مؤتمر سوتشي للأمن: التعاون في محاربة الإرهاب
تصدر ملف مكافحة الإرهاب أعمال مؤتمر سوتشي للأمن حيث شددت روسيا على أهمية التعاون والتنسيق في محاربة الإرهاب والتصدي للأسلحة البيولوجية واستخدامها المحتمل من قبل الإرهابيين فيما أكدت إيران أن ظاهرة الإرهاب تشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين. في وقت شدد المبعوث الصيني الخاص إلى سورية على ضرورة مواصلة الحرب على الإرهاب بالتوازي مع تعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية.
فقد أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أهمية التعاون والتنسيق في محاربة الإرهاب والتصدي للأسلحة البيولوجية واستخدامها المحتمل من قبل الإرهابيين، وقال باتروشيف لـ الصحفيين في ختام مؤتمر سوتشي للأمن أمس إن المشاركين في المؤتمر شددوا على أهمية التعاون والتنسيق في محاربة الإرهاب وأولوا أهمية خاصة لتقنيات التصدي للأسلحة البيولوجية واستخدامها المحتمل من قبل الإرهابيين، وأضاف إن المشاركين أعربوا كذلك عن رفضهم الإجراءات الأحادية واستخدام القوة التفافاً على القانون الدولي أثناء حل النزاعات. وأردف باتروشيف إن بعض المشاركين في المؤتمر أكدوا للجانب الروسي أنهم تعرضوا لضغوطات للحيلولة دون مشاركتهم في المؤتمر لكنهم حضروا رغم ذلك فيما اعتذر البعض الآخر لهذا السبب لكنهم أكدوا استعدادهم للتعاون والعمل المشترك، وتابع: لقد تمت بالفعل ممارسة ضغوط على الأطراف المشاركة غير أن من يقف وراءها لم يحصلوا على النتيجة التي أرادوها بل إنهم عزلوا بذلك أنفسهم عن التنسيق وتبادل المعلومات.
وبدأ الاجتماع الدولي التاسع للأمن الوطني أعماله أول أمس في سوتشي بمشاركة أكثر من 100 دولة على مستوى أمناء مجالس أمن ومساعدي مستشاري الرؤساء ووزراء شؤون الأمن القومي ورؤساء هيئات أمنية خاصة.
من جهة ثانية أظهر استطلاع للرأي أن ثلثي المواطنين الروس يؤيدون دعم روسيا لسورية في حال تعرضت لعدوان عسكري أمريكي. وذكرت وكالة نوفوستي أن الاستطلاع الذي نظمه مركز فتسيوم الروسي للبحوث الاجتماعية أوضح أن نحو ثلثي المواطنين الروس 66 بالمئة اعتبروا أنه إذا بدأت الولايات المتحدة أي عمل عسكري ضد سورية فسيتعين على روسيا أن تقدم الدعم العسكري لها، ولفت الاستطلاع إلى أن الوضع في سورية يحظى باهتمام 88 بالمئة من الروس ولا سيما بعد الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي في دوما.
بدوره قال ستيبان لفوف رئيس قسم الدراسات في المركز إن أغلبية الروس يهتمون بالوضع في سورية لاعتقادهم بأنها تستخدم كمسرح للضغط غير المباشر على روسيا.
من جانبه أكد المبعوث الصيني الخاص إلى سورية شيه شياو يان ضرورة مواصلة الحرب على الإرهاب في سورية بالتوازي مع تعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية في البلاد. وقال في مؤتمر صحفي بمقر البعثة الصينية إلى الاتحاد الأوروبي في بروكسل: إن إجراءات مكافحة الإرهاب في سورية يجب أن تتواصل بالتوازي مع وقف الأعمال القتالية، وأضاف يتعين على المجتمع الدولي أن يستمر في تطبيق معيار واحد وموحد عند ضرب جميع التنظيمات الإرهابية التي تصنفها الأمم المتحدة على هذا النحو.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجدداً أن الأزمة في سورية يمكن حلها سياسياً فقط وفي إطار عملية سياسية حقيقية شاملة من قبل الشعب السوري مع احترام كامل السيادة الوطنية ووحدة أراضي واستقلال سورية.
وجدد ظريف في كلمة له خلال مؤتمر حول سورية عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل إدانة إيران للعدوان الثلاثي اللا قانوني على سورية الذي أقدمت عليه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مشيراً في هذا الصدد إلى الادعاءات الأخيرة المطروحة ضد سورية بخصوص الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي وتأثير الإجراءات التدخلية الأحادية الجانب من قبل بعض الدول في سورية موضحاً أن التدخلات الخارجية تعوق التوصل إلى حل للأزمة وتجعل الأوضاع أكثر سوءاً من ذي قبل، وأشار إلى أن الأولوية الرئيسية هي وقف الأعمال القتالية مؤكداً استعداد إيران للتعاون من أجل إعادة إعمار سورية.
من جانبه أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن ظاهرة الإرهاب تشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين، وقال: إن الإرهاب التكفيري فقد حدوده الجغرافية في سورية والعراق لهذا تحاول أمريكا وحلفاؤها بالمنطقة خلق الذرائع وبث الأكاذيب كاستخدام السلاح الكيميائي في دوما لاستمرار وجودها وعملياتها العسكرية في سورية ولحماية التيارات الإرهابية والتكفيرية.
وأشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى الإجراءات المعتمدة من قبل الدول الداعمة للإرهاب التكفيري والمتمثلة بنقل فلول الجماعات الإرهابية الخطيرة إلى أفغانستان، مضيفاً أنه في حال استمرار هذا الأمر واستقرار الجماعات الإرهابية في أفغانستان فإن حدود إيران والصين وروسيا المجاورة لأفغانستان ستتعرض لتهديدات كبيرة.