ثقافة

والحرية للأطفال أيضاً!.

أكرم شريم

من المعروف أن الطفل يحب أن يلعب، وهذه ليست عادة أو طبيعة وحسب، بل إنها تشفير إلهي أولاً وقبل كل شيء، فالله سبحانه وتعالى خلقه وخلق كل الأطفال كذلك، لأن اللعب تسلية ونمو للطفل في الوقت نفسه، فهو ليس لديه أعمال أو اهتمامات ومسؤوليات كونه لا يزال صغيراً، فماذا يفعل.. هل يجلس طوال الوقت كالدمية، ونأخذه من هنا ونضعه هناك، لا.. إنه يجب أن يتحرك باستمرار، وأن يعرف ويتعرف باستمرار خاصة وأن حب الاستطلاع عنده قوي فهو لا يعرف ويريد أن يعرف، بل ويجب أن يعرف لكي ينمو بشكل متكامل نفسياً وجسمياً وعقلياً ومعارف ومعلومات وخبرات!. إذن وباختصار شديد فإن اللعب حق له، وإن الأخطاء التي يرتكبها ليس مسؤولاً عنها حتى نعاقبه ونضربه وربما نشتمه ونقرعه ونُذلَّه!.. فاللعب حق إلهي له، بسبب طبيعة خلقه وكل ما علينا أن نفعله أن نشرح له إذا أخطأ أو أساء.. فالشرح يجعله يفهم ويتعلم، أما الضرب والإهمال للطفولة وحالتها فهو يؤذيه ويصنع العزلة في نفسه واللجوء إلى العزلة وذلك هو ما يخلق لديه الحاجة الماسة إلى الكذب وماهو وراء الكذب من راحة ويعتاد عليها. فانظروا ماذا فعلنا بأطفالنا، وبأنفسنا؟! إنها طفولة.. إنها البراءة.. إنها الحاجة الماسة لكي يتعلم ويعرف فالأطفال أحباب الله!.. والأطفال براءة مطلقة !.. والأطفال أمانة في أعناقنا جميعاً!.. والأطفال أجيال المستقبل.. مستقبل شعبنا وكل شعوب العالم، ومستقبل وطننا.. وكل أوطان العالم؟! .

وبما أن الطفل يحب صداقة من يعرف من رفاقه الأطفال في الحي أو المدرسة أو حيث هو دائماً، لماذا لا نفتح له هذا الباب وتحت إشرافنا ورقابتنا أيضاً، وعلى مصراعيه ونساعده في ذلك، وباستمرار، وهذا الأمر لا يتم بمجرد الكلام والرأي، وإنما ندعمه بالعمل، فنقول له أن يلعب مع رفاقه في المنزل أو غيره وهكذا يصبح تحت إشرافنا، ويلعب ويلعبون، وفي كل وقت يشاؤون، لأننا إذا لم نفعل ذلك، فهو سيفعل ذلك بشكل تلقائي وغريزي وعفوي، إذن لماذا لا نفعل نحن له ذلك وتكون الأمور طبيعية وتحت إشرافنا، وكما نريد ودائماً!. وباختصار.. إن اللعب عند الأطفال حق تربوي، وطبيعي، وهو حق إلهي أيضاً كما ذكرنا! وبمقدار ما يكثر اللعب وباختيار الأماكن والأطفال حيث يريد أن يلعب ومع من ومن هم رفاقه بمقدار ما نفتح له قدرة الذاكرة.. قدرة العقل.. على المعرفة والدراسة والطاعة لكل مانريد والطريق الصحيح ومدى الحياة للتربية الصحيحة والحياة الصحيحة وأحتكم للأخصائيين في ذلك!. فنحن الكبار كم نسعى ونبذل من التضحيات في سبيل الحصول على الحرية وضمن كل الحدود القانونية، فما بالك بالطفل الذي هو في أمس الحاجة لهذه الحرية وهي طفولية وحسب، وتحديداً لكي ينمو وبشكل سليم وصحيح ومتكامل.. نفسياً وجسمياً وعقليا واجتماعيا وتنمو قدراته على اختيار المستقبل الذي يريد، وما رقابتنا له إلا بالحب الذي نحبه لأبنائنا وبالأمنيات الكبيرة التي نتمناها لهم بالتوفيق في مستقبلهم وكل حياتهم! وهكذا تكون النصيحة اليوم.. نعم!.. إننا نطالب بالحرية للأطفال أيضاً ولكن تحت إشراف الحب والمحبة ورقابة الحب والمحبة ودائماً وباستمرار وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.