ثقافة

مسابقة “حفظ الشعر” لتمكين اللغـــة العربية

حبهم للشعر العربي واهتمامهم بلغتهم الأم “اللغة العربية” جعلهم يلقون عدداً من القصائد لكبار الشعراء العباسيين. 24 شاباً وشابة اجتمعوا في مكتبة الأسد للمشاركة في مسابقة “حفظ الشعر” التي أقامتها الهيئة العامة السورية للكتاب والتي فرضت على المتسابقين حفظ اثنتي عشرة قصيدة (492 بيتاً) من الشعر العباسي لأربعة شعراء أبو تمام والبحتري والمتنبي والمعري. وقد امتحنت لجنة التحكيم -المكونة من مستشار وزير الثقافة الأديب محمود عبد الواحد، ود.ثائر زين الدين مدير عام الهيئة ، ود.محمد قاسم مدير إحياء التراث في الهيئة- المتسابقين الذين ألقوا قصائد من عيون الشعر العباسي، وفي تصريح للصحفيين قال د. ثائر زين الدين: تأتي هذه المسابقة ضمن خطة وزارة الثقافة في التمكين للغة العربية هذه اللغة الجميلة، والعمل على بثها في نفوس فتياننا، وقد استمعنا اليوم لعدد من الفتيان في مرحلة عمرية محددة وهم يلقون عدداً من القصائد المهمة لكبار شعراء العصر العباسي.
وأضاف زين الدين: لم تكتف لجنة التحكيم في هذه المسابقة بالاستماع لإلقاء هؤلاء الفتيان وحسب، بل عملت على توجيه أسئلة كثيرة لهم حول ما حفظوه، وحول تمثلهم لهذه الأبيات، وماذا فهموا منها، إضافة إلى أسئلة في عمق اللغة العربية لاختبار قدراتهم اللغوية، خاصة أن معظم الطلاب كانوا من كلية الآداب – قسم اللغة العربية، وبعضهم كان من كلية الهندسة الشيء الذي أسعدنا.
من جهته أكد د. محمد قاسم بأن اللجنة الفرعية لتمكين اللغة العربية في وزارة الثقافة في نشاطها الدؤوب ضمن إطار التمكين لهذا اللسان العربي المتين، استحدثت هذه المسابقة لحفظ الشعر، وتم الاختيار هذا العام لتكون للشعر العباسي ولفئة عمرية محددة، حيث ستكون في العام القادم من عصر آخر ولفئة عمرية جديدة.
وتابع قاسم: تأتي أهمية هذه المسابقة بأن هذا المحفوظ الذي تخزّنه الفئة والذي تتسابق عليه هو ما يمكّن اللغة العربية في أنفسهم وبيانهم وفي طلاقة أدائهم وفي التعبير عن أغراض نفوسهم، ومما لا شك فيه أن أهم لبنة في تمكين المرء للغة هي أن يحفظ نصوصها الفصاح.
المتسابقون
ومن بين المتسابقين تميز الشاب أحمد براء الصياد بإلقائه الجميل للقصائد، وكان لنا وقفة معه إذ قال: المسابقة كانت حافزاً كبيراً لنا لحفظ أبيات من الشعر، واستفدت منها كثيراً من حيث المخزون اللغوي من جهة، والجائزة المغرية والمحفزة المقدمة للفائز من جهة أخرى، وفي كل الأحوال أنا المستفيد حالياً وفي المستقبل كوني طالب أدب عربي في السنة الأولى.
أما غنوة ظافر عميش فتحدثت: كنت انتظر مثل هذه المسابقة، فأنا كطالبة أدب عربي سنة ثانية ومن محبي كتابة الشعر –لدي محاولات بسيطة- بحاجة لمخزون لغوي كبير، وقد شاركت في مسابقة “حفظ الشعر” لأن اللغة العربية كانت بقمة ألقها في العصر العباسي، وفي الواقع، نحن بحاجة لهذا الشيء في هذا الوقت  الذي أصبحت فيه لغتنا ضعيفة وسيطرت اللغة الأجنبية عليها. وأضافت: نحن بحاجة اليوم إلى إعادة بناء اللغة العربية، حيث أصبحت تحتاج قواماً وقالباً جديداً، وبمثل هذه المسابقات الموجهة لجيل الشباب سيعيدون إحياء اللغة من جهة، ومن جهة أخرى أرى أن الناس تشعر بالتعب، وهذه المسابقات تعطي روحاً وأملاً وهدفاً، بالإضافة إلى توجيه الفكر لشيء معين دون تشتت أو ضياع، كما ترى غنوة أن الجوائز المقدمة محفزة وتمنت  تكرار مثل هذه المسابقات. ووصف المتسابق عبد الله أحمد عبيد –طالب سنة أولى أدب عربي- المسابقة بأنها حافز كبير من ناحية الشعر والجوائز، والذي شجعني على المشاركة هو د. محمد القاسم الذي كان يحفزنا دائماً على حفظ الشعر في الجامعة من طريقة إلقائه، والهدف من المسابقة هو حفظ الشعر ولكن في الحقيقة لا يهمني إن نجحت أو لا إلا أنني استفدت وزدت لمخزوني اللغوي أبياتاً جديدة ومعاني ومفردات وألفاظ لم أكن لأحفظها لولا هذه المسابقة.
الجوائز
وسيتم الإعلان عن أسماء الفائزين في المسابقة ضمن حفل يحدد لاحقاً لاستلام الجوائز التي أعلنتها الهيئة وهي: /70000/ ل.س للفائز الأول، /60000/ ل.س للفائز الثاني، /50000/ ل.س للفائز الثالث، مع خمسين عنواناً من مطبوعات الهيئة العامة السورية للكتاب في علوم العربية وآدابها لكل فائز.
جمان بركات