الرواية والشعر والترجمة للأديب جبرا ابراهيم جبرا في ذكرى رحيله
يصنف النقاد العرب الأديب والروائي الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا ضمن طليعة الكتاب العرب بالنصف الثاني من القرن العشرين في الرواية والشعر والقصة فضلا عن مساهمته البالغة الأهمية في الترجمة.
جبرا الذي تحل ذكرى وفاته الـ23 ولد في بلدة بيت لحم بفلسطين المحتلة في 28 أيلول عام 1920 وتعلم في مدارس البلدة وبمدينة القدس وتعرف خلال دراسته على كتاب كبار مثل إبراهيم طوقان وأبى سلمى عبد الكريم الكرمي وبعد أن أنهى دراسته في الكلية العربية بالقدس التحق بجامعة كامبريدج البريطانية وحصل منها على الماجستير في النقد الأدبي عام 1948.
بدأ بكتابة القصة القصيرة ونشر بعض نتاجه المبكر في مجلات مثل الرسالة و الهلال المصريتين وكتب أولى رواياته وكانت باللغة الانكليزية سنة 1946 بعنوان “مرور في الليل الصامت”.
بعد دراسته في كامبريدج ومن ثم جامعة هارفارد الأمريكية توجه إلى العراق لتدريس الأدب الإنكليزي وهناك تعرف على لميعة برقي العسكري التي شكلت انعطافاً في مسار حياته وتزوجها ليكون لجبرا شأن كبير في الحياة الثقافية العراقية حيث أنشأ مع الفنان جواد سليم “جماعة بغداد للفن الحديث” عام 1951.
وخلال إقامته بالعراق كتب مقدمة المجموعة المبكرة أغاني المدينة الميتة للشاعر بلند الحيدري وأثرت صداقته في بدر شاكر السياب الذي أطلع من جبرا على فصول من كتاب “الغصن الذهبي” لجيمس فريزر في اقتناع السياب بالمدرسة التموزية في الشعر.
نال جوائز وأوسمة عربية ودولية كثيرة ونقلت أعماله إلى الإنكليزية والفرنسية والاسبانية والإيطالية والسلوفاكية والصربية وغيرها.
وفي يوم الأحد المصادف لـ 11 كانون الأول من عام 1994 في مدينة بغداد رحل جبرا تاركاً زهاء خمسة وستين كتاباً بين مؤلف ومترجم.
مؤلفاته في القصة القصيرة تقتصر على مجموعة واحدة اسمها عرق أما في الرواية فأصدر ست روايات منها “السفينة” و”البحث عن وليد مسعود” كما أصدر بالاشتراك مع الروائي الراحل عبد الرحمن منيف رواية بعنوان “عالم بلا خرائط”.
وفي الشعر أصدر جبرا ثلاث مجموعات شعرية وعندما جمعها في ديوان يشتمل على أعماله الشعرية الكاملة عام 1990 أضاف إليها مجموعة ليتضمن نتاجه الشعري المنشور في حياته “تموز في المدينة 1959 والمدار المغلق 1964.
ولوعة الشمس 1979 وسبع قصائد1990.
كما وضع جبرا كتابين في السيرة الذاتية هما “البئر الأولى” و”شارع الأميرات” أما في النقد فله العديد من المؤلفات منها الحرية والطوفان و”تأملات في بنيان مرمري”.
وفي الترجمة قدم للعربية عشرات المؤءلفات فترجم رائعة صموئيل بيكيت في انتظار غودو كما اختار اثنتي عشرة قصة أمريكية وإنكليزية ترجمها ضمن كتاب أيلول بلا مطر بعد أن قام بالتعريف اللازم بكل كاتب وشغفته الكتابات الموجهة إلى الفتيان فترجم اثنين من أشهر النصوص العالمية في هذا المجال هما رواية “الأمير السعيد” و”حكايات أخرى” لأوسكار وايلد.
إلا أن إسهامه المدوي كان في الشكسبيريات حيث ترجم المآسي الكبرى “مأساة هملت.. مأساة الملك لير.. مأساة مكبث”.