أخبارصحيفة البعث

أطباء الأسنان يبحثون واقع المهنة

دمشق-محمد عرفات:

يناقش أطباء الأسنان في مؤتمرهم السنوي الحادي والأربعين، الذي بدأ أمس في فندق الشام بدمشق بحضور الرفيقة المهندسة هدى الحمصي عضو القيادة القطرية ووزيري الصحة الدكتور نزار يازجي والتعليم العالي الدكتور عاطف نداف، الواقع المهني وأفق المرحلة المقبلة من النواحي التنظيمية والقانونية والاقتصادية والعلمية، إضافة إلى عمل خزانة التقاعد وآلية صرف أموالها ومحاور النشاطات العلمية ودورات التأهيل المستمر للعام الجاري والقوانين الناظمة لعمل الطبيب في عيادته ومقترح تشكيل نواة للتأمين الصحي للمعالجة السنية، فضلاً عن الشؤون الاقتصادية.

وأشارت الرفيقة الحمصي إلى تزامن انعقاد المؤتمر مع تحرير الغوطة من رجس الإرهابيين ورفع علم الوطن مجدداً فوق ربوعها، مؤكدة أن سورية كانت طوال تاريخها مقبرة للغزاة والمحتلين ولكل من حاول النيل من سيادتها وقرار شعبها الحر المستقل، وبيّنت أن الوطن طوال الأعوام السبعة الماضية، وبقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، ضرب أروع المثل في مواجهة العدوان والصمود في وجه مؤامرة لم يشهد التاريخ نظيراً لها، مشيرة إلى أن مراكز الأبحاث العربية والدولية ستعكف بالتأكيد على دراسة وفهم عوامل وأسباب صمود الوطن وانتصاره على ما تعرّض له وواجهه بكل قوة وعنفوان، مؤكدة أن هذه العوامل تتمثّل بحكمة السيد الرئيس وصموده وبسالة الجيش العربي السوري وتعاضد المجتمع السوري.

وأضافت الرفيقة الحمصي: إن المجتمعات تبنى على أسس ثلاثة هي الصحة والتعليم والعدل، مشيرة إلى أن سورية كانت سبّاقة في بناء وتشييد المشافي، وفي هذا الصدد تحدّثت عن دور السوريين في بناء أول مستشفى عربي، والذي كان متخصصاً في معالجة مرضى الجذام، وأشارت أيضاً إلى أن جامعة دمشق التي تأسست عام 1901 هي أول جامعة حكومية عربية، وقد اشتملت على اختصاصي الطب والصيدلة منذ عام 1903، كما تطرّقت إلى ما خلفته الحرب من جراح وندوب، وإلى دور الأطباء الهام بمختلف اختصاصاتهم في معالجة هذه الجراح وبلسمتها.

كما تحدّثت عن الدور الهام الذي قامت به وزارة الصحة وطاقمها الطبي في الأيام القليلة الماضية وفي الغوطة الشرقية تحديداً، والمتمثّل بتقديم الخدمات والرعاية الطبية للأشخاص الذين خرجوا وهربوا من براثن الإرهاب، مؤكدة أن أعداد هؤلاء بلغت مئات الآلاف، وأن الدول الغربية والمتقدّمة التي تملك إمكانيات كبيرة ومتطوّرة، كانت ستنهار منظومات الدولة فيها لو أنها اضطرت للتعامل مع موقف كهذا.

وتحدّث وزير الصحة عن حرص المنظومة الصحية طوال السنوات الماضية على القيام بواجباتها وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وكيف أن الرعاية الصحية الأولية وتوفير خدمات الرعاية الصحية للمواطنين تشكّل حجر الأساس في عمل الوزارة، مشيراً إلى اهتمام الوزارة بشأن برنامج التلقيح الوطني وحملات التلقيح المعززة وتوفير اللقاحات مجاناً بواسطة كادر طبي مؤهل ووفق شروط ومعايير معتمدة عالمياً، موضحاً أن  98 مستشفى منتشرة على مساحة القطر تتبعو لوزارة الصحة، لكن بسبب إجرام العصابات الإرهابية والمرتزقة التكفيريين يعمل في الوقت الراهن 52 مشفى فقط، والباقي إما تعرّض لتدمير جزئي أو أنه غير قادر على العمل حالياً. كما لدينا 1826 مركزاً صحياً، يعمل منهم حالياً 1320 مركزاً، وقد تمّ افتتاح 42 مركزاً صحياً، والعمل جار على ترميم المشافي المتضررة وفتح مستشفيات جديدة مثل مشفى جبلة ومشفى ابن الوليد في حمص ومشفى الأورام بحلب، إضافة إلى عدد من المراكز الصحية في الغوطة المحررة، ونحن بصدد افتتاح ثلاث مراكز أعيد ترميمها.

وأوضح يازجي أن الوزارة قدمت 40 مليون خدمة طبية مجانية، في العام الماضي بتكلفة بلغت 81 مليار ليرة، مشيداً بالدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للقطاع الصحي المجاني.

وبيّنت نقيب أطباء أسنان سورية الدكتورة فادية ديب أن النقابة تطلق اليوم آلية جديدة لمؤتمراتها تتضمن توزيع الأطباء على لجان عمل، كلجنة النظام التعاوني وخزانة التقاعد والاقتصادية والعلمية وغيرها لدراسة المواضيع بدقة وإيجاد حلول للتحديات التي تعترض تطوير عمل طبيب الأسنان ووضع خطة سنوية بعيدة عن الارتجال، ولفتت إلى أن النقابة ستعمل في المرحلة القادمة على إعطاء الثقة لمراكز العيادة السنية ذات العقامة الصحيحة وتدرس آلية جديدة للنظام التعاوني لإطلاق مشروع التأمين الخاص للمعالجة السنية وتفعيل دور الجمعيات العلمية التخصصية ومنح الهوية النقابية الذكية لكل الأطباء.

وأشارت ديب إلى أن دور النقابة لم يقتصر فقط على النهوض بمستوى المهنة، وإنما ساهمت في تقديم العلاج والصحة لمن احتاجها في ظل الحرب الكونية التي تعصف بالوطن، وأن النقابة وقفت في الخطوط الأمامية للتصدي للهجمة الإعلامية الشرسة التي تشن على وطننا الحبيب، من خلال مشاركتها في جميع المؤتمرات الدولية والعربية لكشف حقيقة ما يحصل وطبيعة المؤامرة التي تواجهها سورية، وتبيان ذلك لنقابات أطباء الأسنان في مختلف دول العالم.

حضر افتتاح المؤتمر د. عبد القادر الحسن نقيب الأطباء في سورية ود. محمود الحسن نقيب صيادلة سورية ود. سالم ركاب عميد كلية طب الأسنان في جامعة دمشق ود. راما عزيز نقيب المهندسين الزراعيين.