الصفحة الاولىصحيفة البعث

منظمات أمريكية تدعو للتظاهر.. وكارتر يحذّر ترامب: أي مواجهة عسكرية تهدّد البشرية

دعت عدة منظمات وتجمعات مدنية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بينها “التحالف ضد القواعد العسكرية للولايات المتحدة” و”الائتلاف الوطني المناهض للحرب” و”مركز العمل الدولي”، إلى التظاهر في نيويورك الأحد القادم تنديداً بتهديدات الرئيس دونالد ترامب بشن عدوان على سورية، فيما حذّر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر إدارة ترامب من تداعيات أي عمل عسكري ضد سورية وروسيا أو كوريا الديمقراطية، ومن مغبة خروج الوضع عن السيطرة بما يهدد البشرية جمعاء، وقال: “أتمنى على الإدارة الأمريكية عدم المبالغة في إجراءاتها أو زيادة تحدياتها لروسيا وسورية وبيونغ يانغ وأن تبقى بلادنا آمنة”.

ورأى كارتر أن أي “مواجهة عسكرية لو كانت صغيرة تعدّ بمثابة إجراء خطير يمكن أن يخرج في نهاية الأمر عن نطاق السيطرة”، معرباً عن أمله أن يدرك ترامب كما أدرك الرؤساء الآخرون أن أي تبادل للضربات النووية ممكن أن يؤدي إلى كارثة للبشرية جمعاء، ولفت إلى أن إدارة ترامب وقراراته تتعرّض للانتقاد من جهات مختلفة وأن الكثير من الناس باتوا يدركون أنهم أخطؤوا في اختيارهم لترامب رئيساً للبلاد.

وكان ترامب عمد إلى إطلاق التهديدات باحتمال شن عدوان على سورية باستخدام “صواريخ حديثة وذكية”، فيما ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن “الصواريخ الذكية الأمريكية يجب أن تتوجّه نحو الإرهابيين وليس ضد الحكومة الشرعية التي تحارب الإرهاب الدولي لعدة سنوات على أراضيها”، وأعربت العديد من الدول، بينها روسيا وايران والصين والسويد، عن معارضتها شن أي عدوان على سورية، مؤكدة أن هذا الأمر سيشكل انتهاكاً للقانون الدولي.

وفي برلين، انتقد رئيس الحزب الديمقراطي الحر الألماني كريستيان ليندنر تهديدات ترامب غير المسؤولة وغير المنطقية، مشيراً إلى أنها يمكن “أن تكون نوعاً من تكتيك المساومة لممارسة الضغط على الأعضاء الآخرين وبشكل خاص الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي”، وأكد أنه يجب أن يكون حل الأزمة في سورية عبر الطرق الدبلوماسية وليس العسكرية.

وفي هافانا، عبّرت منظمة الجاليات العربية في كوبا فيآراب كوبا عن قلقها الشديد من التهديدات الأمريكية بشن عدوان على سورية، مستنكرة بشدة الذرائع التي تستخدمها واشنطن لتنفيذ تلك التهديدات العدائية، وقالت في بيان: تتكرّر الأكاذيب مرة أخرى لتهيئة الظروف الملائمة أمام الرأي العام الدولي من أجل تبرير التدخل المباشر للقوات العسكرية الأمريكية في الأراضي السورية بعد أيام قليلة من الانتصار الذي تمّ تحقيقه ضد الإرهابيين فيها، مشيرة إلى أن الجيش العربي السوري سيدافع عن كل شبر من أراضيه، كما فعل حتى الآن، وسيذوق المعتدي على سورية طعم الهزيمة، وعبّرت عن تضامنها الكامل مع سورية حكومة وشعباً، محذّرة من أن سورية ليست العراق.

وفي البرازيل، عبر اتحاد المؤسسات العربية البرازيلية فيآراب سان باولو عن فخره واعتزازه بالانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهاب الدولي في سورية وخصوصا في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يعبر ببلاغة كبيرة عن تلاحم ثلاثية الوطن والجيش والشعب، وأعرب عن دعمه المطلق لجميع الإجراءات التي تتخذها سورية وقيادتها لدحض الأكاذيب التي تقوم بها القوى الدولية المعروفة بفبركة المزاعم حول استخدام السلاح الكيميائي في البلدان الأخرى، ومنها العراق وليبيا حيث يحاولون يائسين خلق حالة مماثلة في سورية.

وفي بيروت، أدان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي التهديدات الأميركية، وأكد أن هذه التهديدات تقوم على مزاعم وادعاءات ساقطة، موضحاً أن “أي عدوان على شعبنا في سورية سيعقّد الأوضاع وسيؤدي إلى مزيد من الدمار في المنطقة”.

إلى ذلك، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الدول الكبرى والمجتمع الدولي إلى العمل على حل الأزمة في سورية وإحلال السلام فيها عبر الطرق السياسية والسلمية بدل التهديد وقرع طبول الحرب، وقال، في نداء وجهه إلى الأسرة الدولية، “فيما تقرع دول كبرى طبول حرب جديدة على سورية نعرب عن أسفنا لغياب لغة السلام عن أفواه المسؤولين في عالمنا اليوم.. وأشد ما يؤسفنا هو خلو قلوبهم من أدنى المشاعر الإنسانية تجاه الملايين من السوريين الأبرياء الذين أرغموا على الهرب من أرضهم تحت وطأة نيران الحرب وجرائمها ودمارها وإرهابها وعنفها”، وأضاف: “إننا نسأل اليوم هل تحمّلت هذه الدول التي تقرع طبول الحرب ولو جزءاً بسيطاً من تبعات المعاناة التي يتحملها السوريون”، مناشداً الدول الكبرى والأسرة الدولية “العمل على إنهاء الحرب وإحلال سلام عادل وشامل ودائم بالطرق السياسية والدبلوماسية في المنطقة لأن من حق شعوب دول الشرق الأوسط أن تعيش بسلام وطمأنينة”، وشدد على أن إعلان الحرب يمثّل غاية الضعف، أما بناء السلام فهو قمة القوة.