الصفحة الاولىصحيفة البعث

قمة الدول الضامنة: دعم سيادة ووحدة الأراضي السورية

شدد البيان الختامي لاجتماع رؤساء الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية، روسيا وإيران وتركيا، في أنقرة، أمس، على دعم سيادة ووحدة الأراضي السورية والاستمرار في محاربة الإرهاب، وأن عملية أستانا شكّلت صيغة ناجحة للمساهمة بحل الأزمة، فيما شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهدف الاستراتيجي المشترك هو دحر الإرهابيين نهائياً، مشيراً إلى أنه جرى التأكيد على منع تسييس ملف الوضع الإنساني وعلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، في وقت جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد بأن الوجود العسكري الأمريكي في سورية غير شرعي وهدفه زيادة التوتر وتهديد وحدة الأراضي السورية، مشدداً على ضرورة أن يقرّر الشعب السوري مستقبل بلده بنفسه.

فقد أعلن البيان الذي صدر عقب اجتماع بوتين وروحاني وأردوغان: إن الدول الثلاث تلتزم بشكل قوي ووثيق بوحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية، وتؤكّد على مواصلة تعاونها لإحلال السلام والاستقرار في سورية، وشدد على أن الدول الثلاث الضامنة ستواصل التعاون للقضاء على التنظيمات الإرهابية كـ “داعش” و”جبهة النصرة” و”القاعدة” وكل المجموعات المرتبطة بها، لافتاً إلى ضرورة العمل للفصل بين الإرهابيين وما يسمى “المعارضة”. ولفت البيان إلى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في سورية والحل ممكن فقط من خلال عملية سياسية، مؤكّداً دعم الدول الضامنة لقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بما في ذلك تشكيل لجنة مناقشة الدستور، وأشار إلى ضرورة تهيئة الظروف لعودة السوريين المهجرين بفعل الإرهاب إلى بلدهم، لافتاً إلى أن الدول الضامنة ترحب بقرار مجلس الأمن الدولي 2401 الصادر أواخر شباط الماضي لمعالجة الأوضاع الإنسانية في سورية، بما في ذلك الرقة ومخيم الركبان والفوعة وكفريا وإدلب، مؤكدة أنها ستواصل تعاونها لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية، وأوضح أن الدول الضامنة قررت عقد لقاء ثلاثي مقبل في إيران تلبية لدعوة الرئيس روحاني.

وأكد الرئيس بوتين أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية، روسيا وإيران وتركيا، ملتزمة بدعم سيادة ووحدة الأراضي السورية والاستمرار في محاربة الإرهاب، وأنه لا بديل من الحل السياسي للأزمة، وقال، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس روحاني ورئيس النظام التركي عقب اجتماع ثلاثي حول سورية، إن المباحثات الثلاثية جرت في جو عملي وبناء وتطرّقت لجميع نواحي الأوضاع السياسية حول الخطوات القادمة الرامية إلى استتباب الاستقرار والأمن في سورية، واتفقنا على نقاط مشتركة تم التركيز عليها في البيان الختامي المشترك، الذي يؤكد حرص روسيا وإيران وتركيا على المساهمة في تعزيز سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وأضاف: إن هذا الموقف مبدئي ولاسيما بعد المحاولات المتزايدة الرامية لتقسيم سورية، حيث تمّ الاتفاق على التعاون في مجمل الخطوات الرامية إلى التسوية السياسية ولاسيما في عملية أستانا وتفعيل الحوار الوطني السوري بموجب القرارات الأممية، ونثمن في هذا الصدد نتائج مؤتمر سوتشي وأنه لا بديل منه حتى اليوم، ونحن على يقين أننا سنستمر في مواصلة العمل من أجل الاستقرار والسلام في سورية.

ولفت بوتين إلى أن التنظيمات الإرهابية في سورية تحاول تخريب عمليات المصالحة الوطنية وتستخدم مختلف الأدوات في ذلك، وحصلنا على أدلة دامغة خاصة بالإعداد لعملية استفزازية وهجوم باستخدام المواد الكيميائية.

وأوضح أن الاجتماع الثلاثي ناقش الخطوات الخاصة بتطبيق مخرجات مؤتمر سوتشي تحت مظلة الأمم المتحدة، حيث سيحدد السوريون بأنفسهم في إطار هذه العملية مستقبل مؤسسات دولتهم، مشيراً إلى أنه أطلع روحاني وأردوغان على الخطوات والجهود التي تتخذها روسيا في هذا الاتجاه، وتابع: أنه تمّ إجلاء آلاف المدنيين من الغوطة الشرقية بالتعاون مع الحكومة السورية إضافة إلى إخراج إرهابيين لا يريدون تسليم سلاحهم، مشيراً إلى أن عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة مستمرة بما في ذلك المساعدات المقدمة من مواطنين روس حيث تمّ إيصال 77 طناً في شباط الماضي من المساعدات الإنسانية الروسية.

وشدد بوتين على أن الهدف الاستراتيجي المشترك هو دحر الإرهابيين نهائياً والذين يدأبون على محاولات زعزعة الوضع على الأرض ويحاولون إفشال جهود حل الأزمة، مشيراً إلى أنه جرى التأكيد على منع تسييس ملف الوضع الإنساني، وعلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 الذي يهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين على كامل الأراضي السورية، وأضاف: اتفقنا أيضاً على الجهود الخاصة بإعادة الإعمار في سورية بعد نهاية الأزمة حيث يدور الحديث حول إعادة البنية التحتية وقد باشرت الشركات الروسية بهذه العملية ولاسيما في المناطق التي كانت مؤخراً تحت سيطرة الإرهابيين، ودعا جميع الدول إلى المساهمة في عملية إعادة الإعمار بالأفعال وليس بالأقوال، قائلاً: هم يتحدّثون كثيراً عن تقديم مساعدات إنسانية لكنهم لم يحرّكوا ساكناً حتى الآن، صحيح إننا نرى مساعدات إنسانية قليلة من الأمم المتحدة وهي غير كافية لكننا نعّول أن يستمر العمل ويتسع مستقبلاً في عملية إعادة إعمار البنية التحتية ولن يتسنى ذلك دون مساهمة كبيرة من الخارج.

من جهته جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد على احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية واستقلالها، وأنه لا حل عسكرياً للأزمة فيها وإنما سياسي، مبيناً أن عملية أستانا لعبت دوراً مهما في الإسهام بحل الأزمة في سورية، مشدداً على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده بنفسه، وأكد ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب حتى القضاء على بقايا التنظيمات الإرهابية في سورية، لافتاً إلى أن هذه التنظيمات تحصل على الدعم والتمويل والأسلحة من الدول الغربية وقامت بسرقة النفط والآثار وارتكبت عمليات وحشية بحق الشعب السوري، وأشار إلى أن الولايات المتحدة استخدمت تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين كأداة لمحاولة السيطرة على المنطقة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذين التنظيمين تلقيا ضربات قاسية وباتا على وشك الزوال.

وجدد روحاني التأكيد بأن الوجود العسكري الأمريكي في سورية غير شرعي وهدفه زيادة التوتر وتهديد وحدة الأراضي السورية، معرباً عن ثقته بأن الشعب السوري الذي انتصر على الإرهاب لن يسمح بأي شكل من الأشكال أن تحاول القوى الخارجية تهديد وحدة بلاده وسيواجه هذا الأمر بحزم، داعياً المجتمع الدولي إلى عدم الوقوف مكتوف الأيدي حيال دعم الكيان الصهيوني المستمر للإرهابيين في سورية وانتهاك سيادة الأراضي السورية، وأشار إلى إيجاد الأرضيات الضرورية لإعادة الإعمار في سورية وتوفير الظروف المناسبة لعودة المهجرين بفعل الإرهاب إلى ديارهم.

بدوره قال رئيس النظام التركي: إن المجموعات الإرهابية لا تشكل خطراً على سورية فقط وإنما على تركيا وغيرها من الدول المجاورة لذلك لابد من القضاء عليها، مضيفاً: إن بعضهم يحاول تقسيم الأراضي السورية ونحن لا نعترف بذلك.