسماء مختلفة  كدار رسلان ودار علاء الدين التي أوضح مدير المبيعات فيها قيس عقل بأنها موجودة بأكثر من اسم هي (دار عقل، و نيو أيرلا بوكالة من الدنمارك، والمركز الثقافي الروسي) مؤكداً أن لكل اسم إصداراته الخاصة به، فنحن وحّدنا الإدارة المشتركة فقط لهذه الدور، ونشارك في هذا العام بمساحة أكبر وأجنحة أكثر وبحوالي ثلاثة ألاف عنوان في كافة المجالات، فهناك التاريخ والجغرافية والصحة والروايات والكتب الأجنبية
أما مالك أبو كرم من مكتبة المركز التقني المعاصر الذي يشارك في المعرض منذ 29 عاماُ فرأى أن عودة المعرض منذ العام الماضي بعد غياب، هو بادرة جميلة موضحاً أن المكتبة مختصة بالكتب العلمية والطبية والهندسية وكل أنواع العلوم، وكذلك باللغات الأجنبية حيث نقوم بترجمة أمهات الكتب وتعريبها، مبيناً أنه حريص على تغطية كافة الاختصاصات، وأنه في هذا العام التزم بالمساحة ذاتها الذي كانت في العام الماضي، وكذلك أكد حبيب الضعدي من دار الفارابي أن هذه هي مشاركته الثانية بعد الانقطاع ولكن بجناح ومساحة أكبر حيث يقدم في جناحه كتباً فلسفية فكرية سياسية ومجموعة جديدة من الأدب والروايات العالمية ودراسات فكرية وأدبية وأيضاً كتب في علم النفس، مبدياً تفاؤله بأن المعرض هذا العام أكبر ومساحته أوسع وحتى المشاركات أكثر، ومستوى التجهيز والتحضير أكثر رفعة، متوقعاً أن يكون مستوى الإقبال أفضل.

اختلاف
ولابد أن يترك (جناح مكتبة الأسد الوطنية) انطباعاً بالاختلاف والتميز لدى أي زائر للمعرض حيث يجد فيه أشياء جديدة لم تعرض من قبل، وقد بين الأستاذ صالح الصالح مدير المكتبة أن الجناح في هذا العام سيكون مميزاً بكل جديد حيث سنقوم بعرض المخطوطات التاريخية التي هي ركن أساسي لا نستغني عنه وهي تحمل عبق سورية ولا تقدر بثمن، كما سيتم عرض مجموعة كتب نادرة عمرها مئة عام وأكثر، ولم يعد هناك أي نسخ أخرى منها، مضيفاً: سنعرض جزءاً من مقتنيات القاعة السمعية البصرية التي تختص بالتراث البصري السوري الفني والأزياء والسينما والمسرح والموسيقى وكلها أشياء جديدة لم تعرض سابقاً وستكون مفاجئة لكل من يزور الجناح، موضحاُ أن البيع مقتصر فقط على الكشافات التحليلية والعامة التي هي عبارة عن محتويات المكتبة بمختلف المجالات ويقبل عليها الباحثون والمهتمون.
جمان بركات- لوردا فوزي