الصفحة الاولىصحيفة البعث

160 ألف معتقل منذ محاولة الانقلاب 6 مرشحين في انتخابات الرئاسة التركية

لا يفسر قيام رجب طيب أردوغان بالإعلان عن عزمه إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة قبل سنة ونصف السنة من موعدها إلا باستمراره في سياساته العثمانية الرامية إلى إحكام قبضته وتضييق الخناق حول أعناق المواطنين الأتراك، تلك السياسات التي اتبعها منذ محاولة الانقلاب عام 2016 واتخذها ذريعة لملاحقة كل من يعارضه وزجّه في السجن.
وبناء على قرار أردوغان، تقدم المرشحون بطلباتهم لتعلن اللجنة العليا للانتخابات التركية، أمس، القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 24 حزيران المقبل. ووردت في القائمة أسماء كل من دوغو برينجيك رئيس حزب الوطن، ومرال أقشنر رئيسة حزب إيي، ومحرم إينجه مرشح حزب الشعب الجمهوري، ورجب طيب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية والرئيس الحالي للنظام التركي، وصلاح الدين دمرداش الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، وتمل قره ملا أوغلو رئيس حزب السعادة.
وفي حين يبدو أن أردوغان سيواصل سياساته القمعية في حال فوزه بالانتخابات بزعم أنه الرئيس الشرعي المنتخب، تعهّد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو بأن يحل حزبه مشاكل الشرق الأوسط في أربعة أشهر إذا فاز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة. وقال أوغلو: “سنستيقظ في تركيا جميلة يوم الخامس والعشرين من حزيران وسنحل مشاكل الشرق الأوسط في غضون أربعة أشهر على الأكثر”.
وأضاف: “إن علاقات تركيا ستكون جيدة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والعالم الإسلامي”، وتابع: “تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة ولا تظنوا أننا أمل الشارع التركي فقط، وإنما نحن أمل كل العالم الذي يريد الديمقراطية في تركيا”. كما تعهد المعارض التركي برفع حالة الطوارئ التي فرضتها الحكومة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة أواسط 2016.
ويواجه أردوغان انتقادات بسبب استخدامه محاولة الانقلاب ذريعة لقمع كل من يعارضه والتي حوّلت تركيا إلى زنزانة كبيرة، مدعياً أن هذه الإجراءات ضرورية لمواجهة تهديدات الأمن القومي.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن نظام أردوغان شنّ حملة اعتقالات جماعية في آذار يمكث إثرها 160 ألف شخص في السجون منذ فرض حالة الطوارئ بعد محاولة الانقلاب عام 2016، ومارس الفصل التعسفي وانتهك حرية الصحافة متبعاً سياسة كمّ الأفواه.
إذاً، يبدو المشهد التركي حافلاً في الفترة المقبلة حاملاً مؤشرات تحول تاريخي مقابل تراجع فرص أردوغان ولا سيما بعد إعلان أحزاب المعارضة عن توحدها في مواجهته، إلا في حال اتّبع أردوغان -الذي لا يستبعد عنه شيء- التزوير للفوز بالانتخابات!.