الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“يا نايم وحِّد الدايم” لازمة رمضان التراثية

رغم التطور التكنولوجي التي وصلنا إليه إلا أن شهر رمضان يفرض بعضاً من طقوسه التقليدية ليكون متميزاً على عادته، وأحد هذه الطقوس شخصية “المسحراتي” أو المتعارف عليه بالعامية “أبو طبلة” الذي يجوب الحارات والأزقة خلال هذا الشهر لإيقاظ الصائمين على وجبة السحور، فيمر بأبواب المنازل مستخدماً “طبلة خاصة” يضرب عليها فتصدر نغمات متناسقة مردداً عبارات رمضان التقليدية والتي تشكل حتى اليوم جزءاً لا يتجزأ من شخصية المسحراتي مع أناشيد وكلمات خاصة مثل “اصحى يا نايم وحد الدايم، السعي للصوم خير من النوم، ليالي سمحة نجومها سبحة، اصحى يا نايم، يانايم اصحى وحد الرزاق، رمضان كريم، يا نايم وحد الدايم، يا نايم وحد الله، ياناس قوموا على سحوركم اجا رمضان يزوركم”.

يبدأ المسحراتي جولته قبل موعد الإمساك ليوقظ الناس من أجل تحضير وجبة السحور، وكانت له ثلاث جولات: الأولى يومية تشمل كل الحي لإيقاظ الناس وقت السحر، الثانية: يومية تشمل بعض الأحياء بالتناوب لجمع الطعام والمساعدات، ويصطحب معه في هذه الجولة مساعداً يحمل سلة وبعض الأطباق لوضع ما تجود به العائلات من أطعمة، وأحياناً يضطر لوضعها مع بعضها في طبق واحد لذلك يتردد على ألسنة الناس المثل الشعبي الذي يقول “متل أكلات المسحر” لمن يضع في طبقه عدة أنواع من الطعام دفعة واحدة، وأصبح الناس اليوم يجودون بالمال بدل الطعام، أما الجولة الثالثة للمسحر فتكون في أيام العيد لجمع “العيديات” من الناس وترافقه في هذه الجولات طبلته التي هي بمثابة هويته الخاصة.

علا أحمد