ثقافة

د.قارصلي: “ألبوم” قريباً على مسرح القباني

بعد أكثر من 18 دورة قام بإنجازها يستعد المخرج المسرحي د.محمدقارصلي  اليوم لتقديم العرض المسرحي “ألبوم” وهو نتاج الدورة التي يقيمها حالياً في مسرح القباني بدعوة من مديرية المسارح والموسيقا.. و”ألبوم” عبارة عن 11 لوحة قامت بالتحضير لها مجموعة المشاركين في الدورة الذين انضموا إليها منذ أكثر من شهر .. ويبيَّن قارصلي أن هذه الدورة من الدورات القليلة التي توجهت نحو الإعداد المسرحي بعد أن  نال التمثيل الحصة الأكبر في معظم الدورات التي أقيمت وذلك رغبة منه في تأهيل وتدريب المشاركين الراغبين بما سماها قارصلي الحلقة الوسطى المفقودة في الفن والتي تضم مساعد المخرج والتقنيين من مختلف الاختصاصات.

المسرح فن بصري
ويؤكد قارصلي أن الدورة قدمت للمشاركين خلاصة ما يتم دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية بكل اختصاصاته، منوها إلى أن الدورة لم تكن موجهة للشباب فقط بل لكل من كان يرغب، وأن هذه الدورة شهدت التزاماً من المشاركين فيها، مركِّزا فيها على تدريبات الخيال والملاحظة، وقد كان سعيداً بتجاوب المشاركين الكبير بما قُدِّم في هذه الدورة التي ساهمت في تغيير منهجية تفكيرهم والتأكيد على أن المسرح فن بصري بالدرجة الأولى.. من هنا أنجزوا لوحات بعيدة عن الثرثرة الكلامية والحركية، مبيّناً أنه لم يصطفِ أياً من المتقدمين للدورة في البداية ليكون الأسبوع الأول بمثابة اختبار لانتقاء الأفضل.

دورة مختلفة
بعد دورة سابقة لها مع قارصلي عام 2013 وبعد الخبرات والمعارف التي اكتسبتها منها لم تستطع المشاركة منار شعبان أن تمنع نفسها من أن تكون جزءاً من الدورة الحالية، خاصة بعد أن صقلت معارفها السابقة بنضج ووعي رغبةً منها في تعلم المزيد علمياً وأكاديمياً، ولتكون مرة أخرى معه في تجربة غنية بكل شيء وعلى كافة الأصعدة، مبينة أنها وفي درس من دروس التمثيل التي اتبعتها عام 2008 وكانت التجربة الأولى لها سألها أحد مدرِّسي الدورة: “ماذا تريدين من المسرح؟ المسرح ورطة كبيرة لا يمكنك الخروج منها متى ما دخلتِ إليها” موضحة أنها في تلك الفترة لم تفهم ماذا يقصد المدرس من كلمته، ولكن مع مرور السنوات فهمت الورطة التي دخلت إليها والتي سكنتها وقدمت لها حيوات أخرى، منوهة إلى أن هذه الدورة قدمت لها مرة أخرى فرصة الحياة على خشبة المسرح وعيش حلم وشغف المسرح.
وعن ما هو مختلف في هذه الدورة تشير شعبان إلى أن كل الدورات التي اتبعتها سابقاً كان التركيز فيها على الممثل وعلى الأداء وأساليبه، لكن هذه الدورة كانت موسعة حيث اهتمت بأداء الشخص كممثل واهتمت به كمؤلف حيث أن كل شخص من المشاركين قام بكتابة مشهده الخاص وبنائه وبناء شخصياته درامياً، إضافة إلى الاهتمام بكيفية إسقاط هذا المشهد على خشبة المسرح إخراجياً، حيث قام كل مخرج باختيار الممثلين وتدريبهم على المشهد وتصميم حركة الممثل ضمن المشهد والاهتمام بالإضاءة واختيار الموسيقا المناسبة له، إضافة إلى التركيز على تمارين الليونة والصوت والخيال، والاهم برأيها أن الدورة أتاحت للمشاركين إمكانية قيادة البروفة والممثلين حين قام د.قارصلي بتكليف كل مشارك بإدارة البروفة ليوم كامل.. من هنا ترى شعبان أنها تعلمت أشياء كثيرة في الدورة على صعيد التمثيل والأداء والكتابة وبناء الشخصيات أثناء الكتابة وكيف يمكنها إكساب الشخصية روحاً وحياة وذكريات وتاريخاً وحاضراً ومستقبلاً على الورق، ومن ثم كيفية الاستفادة من مكونات الشخصية الثلاثة لنقلها من الورق إلى خشبة المسرح بكل تفاصيلها وانفعالاتها، إضافة إلى التركيز على الإضاءة وتفاصيلها ودلالاتها وكيفية توظيفها على خشبة المسرح، إلى جانب ما اكتسبته على صعيد الحب والطاقة الإيجابية والعائلة الجديدة والذكريات الجميلة المحمَّلة بمختلف المشاعر  من حب وغضب وألم، موضحة شعبان أن علاقة المشاركين في الدورة بالمشرف في البداية كانت علاقة مشرف بطلابه، يقوم بإعطاء المعلومات النظرية متبعاً أسلوباً واضحاً وبسيطاً، حيث كان يستقبل كل التساؤلات والاستفسارات بكل رحابة صدر ويجيب عليها بطريقة واضحة، ومع تطور مراحل الدورة سادها جوّ من الألفة والمحبة، فكان الجميع يتعاون في بناء المشاهد بإشرافه وطبقاً لتوجيهاته، وكانت التدريبات والتمارين تعطى من قبل المشرف تبعاً للحالة السائدة في كل يوم بحيث لا يكون هناك يوم يشبه اليوم السابق، وكانت التمارين متنوعة وذات فائدة كبيرة، إضافة إلى أن المشرف شخص ذو طبيعة مرحة وطيبة وكان يراعي  طبيعة ظروف كل مشارك، فكانت الدورة مكاناً للراحة واللعب والتسلية والهدوء  والفائدة.
وأكدت شعبان على أن ميلها للمسرح شغف وحالة تعيشها حتى في حياتها الشخصية، وهي التي بدأت العمل في المسرح في المرحلة الثانوية من الدراسة، فعرفت متعة العيش على خشبة المسرح وقد بات طموحها أن تصبح ممثلة متمكنة وملمّة بكل جوانب المسرح.

رؤية مختلفة
وتبيّن المشارِكة مريانا حداد أنها انضمت لهذه الدورة لشغفها بالمسرح ورغبتها في أن تتعلم كلَّ ما يخصه كونها هاوية وهي التي لم تتح لها فرصة الدخول إلى المعهد العالي للفنون المسرحية.. من هنا بدأت باستغلال أية فرصة لاكتساب المعارف الفنية عامة والمسرحية خاصة، ولذلك انضمت إلى عدة ورشات تمثيل وكانت لها عدة مشاركات تمثيلية تلفزيونياً وسينمائياً، وحتى في مسرح الشارع، مؤكدة أن دورة الإعداد المسرحي التي يشرف عليها د. قارصلي أضافت لها الكثير بخصوص المعلومات العلمية والفنية، وجعلت لها رؤية مختلفة ومن نوع آخر بخصوص خشبة المسرح ككل، حيث أصبحت اليوم وبعد الدورة ترى أية شخصية من نظرة شاملة كممثلة وكمخرجة، وحتى خشبة المسرح أصبحت تراها بشكل مختلف ومن خلال العيون الفنية علمياً وفنياً، مشيرة كذلك إلى أن المشاركين في الدورة تعلموا كيفية كتابة النص والإخراج المسرحي علمياً وفنياً وكيفية الإضاءة والموسيقى وكل ما يتعلق بالعرض المسرحي والعلاقة الكاملة بين الإكسسوار والديكور والممثلين والإضاءة والموسيقى، مبينة حداد أن هذه الدورة زرعت في نفوس المشاركين حب التساؤلات والاستفسارات الدائمة حول الأفعال والكلام للوصول إلى المبرر الأصح والظهور بالشكل الأمثل على الخشبة.
تمتد عروض “ألبوم” على مدى ثلاثة أيام -29-30-31 من الشهر الحالي.

أمينة عباس