صحيفة البعثمحليات

مطالب قيد التنفيذ..!

كالعادة تتكرر كل عام مطالب أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الدراسات العليا والمرحلة الجامعية الأولى خلال المؤتمرات السنوية للشُعب الحزبية، وكذلك المؤتمرات الطلابية في الجامعات السورية، ولا شك أن ذلك دليل على أن تلك المطالب لم تصل إلى الجهات التنفيذية سواء في وزارة التعليم العالي أم الجامعات. فكم مرة تمت المطالبة بضرورة تطوير الكتاب الجامعي ليكون كتاباً مرجعياً قادراً على تلبية ما يريده ويحتاج إليه طلبة الجامعات، لكن للأسف بقي الكتاب ضحلاً بمعلوماته وفقيراً بأفكاره، فكانت “النوت” بحضورها الكثيف هي البديل رغم أنها تشوّه أفكار الأساتذة! وكم مرة صرخ طلبة الجامعة في الكليات الطبية وغيرها بإلغاء الامتحان الوطني بوصفه شرطاً للتخرج، وذلك لأنه عائق أمام تحصيلهم العلمي، وغير عادل لأنه يقيس تعب خمس سنوات بامتحان واحد لا يراعي ظروف الطلبة ولا يناسب مضمون المناهج! ولم يكن تطوير معايير القبول الجامعي بعيداً عن مداخلات المؤتمرين، فألم البيت السوري منها مستمر مادامت بعيدة عن المصداقية والعدالة على مدار العقود الماضية من اعتماد المفاضلة الجامعية، فإلى متى تبقى الدرجات تتحكم برغبات الطلبة؟ سؤال دائماً ما تضج به قاعات المؤتمرات الطلابية على أمل تحقيق الأماني المثلجة! ودائماً لأنين المعاهد التقانية حصة من المطالب، ولشجون وهموم البحث العلمي وقفة مطولة على أمل أن تدبّ الروح في أبحاثة المكدسة على الرفوف رغم أهميتها وضرورتها في دعم التنمية!.

بالمختصر، نريد للمؤتمرات أن تأخذ حقها بالتنفيذ العملي للمداخلات والمقترحات البنّاءة، فاليوم من حق طلبة الجامعات وأساتذتها أن يكون طموحهم “لحد السما” بوجود جامعات سورية عصرية، وأن يطالبوا بمحاسبة ومساءلة من يستهتر بحقوقهم ومصالحهم العلمية، خاصة وأن تلك المؤتمرات تشير بوضوح إلى الكثير من نقاط الضعف والخلل في مفاصل العملية التعليمية بشقيها العلمي والإداري، وتقدم رؤى ذات جدوى وفاعلية على المدى القريب والبعيد، فلماذا لا يتم الأخذ بها طالما تعبر عن النبض الحقيقي للواقع الجامعي بجناحيه الطلبة والأساتذة؟.

نعتقد أنه آن الأوان أن تُؤخذ الأمور على محمل الجد، فالجامعات بعد النزيف الكبير بكوادرها نتيجة ظروف الحرب لم تعد قادرة على التحمّل، فهي تحتاج إلى همم قوية وإدارات ناجحة تقود الدفة إلى حجز مقعد أو مركز علمي متميز لمؤسساتنا التعليمة بعد أن انخفض ترتيبها بشكل ملحوظ!.

غسان فطوم

ghassanftom@gmail.com