المشافي الخاصة.. أسعار كيفية وخدمات دون المستوى
شكوى يومية من المواطنين عن واقع المشافي الخاصة في مدينتي القامشلي والحسكة، وقد وصل التذمر إلى أعلى الدرجات والمستويات، ويبدو أن أصواتهم غير مسموعة، فلا حول ولا قوّة لهم إلا الدفع ومن “تم ساكت”، والأصعب من كل ذلك أن بعض المشافي لا تستقبل المرضى بذريعة الضغط وعدم وجود غرف شاغرة، لكن المواطنين يؤكدون أن الأعذار غير التي تطرح، فالمشافي ترغب باستهداف واستقبال المرضى الذين تتكلف وجودهم مبالغ مالية ضخمة!!!.
المواطن نواف المحمود قطع مسافة 100 كم من بلدته اليعربية حتى وصل إلى مدينة القامشلي من أجل إجراء عملية قيصرية لزوجته، كلّفت تلك العملية ذلك المواطن الذي لا يملك عملاً دائماً، وهو يبحث عن قوت يومه ليعيش مع أسرته، لكنه اضطر لأن يصرف 100 ألف.. خمسة وسبعون ألفاً حصة المشفى والعملية فقط، ونواف هو نموذج من حالات تحصل على مدار اليوم والساعة، يلتزمون بالدفع دون نقاش أو حوار، فلا تجدي محاولات التوسل والرجاء، وتطبيق قانون الإنسانية قبل أي قانون آخر!!!.
واقع المشافي
“البعث” رصدت آراء جميع المعنيين في شكوى المواطنين حول واقع المشافي الخاصة، وكان بداية الحديث مع الدكتور سعيدّ الحميّد مدير أحد المشافي الخاصة في مدينة القامشلي، وبيّن تفاصيل إدارية وطبية: شكوى الأهالي لا تعمم على جميع المشافي، فهناك مشافٍ تقدّم يومياً خدمات مجانية، تصل لدرجة العمليات الجراحية، ولدينا في المشفى مريض لا يملك ثمن إقامته التي تتجاوز الـ 250 ألفاً، فقد تم إعفاؤه بالكامل، من ناحية أخرى هناك صعوبات كثيرة تواجه المشافي، منها صعوبة الحصول على الأدوية، واحتكارها إن نفدت بعض منها في الأسواق، علبة دواء سعرها الطبيعي 400 ليرة سورية، وصلت لمبلغ الـ 3000 ليرة سورية، عندما يتعطل جهاز من المشفى، هذا يعني أن أقل مبلغ يدفع لا يقل عن 25 ألفاً، والأمثلة كثيرة ومتوفرة، أما فيما يخص نقل الأجهزة والمواد من العاصمة دمشق إلى القامشلي فإن سعر حافلة النقل أكثر من سعر الجهاز، هذا إلى جانب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، واعتمادنا على المولدات الخاصة التي تكلف من كل النواحي، وتتعطل بشكل مستمر، مع كل ذلك الوافدون والأيتام والفقراء وأبناء الشهداء لهم عناية كبيرة واهتمام وإعفاءات مالية.
الرقابة الصحية
بدورها الدكتورة ديمة يوسف معاون مشرف المنطقة الصحيّة بالقامشلي لها حديث عن بعض القضايا التي تخص المشافي الخاصة: الرقابة الصحية ضمن المنطقة الصحية فاعلة وفعّالة، من حيث الجولات الميدانية الدورية، ومتابعة هموم المواطنين، بالإضافة إلى متابعة وتنفيذ جميع التعاميم التي تصدر من مديرية الصحة بالحسكة، أو من الوزارة نفسها، والتواصل قائم بين المنطقة الصحية والمديرية حول واقع المشافي، وما يقدمه لنا المواطن من شكاوى ومتاعب، وهناك جولات فجائية على بعض المشافي التي ترد منها قضايا سلبية معينة، في قسم معين، أو مشفى بشكل عام، بما في ذلك موضوع النظافة التي يأخذ اهتماماً كبيراً بالمتابعة.
توحيد الأسعار
أما الدكتور محمد رشاد خلف، مدير صحة الحسكة، فتحدث عن أمور أخرى تعنى بها المشافي الخاصة، وتهم المواطن في تفاصيلها، ففي العام المنصرم تم توجيه عشرة إنذارات إلى المشافي الخاصة على مستوى محافظة الحسكة، بعضها إن تكررت ستصل العقوبة إلى إغلاق المشفى، هناك شكوى من المواطنين، وهي كثيرة، حول انفلات الأسعار وتفاوتها، ومن هذا المنطلق تمت المطالبة خلال مؤتمر نقابة الأطباء الذي أقيم في الحسكة مؤخراً بضرورة توحيد الأسعار على مستوى القطر ضمن الواقع الجديد، لأن الأسعار الحالية هي أسعار ما قبل الأزمة، وبذلك لن يكون لصاحب المشفى أي عذر بارتفاع أسعار المواد والأجهزة، مع كل ذلك جولات ميدانية، وبشكل يومي على المشافي الخاصة، ومتابعة جميع الأمور.
دعم لا محدود
عضو المكتب التنفيذي، رئيس مكتب الصحة طه المجول، وفي حديثه أيضاً أكد على المتابعة وتطبيق تعليمات وزارة الصحة الخاصة بالمشافي الخاصة، وأضاف: هناك اهتمام كبير بأية شكوى حتى لو كانت بسيطة من المواطن على المشافي الخاصة، وحتى الحكومية، وكثيراً ما تتشكّل لجان مختصة من قبل المحافظ لمتابعة شكوى أو قضية معينة، ولابدّ من الإشارة إلى أن مديرية الصحة تقدم الأدوية “المحصورة بوزارة الصحة” للمشافي الخاصة لكي تقدم للمواطنين الذين يحتاجونها ولا يملكون ثمنها، كل هذا لكي نحافظ على الدعم اللامحدود في القطاع الصحي للمواطنين، وتقدم المديرية أيضاً للمشافي جميع العلاجات الكاملة للمواطنين الذين تعرّضوا للعمليات الإرهابية، وانفجارات الألغام، ومن منبركم أؤكد أن المشافي الحكومية تقدم خدمات، ورعاية، وأجهزة، ونظافة بدرجة كبيرة، واهتماماً ودعماً كبيرين من القيادة السياسية، ومن قبل وزارة الصحة، مؤخراً تم تقديم حاضنتين جديدتين لمركز اللؤلؤة الطبي، وتغذيته بالكهرباء على مدار الساعة، وبشكل يومي هناك تقديم لأجهزة ومستلزمات وخدمات منوعة للمركز كونه حديث الولادة، حتى إن زيارات دورية تكون من قبل المحافظ، ومكتب الصحة بالمحافظة من أجل الوقوف على حالة المركز.
عبد العظيم عبد الله