الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتلال يقرصن سفينة الحرية.. ويشن اعتداءات جديدة على غزة

 

 

مجدداً، هاجمت زوارق الاحتلال الإسرائيلي الحربية سفينة الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة، واستولت عليها وهي في طريقها من غزة باتجاه ميناء “ليماسول” القبرصي، وأعلنت الهيئة العليا لكسر الحصار عن قطاع غزة: إن 4 زوارق حربية إسرائيلية حاصرت السفينة بعد تخطيها 12 ميلاً بحرياً عن قطاع غزة، مشيرة إلى انقطاع الاتصال مع سفينة الحرية وركابها، وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة المشاركين على متن سفينة الحرية، داعية المؤسسات الدولية لتوفير الحماية اللازمة للمشاركين في كسر الحصار.
إلى ذلك أعلن الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن بحرية الاحتلال سيطرت على السفينة، ومنعتها من إكمال مسيرتها، وأنه يجري قطرها إلى ميناء أسدود في جنوب فلسطين المحتلة.
وانطلق المركب من ميناء غزة بالتزامن مع رحلة أسطول الحرية الذي سيبحر صوب قطاع غزة قادماً من أوروبا، والذي يحمل عدداً من النشطاء والمتضامنين الدوليين، الذين جاؤوا من بقاع مختلفة لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وتبحر هذه السفن، التي تحمل شعار “الحق في مستقبل عادل لفلسطين”، في المحيط الأطلسي، ومن ثم عبر البحر المتوسط في رحلة تستغرق شهرين، تتوقّف خلالها في العديد من الموانئ الأوروبية، حيث تقام الفعاليات التضامنية مع قطاع غزة بالتوازي مع مسيرات العودة الكبرى.
ويتكون تحالف أسطول الحرية من عدد من المنظمات التضامنية من أمريكا وكندا وجنوب أفريقيا وماليزيا والسويد والنرويج وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، بالإضافة إلى اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، التي يغطي نشاطها دول العالم العربي والإسلامي والعديد من دول العالم الغربي.
يذكر أن سلطات الاحتلال تفرض حصاراً جائراً على قطاع غزة منذ عام 2007 يشمل مختلف المواد الغذائية والطبية ومواد البناء والوقود، ما أدى إلى معاناة شاقة لأهالي القطاع، كما أحبطت خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات الإنسانية لكسر الحصار، واعتقلت المشاركين فيها.
وموقع القطاع بين مصر وفلسطين المحتلة يجعل من معبر رفح البري منفذ أهله الوحيد إلى العالم، فيما يسيطر الاحتلال على كل المعابر الأخرى.
وشدد رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، زاهر بيراوي، في تصريح صحفي على أن هذه القرصنة الإسرائيلية ستزيد المتضامنين الدوليين إصراراً على المضي في خطواتهم وفعالياتهم لكسر الحصار عن غزة، وخاصة وهم يشقون طريقهم في رحلة بحرية جديدة من المقرر وصولها القطاع خلال شهرين، وأكد أن هذه السفن ستواصل الإبحار إلى غزة، وكشف وجه الاحتلال العنصري القبيح الذي يحرم الفلسطينيين منذ 12 عاماً من حقهم الطبيعي في الحياة وفق للقوانين الدولية، وأوضح أن التنقّل من غزة للخارج حق طبيعي للفلسطينيين، كما هو لبقية الشعوب والمجتمعات، معتبراً أن هذا الحق يصبح أكثر ضرورة حين يرتبط الأمر بأزمة إنسانية خاصة كما في غزة.
وإذ دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل لتمكين الفلسطينيين للخروج خارج القطاع والسفر من أجل قضاء الاحتياجات الأساسية لهم من علاج وتعليم، أشاد بيراوي بجهود هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار، والهيئة الوطنية لمسيرات العودة والنشطاء في غزة على جهودهم التي تأتي مكملة لجهود اللجنة الدولية، وتحالف أسطول الحرية في محاولاته البحرية كسر حصار غزة، وأضاف: “نتذكر في هذه الأثناء أسطول الحرية الأول عام 2010، ونستذكر شهداءها العشرة الذين قضوا برصاص الاحتلال خلال محاولتهم كسر الحصار، ونعاهدهم المضي في طريق حرية فلسطين وكسر حصار غزة”.
وبالتزامن، قصفت طائرات الاحتلال سلسلة مواقع للمقاومة في مناطق متفرّقة في قطاع غزة، فيما ردّت المقاومة بإطلاق صليات صواريخ على المستوطنات المحيطة بالقطاع، ودوت صافرات الإنذار في سديروت ومستوطنات مجلس شاعر هنغف قرب غزة، وفي صوفا وشاطئ عسقلان ومستوطنة أوفاكيم على بعد نحو 25 كيلومتراً شرق القطاع، فيما أخلت قوات الاحتلال شاطئ زيكيم قرب غزة من الرواد، وصدرت تعليمات للمستوطنين في عدد من مستوطنات غلاف القطاع بالبقاء في أماكن محصنة.
وقالت فصائل المقاومة: “إن ما قامت به المقاومة يأتي في إطار الحق الطبيعي في الدفاع عن شعبنا والرد على جرائم القتل الإسرائيلية وعمليات استهداف واغتيال المقاومين المقصودة في رفح وشمال القطاع”، مشيرةً إلى أن الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد قادم”، فيما بارك الناطق باسم “حركة الجهاد” داوود شهاب القصف الذي استهدفت فيه المقاومة عدداً من مستوطنات العدو، قائلاً: “رد مبارك للمقاومة.. تحية لكل الأبطال الفرسان الذين يواصلون رباطهم ودفاعهم عن كرامتنا رغم الحصار والألم”، مضيفاً: “دماء أبناء شعبنا ليست رخيصة حتى يستبيحها الإرهابيون دونما رادع”.
وأكدت وسائل إعلام العدو أن صلية قذائف الهاون التي أطلقت، أمس، هي أكثف ما تعرضت لها مستوطنات غلاف غزة منذ عملية “الجرف الصلب”، فيما ذكرت وكالة معا الفلسطينية أن طائرات الاحتلال أطلقت أكثر من عشرة صواريخ على حيي الزيتون والشجاعية بغزة، كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائف على القطاع، أعقبها وقوع انفجارات عنيفة تسببت بأضرار مادية.
كما أطلقت طائرات الاحتلال 7 صواريخ على مناطق مختلفة في القطاع، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، فيما استهدفت إحدى الغارات مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً خلال حملات مداهمة واعتقال، شنتها في مدن الخليل وبيت لحم وسلفيت وفي بلدة عزون شرق قلقيلية.