ثقافة

ملتقيات النحت

أكسم طلاع

حظي فن النحت باهتمام غير مسبوق هذا العام من خلال إقامة الملتقيات الخاصة به والتي تنوعت مجالاته من النحت على البازلت والحجر الرملي إلى الخشب ورمل الشاطئ، ففي البداية كان ملتقى السويداء الذي أقيم للنحت على البازلت بدعوة من وزارة التربية وبالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين, ولسهولة الحصول على مادة النحت دور أساس في نجاح الملتقى، وذلك لتوفر البازلت في محافظة السويداء والجنوب السوري المعروف بطبيعتة البركانية، وقد شارك في الملتقى نخبة من النحاتين السوريين من بقية المحافظات، مما منح تنوعا في مضامين الأعمال وأغنى الحصيلة النهائية لأعمال الملتقى, والأمر ذاته في ملتقيات أخرى آخرها كان ملتقى الحواش الدائم في حمص الغربي بمشاركة عشرة فنانين وبإدارة النحات إياد بلال ومشاركة علا هلال – سمير رحمة – أمل الزيات – فادي محمد – منتجب محمود وآخرين, كما سبقه أيضا ملتقى أغافي في مدينة اللاذقية الذي أقيم بالتعاون بين وزارتي الثقافة والسياحة ونال نصيبا من الاهتمام الدعائي والإعلامي وقد شارك فيه عدد من النحاتين المميزين بتجربتهم الفنية: عماد كسحوت– بعجانو– أكسم السلوم – ومن الشباب الفنانة هيفاء عبد الحي وقد اختص هذا الملتقى بفن النحت على الخشب, وفي اللاذقية أيضا أقيم في نادي اليخوت ملتقى آخر اختص  في أعمال النحت برمل الشاطئ، ويمكن اعتبار هذه الأعمال من أعمال فنون الشاطئ وتنتعش مع نشاط الموسم السياحي وأنشطة الصيف وتتقارب مع الأنشطة الفنية والرياضية الترفيهية الأخرى.
أما ملتقى الدلبة في مشتى الحلو والذي حفل بأنشطة ثقافية متنوعة ضمت النحت  على الحجر الرملي والتصوير والسينما والموسيقا والغناء والرسم على جدران البلدة، في محاكاة للمهرجانات التي تقام في مدن وبلدان عالمية مثل مهرجان أصيلة في المغرب مثلا، وقبل هذا الملتقيات هناك أنشطة أخرى ثقافية، لنصل إلى نتيجة وحصيلة هذا الصيف الثقافي المليء بالفعاليات؟ وقد حصدت هذه الملتقيات نتيجة اجتماعية طيبة من خلال مشاركة المجتمع المحلي لهذه الفعاليات وهذا مكسب هام ودليل عافية ونجاح الملتقى من حيث الرسالة، وبلغة الحساب والتكاليف المالية تعتبر الملتقيات استثمارا ماليا ناجحا لمن يريد أن يستثمر في هذا الأمر وخاصة القطاع الخاص  لسهولة تحركه في أسواق الفن في الدول المجاورة, ويلاحظ في النتيجة الفنية للفعاليات غياب الاستثمار الثقافي التسويقي من خلال الإعلام كشريك، والاكتفاء بمواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الفيسبوك الثرثارة و بدون تنظيم وتوثيق، لأن الصورة في هذه الملتقيات هي صورة الحياة اللائقة والجميلة بالسوريين المبدعين الذين يستحقون أن يرفعوا صوت الجمال في وجه القبح، لأنهم يعيشون  الجمال وينتجوه وقاوموا وانتصروا.. ومن العتب على الجهات المنظمة والداعمة أن تهتم بتسويق هؤلاء الفنانين ودعم منتجاتهم من الأعمال الفنية إعلاميا وماديا, أو على الأقل إقامة معرض لهذه الأعمال بشكل لائق في أكثر من مكان ومحافظة  قبل أن توزع على أماكنها الجديدة في المؤسسات والأبنية الرسمية، لكنني أخشى من ذهابها  إلى المستودعات حيث الموت الحتمي والتلف!