أخبارصحيفة البعث

“العدوان التركي على عفرين” في ورشة لمركز “مداد”

 

 

دمشق- البعث:

لحساسية الموضوع، وكونها تشكّل المشهد العسكري والسياسي الأكثر سخونة في الأزمة السورية، أقام مركز دمشق للأبحاث والدراسات “مداد” أمس ورشة نقاشية بعنوان “العدوان التركي على عفرين: الأبعاد والدلالات والمآلات” قدّمها العميد تركي الحسن عبر إطلالة تاريخية منذ القرن الماضي حتى الوقت الحاضر.
وبين العميد الحسن أن الكرد مكوّن أساسي من المجتمع السوري، ويمتازون بتنوّعهم السياسي، وأنهم انخرطوا، مثل كل المواطنين السوريين، عبر تاريخهم في الحياة العامة، حيث حفلت الحياة السياسية السورية بالشخصيات الوطنية أمثال يوسف العظمة وإبراهيم هنانو وغيرهم، مؤكداً أن بعض السوريين الكرد تأثّروا بما جرى في العراق بحكم التواصل الجغرافي والعائلي، لكن يجب التأكيد على أن المزاج العام والقوى السياسية في غالبيتها ضد مشروع تقسيم سورية.
وهنا أشار العميد تركي الحسن إلى أن معركة عفرين ذات أبعاد أكبر من الجغرافيا لارتباطها بفواعل الحرب، وهذا يعبّر عن صراع إرادات ومشاريع تستخدم فيها المعارك السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية.
وعن الدور الأمريكي، قال الحسن: إن السنوات السبع الماضية من الحرب على سورية أثبتت أن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة المشروع في هذه الحرب لتحقيق مصالحها وخدمة “إسرائيل”، وأن هذه الحرب التي تخوضها أمريكا هي حروب الجيل الرابع، إذ قادت الحرب سياسياً وعسكرياً مباشرة أو عبر وكلاء، أو أدواتها الإرهابية، ورغم تشكيلها لتحالف دولي بحجة محاربة “داعش” إلا أنها لم تستطع تحقيق أهدافها المخفية إلا عندما انخرطت على الأرض بذريعة تقديم الدعم لمكوّن سوري ارتضى الدور الذي أنيط به، وهذا بالتالي ما أمّن لها التدخل المباشر وإقامة قواعد عسكرية لاستهداف الوحدة السورية عبر التقسيم بمسميات مختلفة، لكن أتت النتائج معكوسة عندما سمحت أمريكا لنظام أردوغان بالهجوم على عفرين.
أما بشأن الموقف التركي، فبين الباحث أنه منذ عام 2011 كان أردوغان وحكومته يطالبون ويستجدون الولايات المتحدة والناتو للتدخل العسكري المباشر في سورية تحت مسمّى إقامة منطقة حظر جوي، أو منطقة آمنة أو منطقة عازلة، بغية تمكين العصابات الإرهابية المرتبطة بتركيا من السيطرة الجغرافية لإقامة هيئات حكم خاصة بها. وفي عام 2016 بدأ تحرّك ميليشيات “قسد” نحو محافظة الرقة، وهنا ظهرت المخاوف التركية من تنامي الدور الكردي، وتحت ذريعة وقف الطموحات الكردية هاجمت القوات التركية منطقة عفرين تحت هذا العنوان، لتغطية الأهداف التركية الأخرى وأطماعها في الداخل السوري.
وبين الباحث في ورقته أن العدوان التركي على الأراضي السورية يستهدف كل مكوّنات الشعب السوري، ويدل على سعي أردوغان لإبقاء المنطقة في حالة من عدم الاستقرار والاشتعال الدائم، ولذلك تدفقت قوات شعبية إلى عفرين لدعم الأهالي والدفاع عن وحدة أراضي سورية وسيادتها، وإفشال محاولة نظام أردوغان ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية احتلال المنطقة.
وفي ختام الورشة أجمع المشاركون أن الأحلام والطموحات الأردوغانية لا تستهدف الكرد وحدهم، بل تستهدف جميع الأراضي السورية.