ثقافة

“نحنا الثقافية” لا يريدون بلداً آخر لأحلامهم

تعود دمشق لتحتضن معرض دمشق الدولي الذي يحفز ذكريات السوريين والزوار من خارجه، معرض اشتهر بلياليه اللطيفة التي يستمتع بها الزوار والحضور.
وحيث الشباب السوريون حققوا حضورهم في أكثر من مجال خلال هذه الحرب المجنونة، فقد قامت مجموعة منهم بالتعبير عن مكنونات الذات والوطن والقيم الجميلة، عبر وسائل فنية وثقافية للمساهمة في رفع راية الوطن، ولأنهم لا يريدون بلداً ثانياً تكبر فيه أحلامهم، قرروا الاستمرار وحمل الرسالة الثقافية، فكانت جمعية “نحنا الثقافية” التي تتألف من مجموعة شباب سوريين يعملون في مجال التنمية الإبداعية، حيث تشارك الجمعية في معرض دمشق الدولي عبر برنامج فني تقدمه مجموعة من فرقها الفنية في حفلات يومية تقام على المسرح الخاص بوزارة السياحة واتحاد غرف السياحة السورية، حيث تقدم  اليوم الأحد فرقة “ني ينوا” التي مر على تأسيسها خمسة أشهر حفلتها في المعرض وتتألف من: مصطفى وعبد الرحمن طه، أحمد العاصي، شكيب عبيد، محمد حسين. وقد قدمت الفرقة في بداية تأسيسها حفلاً فنياً بمناسبة عيد الام في مقهى الحميدية، تلاه حفلات متعددة لمناسبات مختلفة وما تقدمه فرقة “ني نوا” هو غالباً من الأغاني والمقطوعات الموسيقية الشرقية منها: التراثية الفلكلورية، الطربية، الكلاسيكية الهادئة، الملتزمة، الصوفية. وسميت “ني نوا” نسبة إلى مقطوعة “ني نوا” التي كتبت في عهد الحضارة الآشورية، ووجدت بين ركام وأحجار قلعة نينوى في العراق، حيث قام الموسيقار الإيراني حسين علي زادة بتحليلها وكتابتها، وقدمها لأول مرة برفقة عازفي الفرقة الوطنية الإيرانية. تتألف من خمسة أجزاء: الأول يعبر عن مراحل نشوء الحضارة الآشورية، والثاني يعبر عن الازدهار والتطور الذي شهدته تلك الحضارة، والثالث يعبر عن قوة وصلابة الجيش الآشوري، والرابع يعبر عن الحضارات التي نشأت في زمن الآشوريين، ويعبر الخامس عن الخراب والحرائق التي تعرضت لها قلعة نينوى مع سقوط الحضارة الآشورية، وحال هذه الأحداث كحال الوطن الغالي سورية اليوم بسبب الأزمة التي طالت مدتها، ولكن بدورنا نحن أعضاء فرقة “ني نوا” سنقوم بإضافة الأجزاء التي تعبر عن صمود الشعب السوري بوجه تلك الحرب اللعينة.
وغداً الاثنين تقف فرقة “مزاج شرقي” على مسرح المعرض وتتألف من: معاذ يوسف، جاك شمعون، رامي أبو مغضب، فراس فاهمة، ماهر عامر، أيهم قطريب، يزن جومر، وتأتي هذه الفرقة في زمنٍ انتشرت فیه نوعیة من الأغاني المختلفة عن أیام الزمن الجمیل لتعید إحیاء هذا الزمن وتعید للأذهان زمن العمالقة، وتذّكر الشباب بالفنانین الكبار الذین قدموا أعمالاً عظیمة خلّدها تاریخ الفن, كما یساعد هذا النشاط على الارتقاء بمستوى الذوق الفني العام والأخذ بید الفنانین الشباب وصقل مواهبهم وبناء قدراتهم وإتاحة الفرص أمامهم.
وبعد غد الثلاثاء سيضاء مسرح المعرض بلآلىء فرقة “صبايا” للغناء الغربي المنبثقة من صبايا فرقة “نبض” والمؤلفة من مايا ديب، ميار غيث، رامي ابراهيم، عبدالله برقاوي، مادلين الباروكي.
وسيقدم الثنائي السوري سليمان ومنال الشلبي -فرقة “الشلبية”- حفلاً في الثالث والعشرين من الجاري بإحياء التراث الشرقي مع مزج قوالب أندلسية فلامينكو بأسلوب معاصر، وفي الرابع والعشرين سيكون زوار المعرض على موعد مع فرقة “نفس” المؤلفة من مضر جمول، نور فرحات، فراس دهان، أحمد البدري، سامح قسام، وقد تأسست الفرقة في حزيران عام 2016، وكانت أولى مشاركاتها في المركز الثقافي في أشرفية صحنايا ضمن ملتقى “غنى”، كما شاركت في مهرجان الفرق الموسيقية الصغيرة في “الأرت هوس”، ثم حفلة في كافيه “زرياب” وكانت لها مشاركة في حفل خاص بمناسبة عيد الميلاد لتختتم حفلاتها السنوية بالعزف تحت المطر في ساحة الأمويين في العاصمة دمشق أثناء إنارة شجرة الميلاد بتنظيم مبادرة “لاقونا ع الطريق”، وتتحضر الفرقة منذ بداية العام لإطلاق أول ألبوماتها.
وفي الخامس والعشرين “تريو عود” لفرقة منبثقة من عازفي نبض الشرقيين مؤلفة من طارق المجر وهمام هلال وطوني عساف ورامي ابراهيم. وفي اليوم الأخير سيستقبل المعرض فرقة “صوفي” المؤلفة من: عمار قدورة وعبد الله برقاوي وطارق المجر وسيمون طعمة ونارام يعقوب ورامي ابراهيم وأحمد مرتضى وابراهيم صندوق، حيث ستقدم الصوفیة بإرثها التاریخي وجذورها العمیقة وأفكارها الداعیة لنشر المحبة والسلام وقبول الآخر، وهو ما تسعى الفرقة لنشره عبر ما تقدمه من نمط الغناء الصوفي بالإضافة إلى تعریف الشباب بجزء مهم من تراث المجتمع السوري وهویته الثقافیة، بهدف ترسیخ انتمائه المجتمعي وتعزیز ارتباطه به، وتستهدف بالدرجة الأولى الشباب بما لا یقل عن 70 % من الفئات العمریة المختلفة والتي تتراوح  بین 23 سنة حتى 60 سنة.
علا أحمد