ثقافة

هل الديمقراطية كذبة كبرى ؟!

أكرم شريم

هل يمكن للديمقراطية السليمة والحقيقية أن تجعل رجلاً يفوز بالانتخابات الديمقراطية العادلة والنزيهة وفي الوقت نفسه وبعد أن يفوز يقرر أن يمنح عاصمة دولة إلى كيان آخر لايحظى بإجماع الإعتراف الدولي؟!. إنه سؤال كبير بل وعالمي وربما يكون من أهم الأسئلة الكبيرة والعالمية في حياتنا الحديثة هذه الأيام، ما يجعلنا نتساءل وعلى الفور ماهي الديمقراطية العادلة إذن.. السليمة والحقيقية؟!.
إن الديمقراطية ومنذ بداية ظهورها الصحيح في هذا العالم، وبعد معاناة كبيرة وهائلة القسوة من التصارعات بين أنواع وفئات الحكام والمجازر الكثيرة والدائمة التي كانت تجري حيئذاك ويعرفها الجميع، كانت هي (حكم الشعب)!. أي أن يختار الشعب بنفسه وعن طريق الانتخابات العادلة والنزيهة كما أسلفنا وكما نعرف من يحكمه وذلك بواسطة هذه الانتخابات، وهي أن يذهب كل مواطن إلى صندوق الانتخابات ويضع صوته في الصندوق، بنفسه، وبيده!. وليس أن يقرر من يريد، أن يكون هناك أربعة أو خمسة آلاف من أصحاب المصالح المعروفة وغير المعروفة، وأن يقوموا هم وحدهم بالانتخابات عن الشعب كله والذي قد يتجاوز عدد سكانه المئة أو الثلاثمائة مليون نسمة. إذن إن الانتخابات الديمقراطية الصحيحة والسليمة والعادلة والنزيهة أن يذهب كل مواطن بنفسه ويضع بيده صوته في صندوق الانتخابات، وماعدا ذلك فلا علاقة لها لا بالديمقراطية ولا بالانتخابات من أصلها!. وذلك لأن الديمقراطية ومنذ بداياتها إنما هي (ديموس كراتوس) حكم الشعب وليس حكم فئة أو فئات من الشعب أو من خارج الشعب يختارون أنفسهم بأنفسهم وينتخبون ويحكمون، أو حزبان أو ثلاثة أحزاب متفقون وباستمرار أنه لا يمكن لغيرهم أن يرشح نفسه أو يفوز لا بالرئاسة ولا بالنيابة ولا بغيرها. وإلا فإن من حق الجميع الآن أن يسأل وبالصوت العالي المرتفع هل صحيح أن الشعب الأمريكي هو الذي انتخب هذا الرئيس؟!. فإذا أردنا أن نتحدث عن الديمقراطية الصحيحة العادلة والنزيهة فعلينا أن نقرر أن الشعب، كل فرد من أفراد الشعب يذهب ويضع صوته في الصندوق، وأن القضاة المراقبون عادلون حقاً وصادقون حقاً، وإلا فإن الأنظمة الشمولية اليوم هي الأكثر عدالة والأكثر صدقاً من هذه الديمقراطيات الشكلية،  والكاذبة!. وهكذا تكون النصيحة في كل شيء تستطيع أن تلعب وتعبث وتتصرف لصالحك وصالح مصالحك، إلا فيما هو من مصالح غيرك وليس لك وخاصة الانتخابات العادلة والنزيهة وباسم الشعب فليست الديمقراطية كذبة كبرى!. كأن تدفع لوسائل الإعلام الملايين وربما المليارات ويشترون لك الرئاسة لكي تمثل مصالحهم وأطماعهم واحتلالهم للشعوب، وهم أعداؤنا وأعداء الشعوب في كل هذا العالم؟!.