ثقافة

هؤلاء الأحباب!.

أكرم شريم

حين ندخل في مشروع كبير، ونهيئ له كل ما يحتاجه، وقد يكون ذلك المشروع أحياناً، أكثر من قدراتنا المتوفرة فينا ولدينا، وينجح وننجح به، فهل نحن وحدنا من فعل ذلك؟!. ألا تعتقدون أن هناك دائماً طرفاً آخر (ساعد) في إنجاح ما أردنا، وبقيت كل جهوده التي بذلت، مسجلة باسمنا؟! وهل هذا الطرف واحد دائماً،  أم أنه متعدد وموجود معنا وبيننا، ويساعد في كل ما نريد ونرغب وننشئ، ويسجل وكالعادة وهو بعيد، كل ما يفعل من أجلنا باسمنا؟! والأكثر من ذلك أننا نحتفل بنجاحنا، ويكون معنا، ويحتفل لنا، ويثني علينا، ويفخر بنا، وهو الذي، ساعدنا، وأؤكد على هذه الكلمة، لكي نعرف ونتعرف على هذه الفئة من الناس الموجودين معنا وبيننا في كل مجال ومكان.. وما أكثرهم!.

وإذا كنتم تحضرون مباراة كرة القدم كمثال، محلية أو إقليمية أو دولية، والأعصاب مشدودة وتحترق وتتحرق خلال وقت غير قصير ودون هدف، ومع أكثر من فرصة ضاع فيها الهدف ثم فجأة يسجل فريقكم الهدف، أو بمعنى آخر، تسجلون أنتم الهدف، ويتفجر الفرح وقوفاً وتصفيقاً وصرخات وصيحات وهتافات انتصار، والسؤال هنا، من الذي ساعد في تسجيل هذا الهدف، وانتصار هذا اللاعب في إحرازه؟!.

أنت حين تدخل إلى متجر وتشعر بالنجاح والزبائن يشعرون بالرضا والراحة، فالتجارة الحديثة وكما نعلم ليست بالجودة وتأمين السعر الأقل وحسب، وإنما أيضاً بتوفير الخدمة الأسهل والأفضل. ونسأل هنا: من الذي صنع هذا النجاح أو بمعنى أدق رسم وخطط ونفَّذ، وساعد على إنشاء وإدارة هذا العمل الناجح، من المؤكد أنك ستنظر إلى صاحب ومدير هذا المتجر فهو الذي فعل ذلك حتماً، ونحن نقول معك نعم هو الذي فعل، وهو الذي يدير ويشرف، ولكن من الذي ساعد في ذلك، ولولاهم، لربما لم يقم مثل هذا المشروع؟! هذا صحيح.. إنهم الأحباب أيضاً.. الأحباب الذين عنده وحواليه ومعه!.

وقد تراقب بيتاً كبيراً، فخماً وجميلاً في وقت معاً، ومحاطاً بالتشجير من كل جانب، وكأنه كيان فاخر أو تكوين فني جميل، وتقول إن صاحب هذا البيت يتمتع بذوق رفيع، وحسٍ جمالي، وإمكانيات مالية كبيرة وأكثر من ذلك قدرة نفسية على الإنفاق!. هذا صحيح.. ومن الواضح والجليّ أن صاحب هذا البيت هو الذي فعل ذلك ولكن من الذي ساعد، فحصلت المبادرة من بدايتها، وساعد أيضاً، حتى تم هذا الإنجاز حتى نهايته ومن أجله وأجل صاحب البيت وكل أهله معه؟! ونحن نعرف معنى وأهمية النجاح والناجحين وشهاداتهم في المدارس الإعدادية والثانوية وفي الجامعات، في الداخل والخارج، وباختصار كم نتوق إلى حدوث ذلك وكم نفرح حين يحدث، نفرح بهذا النجاح وبصاحبه، وليس شرطاً أن نكون نحن الناجحين، ولكننا نفرح وكأننا نحن الذين نجحنا وتنطوي الحوادث في الذاكرات وتنطوي الأيام ولا يفكر أحد بهذه المجموعات الكبيرة الكثيرة المنتشرة بيننا ومعنا وحوالينا من الذين دائماً يساعدون ويفرحون أيضاً.

وهكذا تكون النصيحة اليوم، صحيح أنك أنت المحتفل والمحتفى به والذي حققت وأنجزتَ ولكن يجب أن يكون الذي ساعد في صدارة الحفل والقلب ويكون ذلك معلناً أيضاً، فهي أولاً حقوق لهم، وثانياً تكريس وتشجيع لكي نكون ناجحين وعادلين في الوقت نفسه وبشكل دائم لنا ولهم ولكل أجيال المستقبل وفي العالم كله وعلى عكس ما يخطط ويعمل أعداؤنا وأعداء الشعوب!.