ثقافةصحيفة البعث

ملتقى إلكتروني للطفولة في عُمان

يعمل الكاتب السوري مهند العاقوص المتخصص في الكتابة للطفل كمعدّ برامج في إذاعة وتلفزيون عُمان حالياً، وكمدير تنظيمي لورش وملتقيات للطفولة في مؤسسة مملكة الطفل، بالإضافة إلى نشاطات متنوعة في مجال ثقافة الطفل داخل وخارج عُمان، ومن خلال تواصلنا معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أخبرنا عن هذا الملتقى قائلاً: “حيثما نذهب تبقى دمشق معنا، ولأننا من دمشق فنحن زرّاع الياسمين أينما ارتحلنا وحللنا”.

عبور نحو الطفولة

وكمدير تنظيمي لورش وملتقيات “عبري” للطفولة في مؤسسة مملكة الطفل التي يرأسها د. هاشل الغافري وشيخة الغريبية يشير العاقوص بدايةً إلى أن ولاية “عبري” تابعة لمحافظة الظاهرة في سلطنة عمان، والتي كانت ذات يوم معبراً لقوافل التجارة، وهي اليوم تصبح ملتقى لأصدقاء الحكايات والدمى ونافذة عبور نحو عوالم الطفولة، فعلى مدى ثلاثة أيام استضافت منصة زووم مؤخراً فعاليات ومناشط ملتقى “عبري” الإلكتروني للطفولة، والذي جاء افتراضياً ومتماشياً مع ضرورات المرحلة، مستمراً في بناء العلاقة التفاعلية مع الجمهور، مؤسساً لملتقى انطلق بفكرة محلية ليكبر مثل الحلم ويصير عربياً. وبين العاقوص أن البداية كانت مع ورش صغيرة أطلقتها مؤسسة مملكة الطفل خدمة لشريحة الطفولة في المجتمع المحلي وإيماناً بدور المؤسسات التعليمية في بناء ثقافة الطفل بناء سليماً بالاعتماد على متخصصين قادرين على ابتكار الخطط وتنفيذها، لكن تلك الورش – برأي العاقوص – لم تكن بحجم الشغف، بل كان الحلم بمكان يقدم الفرح للأطفال في ولاية تفتقر لوجود منافذ ترفيهية لهم، وكان الحل بالدفع نحو تبني برامج تمزج بين التعلم والترفيه، لذلك تم تكثيف البرامج والورش مستهدفين مهارات بعينها كالكتابة والرسم والخط والتمثيل وغيرها من البرامج التفاعلية التي ساهمت في اكتشاف وتنمية مواهب العديد من الأطفال، وقد كانت البداية الأكثر اكتمالاً ونضجاً برأيه إطلاق ملتقى “عبري” للطفولة في صيف العام 2019، حيث تم تقديم برنامج متكامل، مع استقطاب ضيوف عرب وعمانيين، فكان الملتقى بحجم الأماني ليتفاعل معه المجتمع المحلي وكأنه عرس ثقافي صنع الفرح في عدة أيام زخرت بالفائدة والتشويق.

فنون الحكي والعرائس

لا ينكر مهند العاقوص أن الأحداث المؤسفة في النصف الأول من العام 2020 هددت رحلة قطار الملتقى نحو المعرفة، حيث أجبرتهم الظروف على إلغاء ملتقى بذور “عبري” للطفولة والذي خطط له ليكون أول ملتقى يقوده الأطفال، لكن وتماشياً مع الواقع والسعي لإيجاد حلول مبتكرة دائماً تم العمل كفريق للتخطيط لملتقى إلكتروني يعزز وجود المؤسسة في المجتمع بالاعتماد على خبراته المتراكمة في تنفيذ وإدارة البرامج المتعلقة بالطفولة، موضحاً أنه منذ البداية كان الهدف من الملتقى تقديم  فنون الحكي والعرائس لإدراك المؤسسة لأهميتها وقدرتها على جذب الأطفال والكبار على حد سواء، فكان الكرنفال العربي الذي تمت فيه استضافة حكّاءات وحكّائين وصانعات عرائس ومسرحيين من ثماني دول ضمن خطة حققت تمايزاً وتكاملاً في عروض تميز كل منها بنكهة خاصة، حيث استضاف الملتقى الكاتبة والحكواتية نيروز الطنبولي ومحاسن راضي من مصر والمغربية آمال المزوري وسحر شحادي من لبنان والفلسطينية د.فاديا الدعاس والعماني راشد الغافري الذي قدم ورشة في فن تقليد الأصوات وإيمان عمر من سورية والعماني أحمد الراشدي والشخصية الكويتية (جوكري) ومديحة بن الأزرق من تونس، كما تم تكريم عدد من المبدعين في مجال الطفولة، مع الحرص على التنويع في اختصاصات المكرمين، فوقع الاختيار على الكاتبة العمانية أمامة اللواتية، والمخرج المسرحي أسعد السيابي، والكاتبة في أدب الناشئة رقية البادية، والإعلامي ومعد البرامج يوسف الدغيشي، والحكواتية ومنشطة برامج القراءة بثينة الفورية، والكاتب والمخرج المسرحي محمد خلفان، ويبيّن العاقوص أن من ضمن الخطة الاستمرار في تكريم المبدعين والمتفوقين في مجال الطفولة لأنهم جنود مجهولون ورسل إنسانية، منوهاً بأنه تم أيضاً إطلاق مسابقة المواهب للأطفال وكانت المشاركات من دول عربية مختلفة، وفازت بعض المواهب من عُمان والإمارات والبحرين.

ويختتم العاقوص كلامه مؤكداً على أن التعامل مع التكنولوجيا كان تحدياً كبيراً، إلا أن التحديات هي التي تضيف للعمل نكهته الخاصة، وما كان للملتقى أن ينجح لولا تقسيم العمل وتوزيع المهمات، فتكامل العمل وظهر على شكل فريق يسعى نحو هدف واحد فحقق النجاح الذي يُعد الحفاظ عليه أكثر صعوبة من الوصول إليه، لذلك فإن التحدي كبير بعد أن صنع  لمملكة الطفل اسماً عربياً محترماً، وأصبح ملتقى “عبري” للطفولة ملتقى عربياً بامتياز، والتخطيط له أن يصبح ذات يوم ملتقى دولياً فيكون رافداً للحركة الثقافية في الوطن العربي.

أمينة عباس