الصفحة الاولىصحيفة البعث

رمزي: اجتماعات أستانا تنشئ ظروفاً ملائمة لحل الأزمة إحباط محاولة تسلل إرهابيين إلى نقاط عسكرية في ريف حلب ومصرع عشرات التكفيريين في ريف دير الزور

أمنت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة أمس جميع النقاط التي تسللت إليها مجموعات إرهابية من تنظيم داعش خلال اليومين الماضيين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وأوقعت في صفوفها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. في وقت أحبطت وحدة أخرى من الجيش محاولة تسلل مجموعة تابعة لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي باتجاه نقاط عسكرية في ريف حلب الجنوبي الغربي.

في السياسة، قال نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية رمزي عز الدين رمزي إن اجتماعات أستانا بشأن حل الأزمة في سورية تعزز عملية جنيف، وتنشئ ظروفاً ملائمة لحل الأزمة، فيما جددت مصر موقفها الداعي إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها، مؤكدة رفضها لكل التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري.

وفي التفاصيل، نفذت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة عملية مركزة على إرهابيي تنظيم داعش الذين تسللوا خلال اليومين الماضيين إلى عدد من النقاط العسكرية والمناطق المهمة باتجاه بلدات الجلاء والحسرات والسيال عند الضفة الغربية لنهر الفرات في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وأسفرت العملية عن إيقاع عشرات الإرهابيين التكفيريين بين قتيل ومصاب وتدمير آليات وعتاد حربي كان بحوزتهم.

وأكد مراسل سانا أنه لا صحة لما تروج له التنسيقيات على مواقع التواصل الاجتماعي حول سيطرة التنظيم الارهابي على مساحة واسعة من الضفة الغربية لنهر الفرات.

وكانت وحدات من الجيش أحبطت أمس الأول تسلل مجموعات إرهابية من تنظيم داعش من محور قرية الشعفة ومدينة هجين الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات إلى قرى الحسرات والسيال والجلاء والعباس في منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي وأوقعت بين صفوفها خسائر بالأفراد والعتاد.

وفي ريف حلب اشتبكت وحدة من الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة بعد رصد ومتابعة الليلة قبل الماضية مع مجموعة إرهابية من تنظيم جبهة النصرة مؤلفة من 15 إرهابياً حاولت التسلل باتجاه النقاط العسكرية على محور بلدة خان طومان بالريف الجنوبي الغربي. وترافقت الاشتباكات العنيفة مع قصف مدفعي دقيق على تحركات المجموعة الإرهابية المتسللة ما أسفر عن إيقاع أفرادها بين قتيل ومصاب وتدمير ما بحوزتهم من عتاد.

وينتشر في ريف حلب الجنوبي الغربي إرهابيون يتبع أغلبهم لتنظيم جبهة النصرة يعتدون على الأحياء السكنية في حلب والقرى المجاورة بالقذائف حيث استهدفوا أمس بـ 12 قذيفة حيي الزهراء والأندلس وشارع النيل ما تسبب بوقوع أضرار مادية.

سياسياً، قال نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية رمزي عز الدين رمزي في كلمة له خلال المؤتمر الدولي أستانا مدينة السلام: إن الجهود التي تبذلها كازاخستان مهمة للغاية في إيجاد حل للأزمة في سورية فهي تدعم جهود الأمم المتحدة وتعزز عملية جنيف وتقدمها، ولفت إلى أن المحادثات في أستانا تنشئ ظروفاً لحل الازمة في سورية قائلاً: أولاً وقبل كل شيء يتعلق الأمر بخفض التوتر ففي العام ونصف العام الماضيين قدمت أستانا مساهمة مهمة في هذه العملية، معرباً عن ثقته في أن أستانا ستستمر في لعب دور مهم في العديد من القضايا التي تسهم بحل الأزمة.

وخلص إلى القول: نحن بحاجة للمضي قدماً وإذا لم نتمكن من حل كل الصعوبات الموجودة في العملية فلن نتمكن من المضي قدماً.

واستضافت العاصمة الكازاخية أستانا تسعة اجتماعات حول سورية كان آخرها في ال14 وال15 من أيار الماضي وجدد البيان الختامي المشترك للدول الضامنة لاجتماعات أستانا في الجولة التاسعة التأكيد على الالتزام الثابت بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وضرورة تجنب الجميع لأي خطوات من شأنها المساس بهذه المبادئ وتقويض إنجازات صيغة أستانا، داعياً إلى ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية بهدف القضاء النهائي على تنظيمي داعش وجبهة النصرة وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى.

في الأثناء بحث نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين مع السفير الإيراني لدى روسيا مهدي سنائي تطورات الأوضاع في المنطقة بما في ذلك الأزمة في سورية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: جرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول الوضع في الشرق الأوسط وشمال افريقيا مع التركيز على الوضع في سورية، وأشارت إلى أن الجانبين الروسي والإيراني أعربا خلال اللقاء عن ارتياحهما لتطور الوضع على الأرض في سورية وبحثا جهود موسكو وطهران لدعمها في مجال مكافحة الإرهاب كما ناقشا الخطوات المقبلة نحو دفع عملية التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية بما يتوافق مع القرار 2254.

وفي القاهرة أكدت لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها مجددة رفضها لكل التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري. ولفتت اللجنة في بيان لها أمس إلى ثبات الموقف المصري الذي يدعو إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية بأسرع وقت مطالبة المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية بالعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى الأراضي السورية والتأكيد على أهمية الجهود التي تضمن وصول المساعدات الإغاثية اللازمة وتهيئة الظروف لعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.

واستنكرت اللجنة كل أشكال الإرهاب والعنف التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سورية وجميع الكيانات المرتبطة بالقاعدة وداعش والمدرجة على لوائح الإرهاب الدولية. كما طالبت اللجنة بسرعة التحرك تجاه الأطماع الإسرائيلية والتأكيد على أن الجولان السوري هو أرض سورية محتلة وإجهاض أي محاولات لتغيير هويته.