بحث موسوعي حول تاريخ صناعة النقود
يندرج كتاب “المسكوكات النقدية السورية منذ الأصول حتى الفتوحات العربية الإسلامية” لمؤلفه الدكتور خليل المقداد ضمن البحث الموسوعي المطول حول التوثيق لصناعة النقود في سورية وتطورها عبر العصور.
ويعالج الكتاب الصور التي كانت ترسم على النقود وتحديد قيمتها منذ بداية ظهورها ودور العرب القدماء في بلاد الشام في اختراعها وسكها وتصوير الميثيولوجيا الخاصة بهم على وجهي القطع النقدية.
ويهدف الكتاب إلى توضيح كيفية التوصل للصناعات النقدية ومن ثم تداولها واستخدامها في جميع المناطق التي انتجتها وتعاملت بها حسب المراحل التاريخية التي ظهرت خلالها وحصر الورشات النقدية التي أنتجتها والقاء الضوء على الخبرات الفنية الرائعة التي كانت تتمتع بها هذه الورشات والذوق الرفيع لدى الفنانين السوريين المشتغلين فيها وسعيهم لإظهار الهوية العربية الأصيلة على مر العصور.
ولم يغفل المؤلف جانب التأثير والتأثر المتبادل مع الشعوب الأخرى التي انتجت المسكوكات النقدية سواء أكانت شرقية أم غربية حتى منتصف القرن السابع للميلاد وهو تاريخ انتهاء العلاقات والارتباط الاقتصاديين بالعالم الغربي واستقلالية الدولة ضمن الخلافة الأموية ومركزها دمشق.
كما تطرق الباحث في كتابه إلى المعايير والأوزان في النظام البابلي والمناطق الفارسية والفينيقية والايونية ونظام العملة الاغريقي إضافة إلى فئات النقود في العهد الروماني وأهمية المعادن في صناعة المسكوكات والمواد الخام التي صنعت منها العملات مسلطا الضوء على النقود المحلية السورية وتفاعلها مع المسكوكات الامبراطورية الرسمية والمسكوكات النقدية التدمرية والنقود السورية في العصر البيزنطي.
ويعد الكتاب خلاصة لكل ما توصل إليه المختصون في مجال صناعة هذه النقود ورصد تطورها وبيان قيمتها في كل عصر مع تحليل التصاوير التي صورت عليها عبر الزمن ليكون وثيقة مهمة تبين عبقرية الإنسان العربي في بلاد الشام وإسهامه الخلاق في الاقتصاد العالمي وبناء الحضارة الإنسانية.
والكاتب خليل ابراهيم المقداد حائز دكتوراه في الآثار من جامعة السوربون الأولى بباريس ودكتوراه دولة في تاريخ الحضارات القديمة.. عمل معلما في مدارس دمشق وحلب وأستاذا جامعيا في أقسام الآثار والتاريخ والرياضيات والعلوم بالجامعات السورية وهو عضو بجمعية البحوث والدراسات في اتحاد الكتاب العرب.. صدرت له مجموعة من المؤلفات والأبحاث باللغات العربية والأجنبية من أبرزها “حوران عبر التاريخ” و”الفسيفساء فنا وصناعة في سورية”.