بعد نقل السفارة.. “صفقة القرن” إلى العلن الشهر المقبل
كشف مسؤولون أمريكيون أن البيت الأبيض سيطرح إلى العلن خطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر المسماة “صفقة القرن” الشهر المقبل، وهي المؤامرة التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية بمباركة وتواطؤ من أنظمة الخليج. ويأتي هذا الكشف بعد أيام قليلة على تنفيذ الولايات المتحدة قرارها المشؤوم بنقل سفارتها لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس المحتلة، في تجاهل للقانون الدولي والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتزامناً مع الذكرى السبعين للنكبة.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن عدد من المسؤولين الأمريكيين قولهم: “إن الكشف عن الصفقة سيجري منتصف، أو أواخر شهر حزيران القادم بعد نهاية شهر رمضان”، لافتين إلى إمكانية تأخر هذا الموعد في حال حدوث تطورات في المنطقة.
وتشير المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام إلى أن ما تسمى “صفقة القرن” التي بدئ الترويج لها مع وصول محمد بن سلمان إلى منصب ولي عهد النظام السعودي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي من خلال حصر الفلسطينيين بأجزاء محدودة ومنزوعة السيادة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، وجعل القدس المحتلة خارج أية تسوية، إضافة إلى إنهاء حق العودة مقابل آلية تعويض من قبل المجتمع الدولي.
ووفقاً للمسؤولين الامريكيين فإن مهندسي الصفقة ومن بينهم كوشنر ومبعوث البيت الأبيض الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، شرعوا باطلاع حلفاء واشنطن على تفاصيل الخطة، في إشارة إلى أنظمة الخليج المتواطئة مع الولايات المتحدة، وعلى رأسهم نظام بني سعود الوهابي.
وذكرت تقارير إعلامية أن تعليمات كانت صدرت لصهر ترامب وغرينبلات بأن يجملا الخطة لإطلاقها يوم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، لكن عقبات حالت دون ذلك، مشيرة إلى أن ترامب ناقش الخطة التي أشرف عليها رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وليي عهد نظامي بني سعود محمد بن سلمان والإمارات محمد بن زايد، إضافة إلى أمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وتتوالى حلقات التطبيع بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وأنظمة الخليج، حيث أكد نتنياهو قبل يومين وجود تطورات إيجابية في العلاقات مع هذه الأنظمة في دليل على المضي بخطوات التطبيع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي السياق، طالبت الأمينة العامة لـــ “حزب العمال الجزائري” لويزة حنون حكومة بلادها بتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية، بعد القرارات التي اتخذتها الأخيرة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
ووصفت حنون قرارات الجامعة العربية في هذا الإطار بأنها “مناقضة لقناعات ومواقف الجزائر”، داعية إلى تقليص علاقات الجزائر مع الدول “التي تتاجر بالقضية الفلسطينية”.
كلام حنون يأتي على خلفية ما جرى مؤخراً في قطاع غزة، حيث سقط المئات بين شهيد وجريح جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين في القطاع ضمن مسيرات العودة في ذكرى النكبة، واحتجاجاً على نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ميدانياً، اقتحم 284 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وقال مراسل “وفا” في القدس: إن مجموعات من المستوطنين تجمعوا في سوق القطّانين، المُفضي إلى المسجد الأقصى، وأدوا طقوساً تلمودية استفزازية بالقرب من باب الأقصى، وسط إغلاق قسري للمحال التجارية في المنطقة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من مدينة طوباس، وقال مدير نادي الأسير في طوباس محمود صوافطة: إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب توفيق الخراز أثناء مروره على حاجز مفاجئ، جنوب وادي الفارعة، فيما أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن 62 أسيرة موزعات بين معتقلي “الدامون” و”هشارون”، يعشن أوضاعاً صعبة للغاية، في ظل استمرار الإجراءات الاستفزازية والممارسات التعسفية التي تتخذها إدارة السجون بحقهن، خاصة مع بداية شهر رمضان المبارك.
وأوضحت الهيئة أن الأسيرات في معتقل “هشارون”، نقلن تذمرهن لمحامية الهيئة هبة إغبارية عقب زيارتها لهن، مبينات أن إدارة المعتقل قررت في الفترة الأخيرة تقليص الوجبات الرئيسية المقدمة لهن، بذريعة أن هناك نظاماً جديداً يتم تطبيقه في كل السجون، وأضافت الأسيرات: إن غالبية الطعام المقدم لهن هو في الواقع تالف وغير صالح للاستهلاك البشري.
وأفادت الهيئة بأن الأسيرات في معتقل “الدامون” يتعرضن لمعاملة قاسية أثناء نقلهن بما يسمى عربة “البوسطة” من السجن إلى المحاكم الإسرائيلية، حيث الإذلال والإهانة على يد قوات القمع، إضافة إلى الانتظار لساعات طويلة وهنّ مقيدات على كراس حديدية باردة، ولا يُسمح لهن خلالها بشرب الماء أو قضاء الحاجة.
وكالات