طهران: سلوكيات النظام السعودي أكبر من حجمه
شدد المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن إيران لن تسمح بطرح قضاياها الدفاعية وتلك المتعلّقة بأمنها القومي على طاولة المفاوضات مع أطراف خارجية أخرى.
موقف قاسمي جاء في تصريحات بالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وأكد قاسمي دور إيران الرائد في مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن ما يروج له البعض بشأن “نفوذها” في المنطقة هو جزء من سياسات التخويف التي تستهدفها، في إشارة للنظام السعودي.
وأضاف قاسمي: “ما يطرحه الآخرون حول نفوذ إيراني مزعوم محض كذب، فنحن ليست لنا أي اطماع في أراضي دول المنطقة، ونسعى كدولة داعية للاستقرار إلى إيجاد الأمن الجماعي للجميع”، وأردف قائلاً: “إن تأثير إيران في المنطقة معنوي وثقافي ويأتي في الاطار الحضاري، وهذا الوجود طبيعي تماماً، ولا يدعو للقلق، بل يعد نقطة ارتكاز واشتراك بينها وبين الدول المحيطة”، وأشار إلى أن الأمن قضية جماعية، وليس بإمكان دولة لوحدها أن توفره لنفسها أو لغيرها، مبدياً استعداد بلاده للحوار مع جميع دول المنطقة والدول المحيطة في هذا المجال، وشدد على أن “أوهام السعودية بعد الاتفاق النووي أثبتت بأنها ليست على استعداد للحوار والوصول إلى التفاهم”.
وأشار قاسمي إلى “أن السعودية وبناء على هواجسها غير المبرّرة تجاه ايران تواصل وضع العقبات وبث الخوف من إيران”، مضيفاً: “إن وجود أشخاص في السلطة مثل ترامب في أميركا وسياسات إدارته، وكذلك أوروبا، تؤدي لإفراغ احتياطيات الدول الإسلامية من الثروات.
وأشار إلى إعلان الرئيس الأميركي مراراً أنه تمكّن “بفذلكته” من بيع الكثير من الأسلحة للسعودية، كما قامت الحكومة البريطانية بالأمر نفسه، وأضاف: “إن هذه الأسلحة المتدفّقة على السعودية تشجّع حكامها على مواصلة العدوان على اليمن، بالإضافة إلى سلوكيات وأطماع لا توازي حجمها في المنطقة”.
وأكد المتحدّث باسم الخارجية الايرانية أن احتمال خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لن يكون بالأمر البسيط، وسيعدّ مخالفة للقرار الاممي 2231، ويكلّفها ثمناً باهظاً، وأضاف: إن اميركا ستواصل عراقيلها ونكثها لالتزاماتها، إلا أن الخروج من الاتفاق النووي ليس أمراً سهلاً للرئيس الاميركي دونالد ترامب، وسيدفعه للمزيد من العزلة، مشيراً إلى أن موقف الأوروبيين والاتحاد الاوروبي إيجابي بهذا الشأن.
إلى ذلك أكدت المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد يعتزم بذل كل الجهود الممكنة من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي، وقالت، خلال مؤتمر صحفي عقدته عقب جلسة مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، إنهم اتفقوا على ذلك، وأوضحت أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لم يناقشوا خلال الاجتماع فرض عقوبات جديدة على طهران، مؤكدة أن النقاش دار حول استمرار التطبيق الكامل للاتفاق النووي.