الصفحة الاولىصحيفة البعث

مصرع 43 إرهابياً خلال التصدي لمجموعاتهم في ريف دير الزور

قضت وحدات من الجيش على 43 إرهابياً، ودمرت عتاداً ثقيلاً كان بحوزتهم، وذلك خلال تصديها لمجموعات تكفيرية، حاولت مهاجمة إحدى النقاط العسكرية في ريف دير الزور. في وقت عثرت الجهات المختصة خلال تمشيطها قرية الغنطو بريف حمص الشمالي على أسلحة متنوعة وقذائف صاروخية وهاون متنوعة وألغام من مخلفات الإرهابيين.
وفيما عادت أجواء رمضان إلى طبيعتها في بلدة يلدا بعد طرد الإرهابيين منها، يتوالى تكشف الحقائق عن الفكر الظلامي للتنظيمات التكفيرية التي حولت المدارس في حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك إلى معتقلات ومراكز لتجنيد الأطفال بغية تدمير الناشئة والأجيال القادمة في مخطط مدروس وممنهج يستهدف سورية حاضراً ومستقبلاً، إلا أنه وبعد تحرير تلك المناطق، وزوال الإرهاب منها إلى غير رجعة، تتحضر هذه المدارس للعودة إلى وظيفتها الأساسية في التنشئة السليمة للأجيال.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 4 من مستشاريها العسكريين خلال هجوم لمجموعات إرهابية على إحدى النقاط العسكرية للجيش العربي السوري في محافظة دير الزور. وذكرت الوزارة في بيان نشرته أمس على موقعها الالكتروني أن مجموعات إرهابية هاجمت نقطة عسكرية للجيش السوري في ريف دير الزور، وتسبب الهجوم بمقتل 4 مستشارين روس وجرح 3 آخرين كانوا موجودين في النقطة أثناء الهجوم.
ولفتت إلى أن الهجوم انتهى بمقتل 43 من الإرهابيين وتدمير 6 آليات مجهزة بأسلحة ثقيلة. وبيّنت الوزارة أنه قتل خلال الهجوم مستشاران روسيان، وأصيب 5 آخرون، تم نقلهم على الفور إلى المشفى العسكري، حيث فارق اثنان منهم الحياة متأثرين بجروحهما رغم جهود الطاقم الطبي لإنقاذهما.
وكانت وحدات الجيش والقوات الرديفة تصدت يوم الأربعاء الماضي لهجوم إرهابيين من داعش على عدد من النقاط العسكرية في بادية الميادين بريف دير الزور، وقضت على أكثر من 10 منهم، بعضهم من جنسيات أجنبية.
في الأثناء، واصلت الجهات المختصة بالتعاون مع الأهالي عملية تمشيط قرية الغنطو شمال مدينة حمص بنحو 10 كم، حيث عثرت على رشاشات وألغام وقذائف صاروخية وقواعد لراجمات صواريخ وقذائف هاون متنوعة من مخلفات الإرهابيين الذين تم إخراجهم إلى شمال سورية، وتعمل الجهات المختصة على تأمين جميع مدن وبلدات وقرى الريف الشمالي عبر إزالة العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون تمهيداً لعودة المدنيين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية بشكل آمن.
في غضون ذلك أكد مصدر عسكري أن الأشخاص الذين ظهروا في صور وفيديوهات أثناء إلقاء القبض عليهم لقيامهم بالسرقة في إحدى المناطق المحررة ليسوا جنوداً في الجيش العربي السوري وهم مطلوبون للأجهزة الأمنية.
وقال المصدر في تصريح لـ سانا: توضيحاً لما تم تداوله من صور وفيديوهات حول إلقاء القبض على عناصر يدعون أنهم من الجيش العربي السوري أثناء قيامهم بسرقة إحدى المناطق التي تم تحريرها مؤخراً تؤكد القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن من ظهروا في هذه الصور ليسوا جنوداً من المؤسسة العسكرية على الإطلاق ولا ينتمون إليها وهم مطلوبون للأجهزة الأمنية وأسماؤهم معممة على جميع الحواجز منذ فترة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صوراً وفيديوهات لعدد من الأشخاص يرتدون ملابس عسكرية أثناء القبض عليهم بعد سرقة إحدى المناطق التي حررها الجيش العربي السوري.

الإرهابيون حوّلوا المدارس إلى معتقلات للأطفال

من جهة ثانية حوّل الإرهابيون المدارس في الحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوب دمشق من مناهل للتربية والتعليم إلى بؤر للتكفير والتجهيل، حيث قاموا بتدمير محتويات عشرات المدارس المجهزة بكل ما يلزم للتعليم، وجعلوا منها معتقلات ومراكز لتجنيد الأطفال بغية تدمير الناشئة والأجيال القادمة في مخطط مدروس وممنهج يستهدف سورية حاضراً ومستقبلاً.
وخلال جولته في الحجر الأسود ومخيم اليرموك وثّق مراسل سانا الحربي حال العديد من المدارس التي كانت يوماً ما موئلاً للعلم قبل أن تصلها يد المجموعات الإرهابية التي عملت وفق مخطط داعميها على ضرب مقومات الحياة والتعليم والتربية في محاولة للنيل من سورية عبر تخريب عقول أبنائها، ومنعهم من الحصول على العلم والمعرفة.
ولعل مدرسة الشهيد رحيل الخزعل في حي الحجر الأسود مثال حي يفضح مخططات الإرهابيين ورعاتهم، حيث حولوها من منبر للعلم والتربية إلى وكر لتجنيد الأطفال، وغسل أدمغتهم، وزرع أفكار تكفيرية إجرامية في عقولهم، إضافة إلى تدريبهم على حمل السلاح، وكيفية إطلاق النار والاقتحام والقتل لجعلهم قنابل موقوتة يستخدمونها لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية.
ووثقت كاميرا “سانا” كيف حوّل الإرهابيون هذه المدرسة كغيرها من المدارس إلى معسكر تخريب لعقول الأطفال بطريقة مدروسة، حيث كتبوا شعاراتهم التكفيرية في كل مكان في المدرسة بهدف التأثير والضغط النفسي على الأطفال، واعتمدوا كتب التكفير الظلامية التي تدعو إلى القتل واستباحة ممتلكات وأموال الآخرين بدلاً من كتب القراءة والحساب والتاريخ.
جرائم التنظيمات الإرهابية وتحويلها المدارس إلى بؤر للتكفير، لم تقتصر على الحجر الأسود ومخيم اليرموك، حيث تركّز هذه التنظيمات على اختلاف مسمياتها وفي جميع المناطق بشكل مباشر وأساسي على الأطفال من عمر 6 سنوات إلى 16 سنة، وذلك عبر تلقينهم أفكاراً تكفيرية، وتحفيظهم الأناشيد الإقصائية، وتجاهل تدريس كل المواد الأساسية مثل الكتابة والقراءة، ومنعهم من مشاهدة التلفاز، والاستماع إلى الموسيقا، وزرع الفكر الظلامي في عقولهم، وتهيئتهم لحمل السلاح، واستخدامهم كانتحاريين أو دروع بشرية.
والآن وبعد تحرير مخيم اليرموك والحجر الأسود وزوال الإرهاب منهما إلى غير رجعة، تتحضّر هذه المدارس للعودة إلى وظيفتها الأساسية التي بنيت من أجلها أسوة بمدارس الغوطة الشرقية والرستن وعقرب وتلبيسة وغيرها من البلدات المحررة، حيث تتكثف الجهود الحكومية لإعادة ترميمها وتأهيلها من جديد لاستقبال الأطفال وتعليمهم ومحاولة تعويض ما فاتهم خلال فترة انتشار التنظيمات الإرهابية في مناطقهم.

أجواء رمضان تعود إلى يلدا

من جهة ثانية عادت أجواء رمضان إلى بلدة يلدا بريف دمشق بعد عودة الأمان والاستقرار إليها وتحريرها من الإرهاب، والمواطنون يلاحظون الفرق بين رمضان العام الماضي ورمضان هذا العام، فالحياة عادت إلى طبيعتها نسبياً بغياب الإرهاب الذي غادر إلى غير رجعة.
مراسلة سانا زارت البلدة، والتقت عدداً من الأهالي قبل الإفطار بساعات، حيث أكدوا أن أجواء وطقوس رمضان المعتادة عادت إلى البلدة بعد تحريرها من الإرهاب، وأشار بشير موسى إلى أنه بعد غياب سنوات عادت الأسواق عامرة بالبضائع المختلفة بعد أن عشنا ظروفاً صعبة وقاسية الأعوام السابقة، في حين لفت يحيى أبو حميد إلى أن الفرق كبير بين اليوم والأعوام السابقة، حيث عاد معظم الأهالي إلى بيوتهم، ويعيشون بأمان، والحركة في الأسواق طبيعية بكل الأوقات.
إبراهيم صاحب محل بيع حمص وفلافل، أشار إلى انخفاض الأسعار، حيث باتت المواد الأولية مؤمنة بسهولة، ما جعل حركة البيع أفضل عن السابق، والناس لا يمكن أن تستغني عن “الفول والفتة”، فهي من المأكولات المفضلة في شهر رمضان، داعياً الجهات المعنية إلى الإسراع بتأمين الكهرباء للبلدة بشكل أفضل، حيث تأتي ثلاث ساعات في اليوم فقط.
وأشار محمود الحافظ إلى أن الناس عاشوا سنوات صعبة، لكن الأوضاع اليوم أفضل بفضل الجيش العربي السوري، وعادت أجواء رمضان الجميلة، فيما بيّن زكريا حنارة أن عودة الأهالي جعلت الحياة أفضل، حيث لم تكن الأسواق تشهد مثل هذه الحركة.
ولم يخف رأفت “بياع السوس” سعادته بعودة أجواء البيع وطقوس رمضان الخاصة ببيع العصائر المفضلة كالسوس والتمر هندي وغيرها، وإقبال الناس بكثافة لشرائها بعد غياب، حيث افتقدوها في الأعوام السابقة بسبب الظروف، وصعوبة تأمين المواد، وغياب الأمان، أما اليوم فعادت بلدة يلدا إلى سابق عهدها بطقوس رمضان الجميلة بفضل انتصارات الجيش العربي السوري. وعبّرت الطفلة بيان حمزات عن فرحتها بالتحضير لشراء ثياب العيد، أما الطفل حسن عمر، فأشار إلى أن عودة الأمان هذا العام جعلت الأطفال يستطيعون الخروج من منازلهم دون خوف، حيث افتقدوا ذلك بسبب الإرهابيين الذين كانوا يمنعون الأهالي من الخروج وخاصة مساء.

شمخاني: دعم سورية في حربها على الإرهاب

سياسياً، جدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني التأكيد على استمرار دعم بلاده لسورية في حربها ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن الوجود الاستشاري الإيراني فيها جاء بطلب رسمي من حكومتها الشرعية، وهو مستمر ما دام الإرهاب يهدد الأمن فيها، وما دامت الحكومة تطلب ذلك، وأشار إلى أن محور مكافحة الإرهاب المؤلف من سورية وروسيا وإيران هو من يقوم بمحاربة الإرهاب على الأرض في سورية، وليس التحالف الاستعراضي المارق على الشرعية الدولية والذي تقوده الولايات المتحدة كما يدّعي.

شابلاتا: الوجود الأمريكي غير شرعي

من جانبه أكد رئيس معهد العلاقات الدولية التشيكوسلوفاكي يارومير شلاباتا أن الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي السورية غير شرعي، ومخالف للقوانين الدولية، وقال شلاباتا في تصريح لمراسل سانا في براغ: إن هذا الوجود يشجع الإرهاب، ويزيد حدة التوتر، ويؤجج الصراعات والأزمات، ويعيق إيجاد حل لها، الأمر الذي يهدد السلام والاستقرار العالمي، وأوضح أن الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو اعتداء سافر على سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، داعياً المجتمع الدولي إلى إدانة هذا الوجود الأمريكي، والعمل على إنهائه.
وشدد شلاباتا على أن مستقبل سورية يجب أن يرسمه السوريون بأنفسهم من خلال حوار وطني سوري بعيداً عن أي إملاءات خارجية، مشيراً إلى أن الدولة السورية استطاعت بمساعدة حلفائها وأصدقائها دحر التنظيمات الإرهابية التي حاولت استهدافها وتدميرها والنيل من دورها وموقعها الفعال والمؤثر دولياً وإقليمياً.