الصفحة الاولىصحيفة البعث

إرهابيو الغوطة يمنعون خروج المدنيين باستهداف الممر الآمن لافروف يطالب بالضغط على المجموعات الإرهابية للالتزام بالقرار 2401

 

في دليل جديد على استخدام التنظيمات الإرهابية المدنيين دروعاً بشرية، استهدفت أمس بقذائف صاروخية الممرّ الأمن المحدد في مخيم الوافدين لخروج الأهالي من الغوطة، وواصلت في الوقت ذاته إطلاق القذائف الجبانة على الأحياء السكنية في دمشق وريفها ما تسبب بإصابة 12 مدنياً بجروح ووقوع أضرار مادية بالممتلكات.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طالب بضرورة الضغط على المجموعات الإرهابية التي تواصل قصف الأحياء السكنية في مدينة دمشق للالتزام بالقرار 2401 الداعي لوقف الأعمال القتالية في سورية، فيما أكد المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني في الشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن الاستنفار الأمريكي تجاه الغوطة غايته إنقاذ إرهابيي جبهة النصرة من الهزيمة على يد الجيش السوري.
وفي إطار العدوان التركي المتواصل على عفرين استشهد مدنيان وأصيب 9 آخرون على الأقل بعدما اعتدى مرتزقة أردوغان بمختلف أنواع الأسلحة على بلدات جنديرس وبلبل والشيخ حديد، كما أدت الاعتداءات الهمجية إلى وقوع أضرار جسيمة في منازل الأهالي وممتلكاتهم والبنى التحتية.
وفي التفاصيل، استهدفت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في بعض مناطق الغوطة بعدد من القذائف مخيم الوافدين ومحيط ضاحية الأسد السكنية في حرستا ومشفى ابن سينا في ريف دمشق ما تسبب بإصابة 3 مدنيين بجروح ووقوع أضرار مادية في المكان.
كما سقطت 3 قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الإرهابية المنتشرة في بعض مناطق الغوطة في محيط منطقتي دف الصخر والنسيم بمدينة جرمانا أسفرت عن إصابة 9 مدنيين بجروح بينهم امرأة إصابتها بليغة وتم إسعافها إلى مشفى دمشق.
إلى ذلك أصيب 3 عمال بجروح نتيجة انفجار لغم من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي وذلك خلال قيام الورشات الخدمية بإعادة تأهيل وإصلاح شبكة الكهرباء في مدينة دير الزور.
وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في بعض مناطق الغوطة استهدفت بقذيفتين منطقة الدويلعة ما أدى لاستشهاد مدني وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة.
وفي ريف إدلب الشمالي، أفادت مصادر أهلية من بلدة الفوعة بأن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له استهدفوا بالرصاص منازل المواطنين في كفريا والفوعة ما تسبب بجرح مدنيين اثنين بجروح خطيرة، ولفتت إلى صعوبة معالجة الجريحين نتيجة نقص الأدوية الحاد في البلدتين بسبب حصار الإرهابيين الذين يمنعون وصول جميع المساعدات الإنسانية والمواد الطبية والإغاثية، وبينت أن طائرات الشحن السورية ألقت عدداً من المظلات تحمل مادة الخبز لأكثر من ثمانية آلاف مدني محاصر منذ أكثر من 3 سنوات من قبل التنظيمات الإرهابية وسط صمت أممي ودولي مشين.
في الأثناء، استهدفت المجموعات الإرهابية ظهر أمس بعدة قذائف الممر المحدد في مخيم الوافدين لخروج المدنيين لمنعهم من الخروج ومواصلة استخدامهم كدروع بشرية.
وسبق أن حدّد الجيش ممراً آمنا في شباط عام 2017 لخروج المدنيين من الغوطة إلا أن المجموعات الإرهابية منعتهم من الخروج بغية الاستمرار في استخدامهم كدروع بشرية والسطو على المساعدات الإنسانية التي يتم إيصالها إليهم بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري.
وكانت الجهات المختصة بالتعاون مع وحدات الجيش استكملت صباح أمس كل الاستعدادات اللوجستية لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من الغوطة والذين تحتجزهم المجموعات الإرهابية وذلك بعد الإعلان عن تهدئة تبدأ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية من بعد الظهر. وقد تم تجهيز نقطة عبور المدنيين بكل اللوازم الطبية والصحية من سيارات إسعاف وسيارات نقل عامة لنقل المواطنين الخارجين من الغوطة إلى مركز الإقامة المؤقتة في الدوير بريف دمشق المجهز مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان في موسكو أمس: على من يؤثرون على هؤلاء الذين يستمرون بقصف دمشق أن يأخذوا على عاتقهم المسؤولية ويفهموا أن هناك ضرورة للالتزام بتطبيق قرارات مجلس الأمن، مطالباً الفرنسيين والغرب عموماً بأن ينظروا بشكل تفصيلي للحقائق قبل إطلاق التصريحات عن اختراق القرار 2401 .
ولفت لافروف إلى أن بلاده تحركت من جانب واحد مع الحكومة السورية لفتح مسار إنساني في مناطق الغوطة يمكن عبره تقديم المساعدات الإنسانية وأيضاً إخراج الحالات الطبية الصعبة والسماح بخروج السكان الراغبين من تلك المنطقة طبقاً لقرار مجلس الأمن 2401 ، وأوضح  أنه ينبغي تنفيذ قرار مجلس الأمن 2401 للتوصل للاتفاق على الأرض.
وأعاد لافروف التذكير بأن بعض الجهات حاولت الترويج خلال عملية تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب من الإرهابيين بأن السكان لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم لكن أغلب هؤلاء عادوا اليوم إلى بيوتهم، وأشار إلى أن عمليات التحالف الذي تقوده واشنطن أدت إلى تدمير مدينة الرقة بشكل كامل وأوجدت أوضاعاً إنسانية معقدة وصعبة جداً لذا من الضروري إرسال بعثة للأمم المتحدة أو الصليب الأحمر إلى هناك والاطلاع على حقيقة الأوضاع وفق القرار 2401.
كما أكد لافروف أن من الضروري معرفة ما الذي يجري في مخيم الركبان قرب الحدود السورية الأردنية والسماح بالوصول الإنساني إلى هناك حيث أن الأمريكيين يحمونه ولا يسمحون بالوصول إليه، مشدداً على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في سورية والحفاظ على سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مبيناً أنه أطلع نظيره الفرنسي على نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي والذي كان هدفه تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 .
بدوره، أعرب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن أسف موسكو من تجاهل بعض الدول الغربية لتجاوزات الإرهابيين في مناطق الغوطة، مؤكداً حرص روسيا على استمرار العمل الخاص بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف الأعمال القتالية في سورية بغية إيصال مساعدات إنسانية.
من جانبه أكد رئيس لجنة تطوير المجتمع المدني ومسائل المنظمات الاجتماعية والدينية في مجلس الدوما الروسي سيرغي غفريلوف أن التنظيمات الإرهابية تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الغوطة وأن إخراج تلك التنظيمات يسرع في عودة الأمان إلى هذه المنطقة ووصول المساعدات الإنسانية لسكانها، أوضح أن التنظيمات الإرهابية عرقلت عمل البعثة الإنسانية الروسية التي شارك فيها قبل أسبوعين وأعاقت تقديم المساعدات للمواطنين في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى استعداد البعثة للعودة إلى سورية وتقديم المساعدات الصحية والدوائية والغذائية للمدنيين وللمهجرين في هذه المنطقة وبالتعاون مع القوات الروسية.
ولفت غفريلوف إلى أن بعض الدول في المنطقة وخارجها تقوم باستفزازات معينة وتشن حملات إعلامية وسياسية وتلوح بتهديدات عسكرية ضد روسيا وسورية وإيران لأنها تدرك تماماً أن هذه الدول الثلاث تعمل على الأرض السورية بصورة فعلية على محاربة الإرهابيين.
وفي طهران قال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني في الشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي أمس: إن أعداء سورية طلبوا وقف الأعمال القتالية في الغوطة لمدة شهر واحد ليتمكنوا من إنقاذ الإرهابيين تحت ذرائع إنسانية، ولفت إلى أن الصهاينة أوعزوا إلى حليفهم جبهة النصرة الإرهابي بالعمل على زعزعة الأمن في العاصمة دمشق لحرف الجهود عن محاربة الإرهاب أو الرد على الكيان الصهيوني خاصة بعد قيام الدفاعات الجوية السورية بإسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية، وأشار إلى أنه لا يوجد أدنى شك بأن سلوك الأمريكيين في سورية يجسد تحيزاً تاماً للكيان الصهيوني، موضحاً أنه رغم حديث الأمريكيين في بعض الأحيان عن ضرورة تعزيز الحل السياسي إلا أن سلوكهم ازدواجي ومتحيز لهذا الكيان المغتصب.
ولفت عبد اللهيان إلى أن مرحلة ما بعد تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية هي مرحلة جديدة تمضي بوتيرة متسارعة ومعقدة وبدائرة أوسع من الأعوام الماضية، مبيناً أن كيان الاحتلال الصهيوني يسعى في مرحلة ما بعد داعش لتنفيذ أهدافه البغيضة عبر التعاون مع أمريكا والنظام السعودي.
وفي إطار العدوان الأردوغاني المتواصل على عفرين أفادت مصادر أهلية بأن قوات النظام التركي اعتدت بمختلف أنواع الأسلحة على بلدة جنديرس ما تسبب باستشهاد مدنيين اثنين وإصابة 3 آخرين بجروح، ولفتت إلى أن اعتداءات قوات النظام التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية على بلدة بلبل أدت إلى إصابة 6 مدنيين بجروح متفاوتة في حين قصفت بلدة الشيخ حديد ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في منازل الأهالي وممتلكاتهم والبنى التحتية.
وأشارت المصادر إلى أنه مع استمرار القصف على القرى والبلدات في منطقة عفرين من المتوقع ارتفاع عدد الشهداء والجرحى.
وتسبب العدوان التركي المتواصل على منطقة عفرين باستشهاد وإصابة أكثر من 720 مدنياً وتهجير آلاف المدنيين من منازلهم إضافة إلى توقف التعليم في مئات المدارس وتدمير البنى التحتية والخدمية ولا سيما الأفران ومحطات ضخ المياه وتحويل الكهرباء والمناطق الأثرية.