ثقافة

يامن سليمان: الفن منصة للرسائل السامية والنبيلة

بعد مشاركة مؤخراً في العرض المسرحي الفني  “النصر ساعة صبر” والذي تداخل فيه الرقص والغناء والتمثيل والحوار، يظهر الممثل الشاب يامن سليمان في الفيلم السينمائي “طريق النحل” الذي ستحتضن سينما سيتي “عرضه الخاص” مساء اليوم، وسيبدأ العرض الجماهيري له في الأيام المقبلة في صالات دمشق، ولم تكن تلك تجربته السينمائية الأولى فقد سبقتها عدة تجارب سينمائية سابقة من خلال أفلام طويلة هي (مرة أخرى، بانتظار الخريف، مطر حمص، رجل وثلاثة أيام، العاشق، أنا وأنتي وأبي وأمي) بالإضافة إلى مشاركته في أفلام قصيرة مثل (على سطح دمشق،غرفة سمير، مقهى الموت)، “البعث” التقت الفنان يامن وأضاءت على مسيرته الفنية وأدواره في التلفزيون والمسرح عبر هذا الحوار.

تلفزيون ومسرح
يعتز يامن بأن تاريخ مولده يتوافق مع عيد الشهداء في 6 أيار ويعتبر نفسه محظوظاً بهذا التزامن، ثم يتابع: درست التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت في عام ٢٠٠٨ ومن بعدها شاركت مع مجموعة مهمة من المخرجين والأساتذة داخل وخارج المعهد، وسعيت منذ البداية لأكون حاضراً  وموجوداً في مجالات فنية مختلفة، لأن الفن يقوم على التكامل والشمولية لذلك قدمت أدواراً مختلفة في التلفزيون (لست جارية، سكر وسط، زوال، عناية مشددة، تحت سماء الوطن، بواب الريح، شتاء ساخن، مذنبون أبرياء، القعقاع، كليوباترا، العقاب، ظل الحكايا وغيرها) كذلك حرصت على المشاركة في المسرح من خلال عدة مسرحيات أهمها (ليلة القتلة، هدنة، النصر ساعة صبر، إلى المترجم، قراءات   مشروع حرف) ناهيك عن تجاربي السينمائية.

النصر ساعة صبر
وللمسرح حكاية خاصة عند يامن تروى تفاصيلها وتتجلى جماليتها وخصوصيتها في آخر مسرحياته “النصر ساعة صبر” التي قدمت مشهدية مسرحية شاملة ساعدت في إظهار المواهب والمشاعر، وقد رأى سليمان أن خصوصيتها تكمن في أنها تمس كل من شارك فيها فهي تتحدث عن أخي الشهيد مناف وعن  الأقرباء والأخوة المقاتلين للبعض الآخر منا، فهي بطريقة أو بأخرى تخص كل الأسماء التي شاركت في هذا العرض والتي قدمت كل شيء لحكاية تمس عواطفها وتاريخها وحاضرها. وأضاف: كما أنه لا يمكننا أن ننسى أن جمعية تموز التي قدمت وساهمت برعاية كل ما يخدم العرض هي جمعية تقف إلى جانب ذوي الشهداء والجرحى بكل صدق، لافتاً إلى أن ريع العرض ذهب إلى أهالي الشهداء لإيمان الجمعية بأن الفن يساهم بشكل مهم في تنوير وارتقاء الشعوب، خاصة في أوقات الحرب والنكبات، وكما أنها ليست المرة الأولى التي ترعى فيها الجمعية فعاليات ثقافية وفنية، لذلك أقول “شكرا لتموز من القلب”.

تجربة التقديم
ومن وجهة نظر يامن على الفنان أن يحيط بالفن من جوانبه المختلفة، فقد خاض بالإضافة إلى التمثيل تجربة التقديم الإذاعي والتلفزيوني، ويحدثنا عنها قائلاً: بما أن للرياضة حيزاً مهماً في حياتي، فقد قدمت برامج رياضية إذاعية- بالإضافة لكوني لاعب كرة قدم في نادي الشباب وحارس مرمى فريق الفنانين، وقد أضافت لي تجربة تقديم البرامج الكثير، ورغم صعوبتها إلا أنني استطعت إيجاد  توليفة نفذتها بالاستفادة من خبرتي في التمثيل، تعتمد على أن أكون ممثلاً في التقديم، بمعنى أن أعتبر نفسي أقوم بأداء دور”الإعلامي” في عمل تلفزيوني أو سينمائي ما، مضيفاً: إن شخصية المقدم قاربت شخصيتي الحقيقية بشكل كبير وكانت تجربة جميلة جداً.
ويؤمن سليمان أن للفن دوراً كبيراً وهاماً في الحياة، ويزداد دوره في الأزمات حيث يتحول إلى منصة لتقديم الرسائل السامية والنبيلة، ناهيك عن أنه يسلط الضوء على عواطف وهموم الإنسان ومشاكله ويعالج بعضها، فدوره الاجتماعي كبير، كما أنه يسهم في تخليد قصص الأبطال من جسد وروح ويروي قصص المجد للأجيال المختلفة بكل ما يمتلك من أساليب عصرية وقريبة من الجميع.

الطريق طويل
وسألته هل أنت راض عن ما قدمته عبر مسيرتك؟ فأجاب: راض عن نفسي وأصعد السلم درجة تلو الأخرى، ولا أريد حرق المراحل فأنا لست مستعجلاً ومازال الطريق أمامي طويلاً، وسأستثمر وقتي بأكمله لكي أنتقل إلى الدرجة التالية بكل إتقان وحرفية، والنجاح والتفاؤل هو ما أركز عليه حالياً، مشيراً إلى أنه يستعد في الأيام القادمة لتصوير دوره في الجزء الثاني من مسلسل”مذنبون أبرياء”.
لوردا فوزي