عفرين تحتشد في استقبال قوات “الدفاع الشعبية”: لن نسمح لأردوغان ومرتزقته بتدنيس أرض سورية
تجلّى الانتماء الوطني أمس بأبهى صوره في مشهد استقبال أهلنا في عفرين لدفعة جديدة من قوات الدفاع الشعبية التي لبت النداء للذود عن الحدود والدفاع عن الأرض والعرض في مواجهة العدوان الأردوغاني الغاشم وإرهابيي داعش، وجدّد المحتشدون تأكيدهم على أن منطقة عفرين جزء لا يتجزأ من الأرض السورية ولن يسمحوا لقوات نظام أردوغان ومرتزقته من المجموعات الإرهابية بتدنيس أرضنا.
وفيما تواصل العائلات المهجرة العودة إلى مدنها وبلداتها وقراها في ريف دير الزور بعد أسابيع على تطهيرها من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي، والجهود الحكومية التي بذلت لإعادة مختلف الخدمات الأساسية إليها، تمت أمس تسوية أوضاع العشرات في منبج بريف حلب بعد أن سلموا أنفسهم للجهات المختصة وتعهدوا بعدم المساس بأمن الوطن والمواطنين.
وسط هذه الأجواء جدّدت المجموعات المسلحة خرقها اتفاق منطقة تخفيف التوتر في الغوطة الشرقية عبر استهدافها الأحياء السكنية في مدينة دمشق وريفها بالقذائف ما تسبب باستشهاد 3 مواطنين بينهم طفلان وإصابة 22 مدنياً ووقوع أضرار مادية بالممتلكات، ورداً على انتهاكات المجموعات المسلحة لاتفاق منطقة تخفيف التوتر وتكرار اعتداءاتها على الأحياء السكنية وجهت وحدات من الجيش ضربات دقيقة على النقاط التي انطلقت منها القذائف أسفرت عن تدمير عدد من المنصات والنقاط المحصنة بمن فيها من مسلحين وعتاد حربي.
وفي التفاصيل، أكد أهالي عفرين خلال تجمعهم في الساحة الرئيسية وسط المدينة انتماءهم لوطنهم سورية مرحبين بانخراط القوات الشعبية في مواجهة عدوان النظام التركي المتواصل على منطقة عفرين، وجددوا تأكيدهم على أن منطقة عفرين جزء لا يتجزأ من الأرض السورية ولن يسمحوا لقوات نظام أردوغان ومرتزقته من المجموعات الإرهابية بتدنيس أرضها وسيكون مصير المعتدين الخسران والخذلان.
ميدانياً، صعّدت قوات النظام التركي ومرتزقته عدوانها على منطقة عفرين ما تسبب بوقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين ودمار ببعض المنازل والمرافق العامة، وأفادت مصادر أهلية بأن قوات النظام التركي قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة جنديرس ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة ثلاثة آخرين بجروح حالة أحدهم خطرة، ولفتت إلى أن الاعتداء التركي تسبب أيضاً بوقوع أضرار كبيرة في الممتلكات والمزروعات ومنازل الأهالي والمرافق العامة، وأضافت: إن قوات النظام التركي قصفت بالمدفعية الثقيلة بنحو 15 قذيفة الأحياء السكنية في مدينة عفرين إضافة إلى استهداف مرتزقته من المجموعات الإرهابية المنتشرة في قلعة سمعان بـ 50 قذيفة قرية الزيارة ما تسبب بوقوع إصابات بين المدنيين تمّ نقلهم إلى مشفى بلدة الزهراء بالريف الشمالي.
ورداً على العدوان التركي، دمّرت مجموعات القوات الشعبية، بالتعاون مع اللجان الأهلية المدافعة عن عفرين، آلية تابعة لقوات أردوغان ومرتزقته في ناحية راجو، في حين اشتبكت مع مجموعات إرهابية مدعومة من النظام التركي في محيط قرية دير صوان التابعة لناحية شرا، وكبّدتهم خسائر بالأفراد والعتاد، واستولت على كميات من الذخائر والعتاد الحربي كان بحوزتهم.
في غضون ذلك تواصل العائلات المهجرة العودة إلى مدنها وبلداتها وقراها في ريف دير الزور بعد أسابيع على تطهيرها من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي وإعادة مختلف الخدمات الأساسية إليها، وأشار عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دير الزور حمد رمضان إلى أن ريف المحافظة يشهد يومياً عودة عشرات العائلات إلى منازلهم وحقولهم بعد قيام الجهات المعنية بتقديم التسهيلات للمواطنين عبر تأمين وسائط نقل مجانية لإيصالهم إلى أماكن سكنهم وتوفير كل ما تحتاجه قراهم وبلداتهم من أفران ومياه ومدارس ونقاط طبية.
وبدأت عودة الأهالي إلى ريف دير الزور بعد نحو 20 يوماً على إعلان الجيش العربي السوري منطقة حوض الفرات خالية من داعش حيث عاد في الـ 16 من الشهر الماضي نحو 3 آلاف شخص إلى منازلهم في الريف الشرقي بعد تطهير المنطقة من مفخخات وألغام التنظيم التكفيري وتفعيل الوحدات الشرطية في الميادين والبوكمال وموحسن وإعادة الخدمة الهاتفية إليها.
بدوره دعا فواز الوكاع وهو أحد وجهاء مدينة موحسن جميع أبناء دير الزور للعودة إلى محافظتهم لأن سورية تحتاج لجهود أبنائها وخاصة في هذه المرحلة التي تعيشها وهي مرحلة إعادة إعمار ما خربه الإرهاب.
من جهتهم عبر عدد من الأهالي العائدين عن سعادتهم بعودتهم إلى بيوتهم لممارسة حياتهم الطبيعية والقيام بأعمالهم في حقولهم وتربية مواشيهم، موجهين التحية لرجال الجيش العربي السوري الذين بفضل تضحياتهم تم تطهير أرضهم من رجس الإرهاب.
عودة الأهالي المضطردة إلى منازلهم تتزامن مع الجهود الحكومية المتواصلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في محافظة دير الزور من خلال تفعيل جميع المؤسسات الخدمية التي طالها إرهاب داعش، حيث تم خلال الأيام القليلة الماضية البدء بإصدار جوازات السفر في فرع الهجرة والجوازات وافتتاح مقر غرفة التجارة والصناعة لتنشيط الإنتاج الاقتصادي والصناعي بينما يتم العمل حالياً لإعادة التيار الكهربائي إلى المحافظة خلال الأشهر القليلة القادمة.
وفي إطار المصالحات المحلية تمت أمس تسوية أوضاع العشرات في منطقة منبج ومحيطها بريف حلب الشرقي بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة، وأفاد مراسل سانا في حلب بأن 150 مطلوباً من مدينة منبج ومحيطها سلموا أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة وتعهدوا بعدم القيام بأي عمل يعكر صفو السلم والأمن الوطنيين، مبيناً أن الجهات المختصة عملت على تسوية أوضاعهم فوراً وفق القوانين والأنظمة النافذة.
وشهدت الأشهر الماضية العديد من التسويات التي شملت مئات الأشخاص في منبج ومناطق عديدة بريف حلب الشرقي بعد تحريرها من الإرهاب من قبل الجيش العربي السوري.
وبالتوازي مع عمليات الجيش العربي السوري المتواصلة لاجتثاث الإرهاب التكفيري وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم الأراضي السورية تشهد معظم المحافظات إنجاز مصالحات محلية تم خلالها إخلاء العديد من البلدات والقرى من السلاح والمسلحين وتسوية أوضاع المغرر بهم وعودة جميع مؤسسات الدولة إليها.
وفي خرق جديد لاتفاق مناطق تخفيف التوتر استهدف مسلحون ينتشرون في الغوطة الشرقية ظهر أمس حي برزة في دمشق بقذيفة هاون ما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة 6 آخرين بجروح. وأشار مصدر في قيادة شرطة دمشق إلى إصابة 6 مدنيين بجروح ووقوع أضرار مادية جراء استهداف المجموعات المسلحة بقذائف الهاون حي القيمرية وباب توما والبرامكة وشارع حلب. كما ذكر مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق أن المجموعات المسلحة أطلقت عدة قذائف على منطقة جرمانا ما تسبب بأضرار مادية في المنازل والممتلكات، وأشار إلى استشهاد طفل وإصابة 10 مدنيين ووقوع أضرار مادية جراء سقوط 8 قذائف على مخيم الوافدين بريف المدينة كما وقعت أضرار مادية جراء سقوط 10 قذائف في محيط ضاحية حرستا السكنية أطلقتها المجموعات المسلحة المنتشرة في الغوطة الشرقية. كما استشهد مواطن جراء سقوط قذيفة هاون على مخيم جرمانا.