إرهابيو دوما يستعدون لإلقاء السلاح والخروج من الغوطة.. والآمال مشرّعة لتحرير المخطوفين
بعد ساعات من تحرير قواتنا المسلحة بلدة حزة وطرد المجموعات الإرهابية منها، أعلن إرهابيو دوما عن استعدادهم لإلقاء السلاح والانسحاب من المدينة، ما يجدد الأمل في قلوب العديد من عائلات المخطوفين بلقاء أحبتهم أحياء أو استعادة جثامين شهداء ارتقوا دفاعاً عن سورية مع انتصار جيشهم في الغوطة ودفعه المسلحين للخروج من بلدات شرق العاصمة وشمالها حيث ينتظر تحرير العشرات من مدنيين وعسكريين.
وفيما خرجت الدفعة الثالثة من إرهابيي جوبر وعين ترما وزملكا وعربين تمهيداً لإعلان هذه البلدات خالية من الإرهاب، عثرت وحدات الجيش أثناء تمشيطها بلدة حزة المحررة على عدد من الأنفاق كان يستخدمها الإرهابيون في أعمالهم الإجرامية وعلى مشاف ميدانية ومعامل لتصنيع القذائف الصاروخية.
وفيما تابعت وحدات الجيش تأمين الأهالي داخل منازلهم في بلدات حزة وعين ترما وكفر بطنا وسقبا وقامت عيادات متنقلة تابعة لوزارة الصحة بتقديم خدمات مجانية للأهالي، تواصلت عمليات إخراج دفعات جديدة من المدنيين المحتجزين من قبل التنظيمات الإرهابية في القطاع الشمالي من الغوطة وقامت وحدات من الجيش باستقبالهم وتأمين وصولهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة.
وفي التفاصيل، خرجت 41 حافلة تقل 2701 شخص بينهم 590 مسلحاً من جوبر وعين ترما وزملكا وعربين، وتم تجميعها على أطراف ممر عربين تمهيداً لنقلهم إلى إدلب بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري.
وأشار مراسل “سانا” إلى أن المسلحين عمدوا إلى إحراق مقراتهم قبل خروجهم بالحافلات حيث شوهدت أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من القطاع الأوسط في الغوطة وذلك لطمس حقيقة ارتباطاتهم الخارجية.
وخرجت خلال اليومين الماضيين دفعتان من المسلحين الذين رفضوا المصالحة مع عائلاتهم في جوبر وعربين وزملكا وعين ترما باتجاه محافظة إدلب وتضمنتا 98 حافلة بداخلها 6416 شخصاً من المسلحين وعائلاتهم.
إلى ذلك أكدت مصادر محلية أن المجموعات المسلحة في مدينة دوما مستعدة لإلقاء السلاح والانسحاب من المدينة وذلك بعد ساعات من تحرير الجيش العربي السوري بلدة حزة وطرد المجموعات الإرهابية منها. ويأتي رضوخ المسلحين وخروجهم من بلدات وقرى الغوطة الشرقية نتيجة الانتصارات الكبيرة والمتسارعة للجيش العربي السوري في عملياته الواسعة التي بدأها منتصف الشهر الماضي وتمكنه من قطع خطوط الإمداد والتنقل للتنظيمات الإرهابية في الغوطة.
في الأثناء نفذت وحدات الجيش أعمال تفتيش وتمشيط واسعة داخل بلدة حزة لتطهيرها من مخلفات التنظيمات الإرهابية عثرت خلالها على مشفى ميداني وشبكة طويلة من الأنفاق من بينها نفق ضخم يمتد إلى بلدة كفر بطنا كان الإرهابيون يستخدمونه فى التنقل وتخزين الأسلحة والذخيرة.
وأشار أحد القادة الميدانيين إلى أنه بعد تقدم الجيش العربي السوري باتجاه بلدة حزة تم العثور على شبكة أنفاق معقدة موصولة بشبكة الصرف الصحي كان الإرهابيون يستخدمونها في التنقل ونقل الذخيرة بين بلدات سقبا وعربين وحرستا وزملكا مبيناً أن عرض الأنفاق نحو 3 أمتار وعمقها 4 أمتار تسير فيه السيارات بسهولة، ولفت إلى أنه تمت إزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون داخل الأنفاق وتفجير أحدها وأكبرها لمنع استخدامه مرة أخرى والالتفاف على وحدات الجيش المقاتلة على المحور حزة عين ترما مشيراً إلى أنه تم العثور على مشاف ميدانية مجهزة بجميع الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية المسروقة من المشافي الحكومية في بلدتي حزة وعين ترما إضافة إلى مستودع مليء بالأدوية.
إلى ذلك واصلت وحدات الجيش تأمين الأهالي داخل منازلهم فى بلدات حزة وعين ترما وكفر بطنا وسقبا.
وأوضح الدكتور بشار قدور من مديرية صحة ريف دمشق أن المديرية قامت بعد تحرير معظم قرى وبلدات الغوطة الشرقية بتقديم الخدمات الطبية واللقاحات للأطفال الذين حرموا من لقاحاتهم أثناء انتشار المجموعات الإرهابية ورفد المنطقة بكوادر متخصصة وعيادات متنقلة وتوزيع الأدوية على المواطنين مجاناً إضافة إلى تقديم خدمات الصحة الإنجابية ورعاية النساء الحوامل.
وجالت كاميرا سانا في بلدة حزة ورصدت حجم الدمار والتخريب الذي لحق بالبنى التحتية والخدمية والمدارس نتيجة جرائم التنظيمات الإرهابية التي أقامت الأنفاق والخنادق بين منازل المدنيين.
بالتوازي خرجت أمس دفعات جديدة من المدنيين من أهالي غوطة دمشق الشرقية عبر الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين الذي افتتحه الجيش العربي السوري لتأمينهم ونقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة.
وذكرت موفدة “سانا” إلى مخيم الوافدين أن وحدات من الجيش وفرقاً طبية من الدفاع المدني والهلال الأحمر استقبلت دفعات جديدة من الأهالي الهاربين من التنظيمات الإرهابية التي احتجزتهم واتخذتهم دروعاً بشرية طيلة الفترة الماضية في القطاع الشمالي للغوطة الشرقية، ولفتت إلى أن معظم المدنيين الخارجين من الممر هم أطفال ونساء وشيوخ حيث تم نقلهم بالحافلات إلى مراكز الإقامة المؤقتة المجهزة مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها.
وأمنت وحدات الجيش خلال الفترة الماضية خروج نحو 110 آلاف من المحتجزين لدى التنظيمات الارهابية عبر الممرات الآمنة في حين لا يزال الإرهابيون يحاصرون مئات العائلات داخل الغوطة الشرقية ويستهدفون الممرات بالأسلحة الرشاشة بغية دب الذعر في نفوس الأهالي لمنعهم من المغادرة.