ثقافة

من الوجوه الشابة في “مسافرو الحرب” نــــور أديــــب: أنا محظوظــــة

جلّ ما كانت تتمناه وهي تخطو خطواتها الأولى في عالم التمثيل فرصة الوقوف أمام كاميرا التلفزيون، ولم تتخيل في يوم من الأيام أن التجربة الأولى لدخول هذا العالم الذي تعشقه ستكون من أجمل وأوسع الأبواب: فن السينما الخالد، هذا الفن الذي يحلم كل ممثل بارتياده.

مسافرو الحرب

تؤكد الفنانة الشابة نور أديب التي انتهت مؤخراً من تصوير مَشاهدها في فيلم “مسافرو الحرب” للمخرج جود سعيد أنها كانت سعيدة بهذه المشاركة وتعتبر نفسها محظوظة بهذه التجربة المهمة وقد أصبحت اليوم أكثر إصراراً على إكمال طريقها في عالم التمثيل لأنها تعلمت أشياء كثيرة على يد المخرج سعيد الذي لم ينسَ أحلام وآمال المواهب الشابة وحاجتهم لمثل هذه الفرص حين أتاح المجال في فيلمه لمجموعة من الوجوه الشابة المشاركة وهي منهم ليعبِّروا عن مواهبهم وإمكانياتهم بدلاً من الانتظار، فقدم لهم فرصة ذهبية ليحقق كل واحد منهم حلمه الذي يسعى إليه، مؤكدة أن ساحتنا الفنية بحاجة لضخِّ دماء جديدة في عالم الفن، وبالتالي فهي لا تستطيع اليوم إلا أن تشكر المخرج سعيد على ثلاثة أشهر من العمل قضتها مع كادر فيلم “مسافرو الحرب”.

حقيبة للسفر

في صغرها اشترت نور حقيبة للسفر لتسافر بها عندما يتحقق حلمها ويصبح حقيقة.. من هنا تعاملت مع تجربتها الأولى بكل حب وشغف وإيجابية، بعيداً عن القلق والخوف وبكل حماس وهي مقتنعة أنها ستكون تجربة كبيرة بإنجازها وليس بحجمها، فالتجربة رغم بساطتها كانت كبيرة أمام شابة تقف لأول مرة أمام الكاميرا ولم يغب عن بالها أبداً أن مخرجاً كبيراً وثق بها لتكون أحد أفراد أسرة فيلمه وأنها يجب أن تكون بحجم هذه الثقة، ومن خلال هذه التجربة حاولت أن تتعلم من كل شخص ومن أبسط وأدق التفاصيل ومن كل موقف شجعها أو أحبطها، حيث كان لديها إصرار على الاستمرار وعدم الوقوع في براثن الاستسلام، ولطالما تعلمت الكثير من جملة سمعتها من بطل الفيلم الفنان أيمن زيدان: “إذا كنت تريد أن تغامر فلا تبدأ من المياه الراكدة بل اذهب إلى الأعماق ودع المياه الراكدة للجبناء” وكان هذا الكلام بحدِّ ذاته درساً لها لأن تكون مغامِرة تحلم وتعمل بقوة وإصرار، لذلك ومنذ البداية استثنت نور كلمة “خوف” من حياتها، حتى بينها وبين نفسها، وعندما شعرت بنبضات قلبها تتسارع أمام الكاميرا كانت تردد: “هذا شعور حب التمثيل وعشق الكاميرا”.

شغف وفن

درست نور اقتصاد وإدارة أعمال ولم تدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية وهي تنظر للتمثيل على أنه شغف وفن وليس مادة كالرياضيات وغيرها، وترى أن الموهبة والفن يبدآن بالرغبة ويستمران بالتجربة كالغناء والرسم، فهذه المواهب تُخلَق معنا ولا نكتسبها بالدراسة الأكاديمية، وهي تفكر دائماً أن تكون ممثلة ناجحة وذلك بقدر ابتعادها عن التمثيل من خلال صدقها الذي قد يصل أحياناً لدرجة التقمص، فالفن برأيها صدق قبل أن يكون دراسة، وعلى أرض الواقع اكتشفت أنه في التمثيل والسينما تحديداً نحن لا نشبه أنفسنا بل نشبه الحياة، وأن الممثل يجب أن يمتلك قدرة كبيرة جداً ليفصل بين شخصيته ومشاعره قبل وبعد الوقوف أمام الكاميرا، حيث أن الكاميرا تجعلنا نمتلك ذاكرة وروحاً جديدة.

ولا تنسى نور وهي التي كانت تُراقِب الفنان أيمن زيدان في الاستراحات بعد التصوير في سينما كندي حمص كيف كان يجلس أمام باب السينما متعباً، وكلما اقترب أحد لالتقاط صورة معه يبتسم بحب رغم الإرهاق والتعب وبكل تواضع، فكان قدوة لها وعلى الشباب برأيها أن يقتدوا بإنسانيته وفنه.

المجد وليس الشهرة

طموح نور في عالم التمثيل هو أن ترسم طريقها بأسلوب يشبهها وتليق به لتصل إلى قلوب الناس بصدق وبساطة، فهي لا تطمح للشهرة بل لحبِّ الناس، فهو الذي يصنع المجد وليست الشهرة، فالشهرة زائفة ومؤقتة، وما يبقى هو الحب والاحترام لما ستقدمه، وهذا ما تحلم به في أن تترك بصمة في المجال الذي تحبه وأن تحصل على فرصتها أكثر لتقدم هذا الشغف الذي في داخلها بالتمثيل، مبينة -وهي التي تنتمي لعائلة فنية فعمتها الكاتبة ابتسام أديب وابنة عمتها الفنانة سلاف فواخرجي- أنها لم تنتهز هذه القرابة لمصلحة شخصية أو لتحقق هدفاً، فأحبت أن تكون تجربتها الأولى بجهدها وأن تسعى إليها وتحصل عليها لأنها مقتنعة بأنها جديرة بها وليس لأنها اعتمدت على وساطة أو دعم، فكان رهانها أن تحصل على فرصتها لأنها تستحقها وأن تختبر نفسها لأول مرة أمام الكاميرا لتتأكد مما تريد الوصول إليه، والمخرج جود سعيد منحها هذه الفرصة وهو لا يعلم حتى بصلة القرابة بينها وبين فواخرجي، وهذا منحها شعوراً جميلاً أثناء العمل، ولكن مع الأيام القادمة، وخاصة بعد تجارب سلاف فواخرجي في الإخراج تتمنى أن يجمعهما عمل واحد، وهي متفائلة جداً بالأيام القادمة.

وتوجهت نور بالشكر لكل من مدَّ يد العون لها في فيلم “مسافرو الحرب” وفي مقدمتهم مدير إدارة الإنتاج سامر رحال (نبض العمل) الذي كان مدرسة بأخلاقه ومهنيته وقد تعلمت منه إتقان العمل والدقة، فكان خيرَ مثال تحتذي به في الإخلاص بالعمل.

أمينة عباس