ثقافة

فاتنة نورس مزيد: لم أجد الفرصة الإنتاجية التي أطمح لها

لا تكتفي الإعلامية فاتنة نورس مزيد بكتابة قصة النجاح من خلال مجلتها الإلكترونية “لوليتا فن” التي تلاقي صدى جميلاً، بل نراها تبدع في مجال كتابة السيناريو حيناً، وفي عالم الإخراج حيناً آخر تدفعها رغبتها في تحقيق بصمة شاملة إلى التقاط جميع خيوط الفن والحياة معاً, لتأخذنا في أفلامها القصيرة إلى عوالم من الحلم والأفكار، ومؤخراً أطلقت فيلمها القصير “إدمان” الذي حملته رسالة هادفة ليكون خطوة نحو فضاء الإبداع.
“البعث” التقت الإعلامية مزيد ووقفت على تفاصيل فيلمها الأخير وتجربتها  الإبداعية وكان هذا الحوار.

فن وشمولية
تتنقل فاتنة بين الكتابة والسيناريو والإخراج والصحافة وعن الأقرب إليها تقول: الكتابة بالنسبة لي هي بمثابة الأوكسجين فأنا لا أستطيع أبداً التوقف عنها، أما الصحافة فهي مهنتي التي أعتبرها الأسمى حالياً، كما أشرف على مجلة لوليتا فن بالمشاركة مع الفنان الصديق ماهر الشيخ بالإضافة إلى مسؤوليتي عن إخراجها فهي تصدر بشكل أسبوعي، ناهيك عن الأفلام القصيرة التي أقوم بتنفيذها بين الفينة والأخرى.
وفيما يخص توجه فاتنة نحو الأفلام القصيرة أشارت: ذلك لم يكن خياري بل كان بمثابة تجربة بدأتها بمجهود شخصي وكان أولها فيلم “فرصة” بطولة سارة زرزور ويتحدث عن عدم منح الفرص للشباب الموهوبين، وثانيها كان مجرد صدفة وهو فيلم “فوبيا” الذي يتحدث عن مستقبل ومخاوف أطفالنا وهو من بطولة النورس مزيد وأنضج فيلم كان “آخر سيلفي” من بطولة هيا الموح وآخرين، ويتحدث عن صرخة امرأة ملت من نظرة المجتمع  إليها، وأما آخر تجربة فكانت فيلم “إدمان” الذي تحدثت عنه قائلة: الدافع لابتكار فكرة إدمان هي الحالة التي وصل إليها شبابنا العربي اليوم في ظل الحروب والمخاوف والتطرف، حيث يوجد هناك أشخاص لا يمتلكون القوى الإدراكية العالية للتخلص من هذه المخاوف فيضطرون للجوء للإدمان سواء مخدرات أو مشروب أو أشياء أخرى قد تنهي حياتهم بطريقة أو بأخرى، من هنا ظهرت الفكرة، لافتة إلى أن مفرزات الحرب كثيرة وليست فقط إدمان المخدرات كما ذكرت سابقاً، فمن الممكن أن تكون إدمان القتل أو العنف، ومجتمعاتنا بأمس الحاجة إلى علاج حقيقي وتوعوي، لذلك جاء فيلم “إدمان” بدقائقه الثلاث عبر مشهد واحد تم تصويره في الجزائر وهو من بطولة الشاب الموهوب ياسين عبد العزيز وتصوير محمد سعيد حداد والفكرة والسيناريو الإخراج  لي، مضيفة: أردت من خلال هذه المشاهد تصوير حياة شاب توفي بسبب تعاطي المخدرات، وشاهدنا كيف رأى نفسه سجيناً وأضاع فرحة تخرجه وعمله وحياته بأكملها بعد ذلك، مركزة في المشهد الأخير على ضرورة العودة للحياة العادية وعلاج الإدمان والتوقف عنه، ليكون رسالة لكل شاب ليتفادى هذا الخطأ قبل فوات الأوان، وترى فاتنة أننا شباب نملك الفكر والذكاء والانفتاح على كل العالم فلنمنح بعضنا القليل من الاحترام والمحبة لإنسانيتنا، والكثير منها لبناء جيل نعطيه كل الإيجابيات ونبعده عن التطرف والعنصرية وفكر القتل والتعلق بكل الأشياء التي قد تؤذيه وتؤذينا.:

خيوط فنية
وعلى الرغم من امتلاك فاتنة لخيوط فنية متعددة إلا أنها لم تأخذ الفرصة الإنتاجية التي تحلم بها حتى الآن، إذ ترى أن الساحة الفنية العربية والسورية تدور في دائرة واحدة تتقمص أفكار بعض الأفلام الغربية والشخصيات الهندية والتركية، لتنتج أعمالاً ترضي الجمهور الذي اعتاد على النمط الاستهلاكي، وهذا ما يجعل الكثير من المختصين في مجالات الكتابة والتمثيل والإخراج الذين لا ينتمون لشلة درامية بعينها جالسين في منازلهم لا يعملون بغية البحث عن عمل فني يغني مسيرتهم، وليس استهلاكياً يرضي غرور بعض المنتجين وما تطلبه المحطات العربية للعرض، مع التحفظ على بعض الأسماء الهامة كنجوم للتسويق لمحطات عرض جديدة، مؤكدة: أنا لست غائبة ولازلت أسوق ما كتبته سابقاً من مسلسلات وأجد وعوداً كثيرة دون تنفيذ ولم أجد بعد الفرصة الإنتاجية التي أطمح لها، ولدي عدة نصوص مكتوبة عربية مشتركة بالإضافة للكوميديا.
وأسألها: هل سنرى فاتنة الكاتبة والمخرجة، منتجة لأفلامها أيضاً؟ فتجيب: نعم أحضّر لعدة أفلام للأطفال، سأحاول العودة لهذا المجال الذي أعتبره الأصدق، فنحن بحاجة لبناء جيل منفتح ومدرك لواقعه.
لوردا فوزي