الصفحة الاولىصحيفة البعث

مجلس الأمن في جلسة طارئة لبحث العدوان الثلاثي الجعفري: انتقام لهزيمة أذرعهم الإرهابية في الغوطة

 

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة أمس لبحث العدوان الثلاثي الأميركي البريطاني الفرنسي على سورية وذلك بطلب من روسيا.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري خلال الجلسة أن سفراء أميركا وبريطانيا وفرنسا ادعوا أنهم قصفوا مراكز إنتاج مواد كيميائية في سورية فلماذا لم يتشاركوا في ادعاءاتهم مع خبراء منظمة الأسلحة الكيميائية التي وصلت بعثتها إلى سورية. وقال: إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قررت التدخل بشكل مباشر انتقاماً لهزيمة أذرعهم الإرهابية الوكيلة في الغوطة مؤكداً أن سورية مارست حقها الشرعي بالدفاع عن النفس وصد العدوان الآثم، وتابع: أيها المعتدون الثلاثة أنتم مدعون ومنافقون وكاذبون وتمتهنون إفشال أي عمل أممي لا يخدم مصالحكم.
وفيما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن العدوان يدعم التنظيمات الإرهابية ويؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في سورية، واصفاً تصرفات دول العدوان بـالبلطجة في العلاقات الدولية. أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه عمل من أعمال العدوان ضد دولة ذات سيادة في طليعة مكافحة الإرهاب. في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى التحلي بضبط النفس وتجنب كل الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الوضع وتزيد من معاناة الشعب السوري.
وفي التفاصيل، قال الجعفري إنه تم تأخير وصول بعثة محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوماً كاملاً لتنفيذ العدوان.
وأضاف لن نسمح لأي تدخل خارجي أن يرسم مستقبل سورية، مشدداً على أن سورية وحلفاؤها وأصدقاؤها وهم كثر يتكفلون بالرد على العدوان الغاشم الذي وقع صباح اليوم على بلادي سورية.
ولفت الجعفري إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قررت التدخل بشكل مباشر انتقاماً لهزيمة أذرعهم الإرهابية الوكيلة في الغوطة مؤكدا أن سورية مارست حقها الشرعي بالدفاع عن النفس وصد العدوان الآثم حيث تصدت منظومات الدفاع الجوي السورية لصواريخ العدوان الثلاثي، وقال: إن الدول الغربية مهدت لعدوانها الغاشم بإصدار تصريحات عدوانية من كبار مسؤوليها تقول فيها ضمناً إن ذريعتها الوحيدة لمنع تقدم الجيش العربي السوري في مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة هي مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية.
وأضاف إن المجموعات الإرهابية عملت في سباق مع الزمن على فبركة مسرحية استخدام المواد الكيميائية في دوما واستجلبت شهود الزور وتلاعبت بمسرح الجريمة المزعوم.
وعن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قال الجعفري إن العدوان تزامن مع وصول البعثة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سورية للتحقيق في الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما ما شكل رسالة للعالم بأسره أنهم لا يقيمون وزناً لولاية مجلس الأمن ولا يريدون تحقيقا شفافا وإنما يسعون لإعاقة عمل البعثة والضغط عليها للتغطية على أكاذيبهم وفبركاتهم والحيلولة دون فضحها، منوهاً إلى أن سعي واشنطن ولندن وباريس لإفشال عمل الفرق الأممية ولجان التحقيق الدولية هو منهج تاريخي مستمر رغم أن هؤلاء الثلاث يتشدقون بدعمهم لمثل هذه الفرق.
وقال الجعفري: أيها المعتدون الثلاثة أنتم مدعون ومنافقون وكاذبون وتمتهنون إفشال أي عمل أممي لا يخدم مصالحكم وتواظبون منذ أن قامت هذه المنظمة الأممية على استغلال عمل أي فريق دولي أو عرقلة مهمته، مضيفاً لقد استنفدتم أجندات هذا المجلس على مدى عقود من الزمن لحرفه عن دوره في صون السلم والأمن الدوليين وتوظيفه لخدمة استمرار سياساتكم العدوانية الاستعمارية التدخلية.
وأكد الجعفري أن سورية تدين بأشد العبارات هذا العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي ضدها والذي يدل على استهتار دول العدوان بالشرعية الدولية التي طالما تشدقت بالحديث عنها مراراً وتكراراً كذباً وبهتاناً، وتطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة حازمة لهذا العدوان الذي لن يؤدي إلا إلى تأجيج التوترات في المنطقة والعالم ويشكل تهديدا للسلم والأمن الدولي برمته، وقال: إن سورية تعرب عن الاشمئزاز من الموقف المخزي لحكام مشيخة قطر بدعم عدوان الثالوث الغربي الاستعماري على سورية والسماح بإطلاق حمم العدوان من قاعدة العيديد الأمريكية في قطر.

نيبينزيا: بلطجة في العلاقات الدولية
بدوره قال نيبينزيا خلال الجلسة: طلبنا عقد هذه الجلسة لمناقشة العمل العدواني لأمريكا وحلفائها على سورية الدولة ذات السيادة، لافتاً إلى أن واشنطن وحلفاءها استهدفوا المنشآت والبنى التحتية في سورية دون ولاية من مجلس الأمن متخطين جميع القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
ولفت مندوب روسيا الدائم إلى أن الولايات المتحدة شنت العام الماضي عدواناً على مطار الشعيرات في ريف حمص بمزاعم استخدام المواد الكيميائية دون وجود أي أدلة كما هو الحال اليوم في الاعتداء الجديد حيث لم يعثر العسكريون الروس الذي زاروا دوما على أي دليل لاستخدام الكيميائي ولم يستطع أحد إثبات ذلك، وأشار إلى أن دول العدوان على سورية لم تنتظر نتائج تحقيقات بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في دوما وشنت عدواناً على سورية، مؤكداً إدانة روسيا لهذا العدوان واستمرار موسكو بمساعد سورية في مكافحة الإرهاب، وشدد على أن هذا العدوان يضر بالشعب السوري كما يدعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة وقال: إن تصعيد الأوضاع الحالية ضد سورية تؤثر على سائر منظومة العلاقات الدولية، واصفاً تصرفات دول العدوان بـ “البلطجة في العلاقات الدولية”.
وأضاف نيبينزيا إن روسيا تطالب الولايات المتحدة وحلفاءها بالتخلي عن هذه الخطوات وعدم زعزعة الأوضاع في الشرق الأوسط، وتابع: واشنطن ولندن وباريس قرروا العمل دون الاحتكام للعقل السليم والولايات المتحدة ما زالت تستعرض انتهاكها الصارخ للقوانين الدولية وعلى أعضاء مجلس الأمن أن تصر على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة فمن المخجل أن نسمع أنه لتبرير هذا العدوان تم استخدام الدستور الأمريكي ولكن يجب على واشنطن أن تتعلم أن استخدام القوة يجب أن يأتي فقط وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
ودعا المندوب الروسي الشعبين البريطاني والفرنسي إلى الصحوة لأن حكومتيهما تتبعان الولايات المتحدة في أعمالها غير المحسوبة وقال: إن الاستخدام غير الصحيح لميثاق الأمم المتحدة هو لتحقيق مصالحكم الشخصية والخاصة بحيث لا تقومون بالمناقشة والتنسيق معنا، وقال: إن أعمالكم العدوانية تساعد في تعقيد الأوضاع الإنسانية في سورية فكان بإمكانكم خلال 24 ساعة أن توقفوا الحرب في سورية وذلك من خلال إعطاء أمر من قبل الولايات المتحدة إلى الإرهابيين الذين يعملون دمى تحت أيديها لوقف هذه الحرب، وأوضح المندوب الروسي أن الدول المعتدية التي تدعي حماية حقوق الإنسان تقوم بدعم الإرهابيين في سورية وقال مخاطباً إياها إن عدوانكم ضربة كبيرة للعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة فأنتم تعيقون تقدم هذه العملية للأمام، داعياً واشنطن وحلفاءها إلى عدم تكرار أي عدوان ضد سورية مستقبلاً.

المندوب الصيني: إجراء تحقيق مستقل
من جانبه أكد المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة أنه من الضروري إجراء تحقيق مستقل في مزاعم استخدام المواد الكيميائية ولا يمكن لأي طرف أن يستبق نتائج التحقيق، وقال: إن الصين مستعدة لمواصلة دورها البناء والايجابي في حل الأزمة في سورية عبر الحوار.
وقال مندوب بوليفيا الدائم لدى الأمم المتحدة إن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا القوة في سورية انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وهو إجراء أحادي يتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة وغير مقبول ونرفضه ويخدم مصالح من قام به.

بوتين: انتهاك لميثاق الأمم المتحدة
وفي سياق متصل أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عدوان الولايات المتحدة وحلفائها على المنشآت العسكرية والمدنية في سورية يعتبر انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي دون تفويض من مجلس الأمن، وقال: إن قيام الولايات المتحدة بدعم من حلفائها بقصف منشآت القوات المسلحة والبنية التحتية لسورية بالصواريخ دون تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعتبر انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة وقواعد ومبادئ القانون الدولي وهو عمل من أعمال العدوان ضد دولة ذات سيادة في طليعة مكافحة الإرهاب، وأوضح أن تصرفات الولايات المتحدة تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في سورية وزيادة معاناة السكان المدنيين.

الخارجية الروسية: يعرقل عمل فريق تقصي الحقائق
بدورها أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شنت عدواناً على سورية بهدف إعطاء الفرصة للإرهابيين لإعادة تجميع أنفسهم وإطالة أمد الأزمة في سورية. وجاء في بيان للخارجية الروسية أن العدوان جرى في وقت يواصل فيه الجيش العربي السوري عملياته الناجحة ضد تنظيمي ضد داعش وجبهة النصرة والجماعات الإرهابية الأخرى وقد اتضح لنا الآن أن الولايات المتحدة وحلفاءها أرادوا منح الإرهابيين الفرصة لالتقاط أنفاسهم واستعادة صفوفهم وإطالة أمد نزيف حمام الدم على الأراضي السورية وبالتالي تعقيد التسوية السياسية، وأضاف البيان يبدو واضحاً أن أولئك الذين يتسترون في الغرب بالخطاب الإنساني ويحاولون تبرير وجودهم العسكري في سورية بضرورة القضاء على الإرهابيين هم في الواقع يتعاونون معهم في محاولة لتقسيم البلاد وما يؤكد هذا هو الرفض القاطع للولايات المتحدة وحلفائها في المساعدة بإعادة إعمار المناطق السورية التي حررها الجيش السوري.
وتابعت وزارة الخارجية إننا ندين بشدة العدوان العسكري على سورية ونعتبره انتهاكاً صارخاً للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وتطاولاً غير مبرر على سيادة بلد عضو يتمتع بكامل الحقوق في الأمم المتحدة ويخوض على مدار سنوات طويلة مكافحة لا هوادة فيها ضد الإرهاب على أراضيه.

لافروف: استند على ما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب لم يستطع تقديم أي أدلة على استخدام السلاح الكيميائي فى دوما واستند في ادعاءاته إلى ما ورد في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي فقط.
وقال لافروف خلال اجتماع مجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسي إن البريطانيين والفرنسيين ادعوا بأن لديهم أدلة دامغة على استخدام السلاح الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية وأن الحكومة السورية هي من استخدمته وهذه تصريحات مماثلة لما كنا سمعناه قبل عام أو أكثر بقليل حين قام ما يسمى أصحاب “الخوذ البيض” بنشر تقارير حول استخدام غاز السارين في خان شيخون بريف إدلب، وأضاف إنهم يحاولون الآن تبرير الضربات التي قاموا بها لكن عدا ما ورد في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لا يستطيعون إبراز أي شيء وهذا أمر مضحك بالنسبة للخبراء.
واستهجن لافروف تصريحات البنتاغون الذي حاول تبرير الضربات الصاروخية على سورية لأنها رفضت استقبال الخبراء للتحقيق بمزاعم استخدام المواد الكيميائية مؤكداً أن هذه الكلام غير صحيح والضربات الصاروخية تم تنفيذها عشية بدء عمل خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتحركهم إلى مكان الحادث المزعوم لافتاً إلى أن الحكومة السورية قامت بمنح التأشيرات اللازمة للخبراء وأعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يعرفون ذلك.
من جهته أكد الممثل الدائم لروسيا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الكسندر لوكاشيفيتش أن العدوان الثلاثي على سورية انتهاك صارخ للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

زاخاروفا لـ قوى العدوان: لا بد أنكم غير أسوياء
من جهتها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي على سورية يشكل خرقاً وقحاً لقواعد القانون الدولي وبني على مزاعم وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وليس على الحقائق، وقالت: إن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا همشوا بضربتهم على سورية قواعد وأسس مجلس الأمن وقد رأينا أمام أعيننا كيف يتم القضاء على القانون الدولي وعلى أي احترام للمؤسسات الدولية وهذا يثير تساؤلات حول العلاقات بين الدول في المجتمع المتحضر، وأضافت: ما نشهده اليوم هو مثال ساطع على كيفية اتخاذ قرارات أمام أنظارنا تهدد حياة وأمن الأشخاص المسالمين على أساس الأكاذيب المحضة.
وكانت زاخاروفا أكدت في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في وقت سابق أمس أن العدوان الثلاثي استهدف دولة ذات سيادة تحاول منذ أعوام العودة للحياة بعد العدوان الإرهابي عليها، وقالت: لا بد أنكم غير أسوياء كي تهاجموا العاصمة السورية في اللحظة التي كانت أمام فرصة للتسوية السياسية وتحقيق مستقبل آمن محملة وسائل الإعلام الغربية مسؤولية العدوان على سورية لأنه جرى استنادا إلى بيانات تلك الوسائل.
من جانبه حذر سفير روسيا في الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف من أن العدوان على سورية لن يمر دون عواقب محملاً واشنطن ولندن وباريس المسؤولية.
بدوره أكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أن العدوان يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وهجوماً غير مبرر على دولة ذات سيادة ومحاولة لإحباط عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.