تحقيقاتصحيفة البعث

برسم الجهات المعنية ســـيانو.. خدمات غائبة وحلول مؤجلة! وأهميــة تاريخيــة وسياحيــة مهملــة

على بعد 7 كم من مدينة جبلة، تقع قرية سيانو التاريخية التي تجاوزت شهرتها الحدود الجغرافية لمحافظة اللاذقية، وغدت قبلة لعلماء الآثار نظراً لأهميتها من الوجهة الأثرية، ومن الناحية التاريخية والسياحية، إلا أن واقع الحال الخدمي في سيانو التي تتبع لها قرى ومزارع  كفر دبيل، بقرية، بيت العلوني،  السباهي،  ديرين،  البراج،  بريزين، المجيتة، بربورة، عين جرجس، كروم إصلاح، ضهر أبو قرمة، لا يرقى إلى مستوى أهميتها، ولا إلى الحد الذي يلبي أدنى حاجات أهلها الذين رفعوا العشرة منذ سنوات أمام غياب الخدمات الأساسية، كما يبدو أنها عصية على الحل رغم كل المطالبات والمناشدات التي لا تزال حتى تاريخه برسم التأجيل!.

خدمات غائبة بالجملة

ولرصد واقع هذه القرى، التقينا بعض الأهالي الذين تحدثوا بإسهاب عن همومهم الخدمية، إذ يقول أبو محمد: منذ سنوات ونحن نعاني من النقص في الخدمات، وقد تقدمنا بالعديد من الشكاوى للبلدية وللمعنيين في المحافظة، إلا أننا لم نحصل على أية نتيجة، ويضيف: الحفر منتشرة في الشوارع الرئيسية والطرق الفرعية، ما يعيق حركة مرور المواطنين والسيارات.

أما إبراهيم، فأكد أن المشكلة الرئيسية التي يعانون منها هي تكدس القمامة في شوارع القرية، ما يؤثر سلباً على الوضع الصحي والبيئي بسبب انتشار الروائح الكريهة، وتحولها إلى مرتع للقطط والكلاب الشاردة، ناهيك أن منظرها غير لائق بالقرية التي تعتبر من أشهر القرى بالمحافظة نظراً لأهميتها التاريخية والسياحية.

سكان حارة بيت صلوح التابعة لمزرعة المحيبتة التي تضم 35 منزلاً، وهي إحدى مزارع قرية سيانو، طالبوا بتخديم منازلهم بالصرف الصحي مع العلم أن شبكة الصرف الصحي قريبة منهم،  وأشاروا إلى أنهم يعتمدون على الحفر الفنية، وهذا يسبب لهم مشاكل صحية وبيئية.

بدورها اشتكت “أم نادر” من مشكلة الاتصالات الهاتفية الأرضية التي تعد من المشكلات الكبيرة والتي يعاني منها معظم سكان القرى التابعين للناحية، وتضيف: الخطوط الهاتفية التي تعمل من خلال المجمعات الضوئية كثيرة الأعطال، وتتوقف عن العمل عند انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى الخطوط التي تتعطل لفترات زمنية طويلة رغم الشكاوى العديدة التي نسجلها في مركز الهاتف.

أما أبو نزار، فقد اشتكى من أن الأرصفة في بعض المناطق بالكاد موجودة، إلا أنها تحتاج إلى صيانة وإعادة هيكلة، وفي معظم المناطق غائبة كلياً، مؤكداً أن الإنارة الشارعية، حالها ليس بأحسن من غيرها، فمعظم الأعمدة موجودة فقط للزينة، وتنتظر أن يشع النور منها.

إعادة توزيع مياه الشرب

وبلسان واقع حال أهالي سيانو، أكد مختار القرية طالب رحمون بأن شبكات الصرف الصحي بحاجة إلى صيانة، بالإضافة إلى وجود مناطق في القرية لا توجد فيها شبكة صرف صحي، كما أشار إلى أن أهالي القرى والمزارع التابعة لسيانو البالغ عددهم 40 ألف نسمة يعانون من شح مياه الشرب التي يزودون بها كل خمسة أيام، مطالباً بوضع حلول سريعة لإعادة توزيع مياه الشرب بين القرى التابعة لسيانو، بما يضمن وصولها إلى جميع المنازل، وفي أوقات محددة.

لا توجد سيولة

الهموم الخدمية التي أثقلت كاهل أهالي القرية نقلناها إلى رئيس بلدية سيانو إبراهيم سلهب الذي أكد أن القرية تفتقر إلى الكثير من الخدمات، ومنها صيانة الطرق الرئيسية والفرعية، ويضيف: البلدية التي أثقلتها الأوجاع والترهلات منذ سنوات لم ينفذ فيها أي مشروع، حيث انطلقنا من تحت الصفر، ويصعب تقديم الخدمات بشكل كامل بسبب نقص الدعم المادي، وعدم توفر الآليات التي نحتاجها في عملنا.

وفيما يتعلق بالطرقات، أوضح سلهب بأنه تم تجهيز دراسة للطرق التي تحتاج لصيانة، وتبلغ كلفتها التقديرية 80298 مليوناً، عازياً السبب وراء التأخر بالشروع بأعمال الصيانة خلال الأشهر الأربعة الماضية إلى صعوبة العمل بسبب الهطولات المطرية، ويشدد: من اليوم فصاعداً نتابع العمل بمساعدة الخدمات الفنية التي قامت بهذه الدراسة، وهي بدورها سترفعها للوزارة في دمشق للموافقة عليها.

أما من ناحية عدم انتظام ترحيل القمامة بشكل مقبول، فيقول سلهب: مشكلتنا الرئيسية هي عدم امتلاكنا سيارة ضاغطة، وحاويات في البلدية، إضافة إلى عدم التزام المواطنين برميها في الأماكن المحددة، كما دعا الأهالي إلى الالتزام والتقيد بوضعها في أماكنها بطريقة تسهل عملية ترحيلها، مطالباً المعنيين بتزويد البلدية بسيارة ضاغطة لترحيل القمامة.

ويضيف سلهب: لا توجد لدى البلدية شوارع مستملكة تسمح لها القيام بمشاريع الأرصفة، بالإضافة إلى عدم وجود سيولة مادية تسمح بذلك، موضحاً أنه قبل نهاية العام الماضي قدمنا كتاباً للسيد المحافظ، وحصلنا على مبلغ قدره 24 مليون ليرة نقوم بصرفها من خلال استبدال خطوط الصرف الصحي، والأعطال المتراكمة منذ خمس سنوات، وقد بدأنا بصيانة الأعطال من الطريق العام بحالات إسعافية لتسيير الأمور قدر المستطاع في كفردبيل وسيانو.

كما لفت سلهب إلى أن مشروع الصرف الصحي في حارة بيت صلوح يحتاج إلى دراسة جديدة، وإلى دعم مادي كبير، مؤكداً أن ميزانية البلدية ووضعها الحالي لا يسمح بذلك، خاصة أن البلدية، وبحسب تعبير سلهب، تشهد ولادة جديدة.

باسل يوسف