التقارب بين الكوريتين يثير رعب واشنطن
أثار التقارب الأخير بين الكوريتين حفيظة واشنطن، التي تحاول إثارة النقاط الخلافية كلما شعرت بظهور بوادر اتفاق بين البلدين الجارين.
وظهر ذلك جلياً بعد الاتفاق على عقد قمة ثنائية الشهر المقبل وفتح خط ساخن بين رئيسي كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية، نتيجة لمباحثات الطرفين الأخيرة في إطار التقارب والتحسن الحاصل في العلاقات بين الجانبين.
بيونغ يانغ أعلنت عقب لقاء مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي تشونغ أوي يونغ الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون قبل أيام، نيتها نزع السلاح النووي في حال ضمان أمنها، واستعدادها للمحادثات مع الولايات المتحدة وتطبيع العلاقات معها.
وسائل إعلام كوريا الجنوبية رحبت باتفاق بيونغ يانغ وسيؤول وكتبت صحيفة شوسون ايلبو في افتتاحيتها، أن هناك نقاطاً إيجابية في هذا الاتفاق، بينما اعتبرت صحيفة هانكيوريه أن الاتفاق يتجاوز كل التوقعات ويفتح الطريق لنزع كامل للسلاح النووي في المستقبل.
هذه التطورات بين بيونغ يانغ وسيؤول تأتي نتيجة لتقارب متسارع أتاحته الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 التي أقيمت في مدينة بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية في التاسع من الشهر الماضي وانتهت في الـ25 منه.
ورغم مؤشرات انفتاح كوريا الديمقراطية على حوار محتمل مع الولايات المتحدة، إلا أنها لم تسلم من تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أمس الأول بالقول: إن “كل الخيارات تبقى قائمة”، كما أن مسؤولاً في البيت الأبيض أكد استئناف المناورات العسكرية التي تجري سنوياً بين واشنطن وسيؤول والتي كانت أرجئت إلى ما بعد انتهاء الألعاب الأولمبية في مدينة بيونغ تشانغ، ما يؤكد أن واشنطن ليست لديها رغبة جدية في حصول تحسّن في العلاقات بين البلدين.
هذا التقارب الذي كان موضع ترحيب لدى الاتحاد الأوروبي، حيث عبّرت مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد فيديريكا موغيريني إثر اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد في بروكسل، عن استعداد الاتحاد لدعمه والعمل على السبل التي يستطيع عبرها دعم هذه المبادرات الأولى المشجعة من جانب بيونغ يانغ، لم يلقَ الصدى ذاته لدى الإدارة الأمريكية التي تزداد حدّة تصريحاتها تجاه كوريا الديمقراطية كلما ظهرت بوادر انفراج في هذا الأمر، حيث تعمل دائماً على زرع الفرقة والشقاق والخلافات بين الكوريتين وتصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية رغم التقارب والتحسّن في العلاقات بينهما اللذين سادا في الأسابيع الماضية.