صحيفة البعثمحليات

90 إضبــــارة فـــي عيـــادة مـــا قبـــل الـــزواج يوميـــاً.. واكتشــــاف إصابتــــي “إيــــدز”

 

طرطوس- رشا سليمان
يغفل العديد من المقبلين على الزواج أمر الفحوص ما قبل الزواج لتكوين أسرة صحية خالية من الأمراض وراثية المنشأ، وبالتالي الوصول إلى مجتمع صحيح، علماً أن لهذه الخطوة التي شدّدت عليها الجهات المعنية مؤخراً أهمية تتجاوز الإجراء الروتيني العادي. وهذا ما لفت د. رفيق محسن نقيب أطباء طرطوس النظر إليه من حيث أن الفحوصات تتعلق بالأمراض الوراثية “آفات الدم الانحلالية” مثل التلاسيميا والمنجلي، كما تقي المجتمع من الأمراض الإنتانية التي يمكن أن تنتقل من الشريك إلى شريكه مثل /التهابات الكبد، مرض الإيدز/، مضيفاً: إنه يتمّ استجواب الطرفين خلال الفحص ويتم فحصهم سريرياً، ثم يتم سحب الدم من الطرفين وتجرى فحوصات تعداد عام وصيغة- خضاب وهيماتوكريت- الزمرة الدموية- التهاب الكبد B وC- اختبار الإيدز- رحلان الخضاب.
ويقول محسن: إن المشروع الوطني للفحص الطبي قبل الزواج في طرطوس بدأ عام 2008 وواجه صعوبات في بداية العمل لعدم تفهم المواطن للإجراءات المتّبعة، ولكن مع السعي لنشر المعلومات حول الهدف من المشروع بدأت الناس تلتزم حتى بات أغلبهم يأتي لإجراء الفحوصات قبل أي التزام، وإذا كانت الفحوصات سليمة يتابعون الإجراءات الأخرى الخاصة، وأكد ضرورة هذه الفحوصات خاصة في بلد يقع على حوض المتوسط الذي تستوطن فيه هذه الأمراض، إضافة إلى وجود مثل هكذا برنامج في الدول التي تشرف على حوض المتوسط.
وتشكّل هذه الأمراض عبئاً ثقيلاً على المواطن وعلى الدولة في برامجها العلاجية، إذ إن المريض يعيش حتى الثلاثينات من عمره ثم يُتوفى، وإذا التزم أفراد المجتمع بتوجيهات المشروع سيمنع ذلك حدوث ولادات جديدة لحاملي هذه الأمراض، وبالتالي الاتجاه نحو مجتمع صحي.
وأكد نقيب الأطباء على أهمية الوعي المجتمعي لهذه المسألة وأن هذه الفحوصات لا تجري عبثاً، لأنه عندما يكون أحد الطرفين يحمل مورثة المنجلي أو التلاسيميا يتم نصحهم بعدم الزواج لأنه سيترتب على ذلك ولادات لأطفال مرضى وهنا الكارثة، مبيناً أنه يمكن لكلا الطرفين أن يتزوج لطرف آخر غير حامل لهذه المورثة، مضيفاً: إنه تمّ انفصال عدة حالات من منطلق أن بنية الأسرة هي الأهم ولأنهم سوف يعانون في المستقبل إذا كان لديهم طفل مريض سيفقدونه فيما بعد عدا عن الأمراض الإنتانية التي من الممكن انتقالها بين الطرفين.
وتمّ خلال العام الماضي اكتشاف حالة مرض إيدز وحالة مماثلة منذ عدة سنوات، وراجع العيادة خلال العام بين /5- 6/ آلاف مواطن بمعدل /90/ حالة كل يوم، وتكلفة الفحوص إذا أراد المواطن أن يجريها في مخبر خارجي ستكلف مادياً أربعة أضعاف ما يدفعه في النقابة وتبلغ التكلفة في النقابة /12/ ألف ليرة مع التقرير الطبي، ما يبيّن أن الهدف من المشروع ليس الربح المادي. وعن التأخير في صدور نتائج الفحوصات بين د. محسن أن جهاز الإليزا يحتاج إلى /90/ عينة لإجراء سلسلة فحوص ويمكن أن يؤخر ذلك النتائج إلى اليوم التالي أو يومين آخرين حسب العينات المتوفرة.
وأمل أن تُغطى هذه المسألة إعلامياً بشكل واسع لأهمية نشر الوعي والتأكيد على المواطن أن يتعاون خاصة وأن القانون لايمنعه من الزواج بسبب اللجوء في بعض الحالات إلى الزواج العرفي دون فحوص مخبرية -ووصف ذلك بالأمر الخطير- لوضع الجهات المعنية تحت الأمر الواقع.