أخبارصحيفة البعث

الكرملين: صيغة “العشرين” أكثر جدوى من “الثماني الكبار”

لم يستبعد الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب هذا الصيف.
وقال بيسكوف للصحفيين، تعليقاً على تصريحات دونالد ترامب بهذا الخصوص: إن هذا الأمر “غير مستبعد”.
وأضاف في تصريحات صحفية له، رداً على سؤال حول وجود تقدّم في التحضير للقاء بوتين مع ترامب: إنه “حتى الآن لا يوجد هناك أي شيء محدد” في هذا الشأن.
هذا، وقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حديث لوسائل الإعلام بأن اللقاء مع بوتين ممكن، دون أن يذكر أي مواعيد محتملة لعقد هذا اللقاء، واعتبر أنه من الضروري إعادة العمل في إطار مجموعة “الثماني”، التي ستضم روسيا.
وقال ترامب، في تصريحات صحفية أدلى بها لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية في البيت الأبيض، أمس، رداً على سؤال حول احتمال لقائه بوتين الصيف الجاري: “هذا الأمر ممكن، وعملية التحضير للقاء قد انطلقت”، وشدد على أن “وجود روسيا في تشكيلة مجموعة الدول الكبرى سيكون أفضل من غيابها عنها”.
وتابع موضحاً: “خلال قمة كندا سألني أحد الصحفيين، هل يجب أن يكون بوتين في مجموعة “السبع”، وأجبت بالقول: إنه يجب أن يدخل ضمن مجموعة “الثماني”، واعتبر ترامب أن أحد أسباب المشاكل في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تتمثّل بأن بوتين “لم يرق” للرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.
وتضم مجموعة السبع كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، وانضمت روسيا إلى هذا الفريق عام 1997 لتصبح البلد الـ8 فيه، لكن زعماء باقي الدول اتخذوا في آذار 2014 قراراً بالعودة إلى العمل في إطار مجموعة السبع على خلفية التوتر في العلاقات مع الحكومة الروسية بسبب الأزمة الأوكرانية وعودة القرم إلى روسيا نتيجة استفتاء شعبي في شبه الجزيرة.
إلى ذلك، اعتبر خبير روسي أن لدى رئيس أمريكا توجّهاً للاعتراف بانضمام القرم لروسيا، ولكن على موسكو العمل رسمياً في ضوء الوضع الراهن، لأن تحقيق هذا التوجّه يستغرق وقتاً، وقال نائب رئيس مجلس الخبراء الاستشاري لدى رئيس القرم، عالم السياسة ألكسندر فورمانتشوك: إنه بالإمكان ملاحظة هذا التوجّه لدى ترامب، ولكن هذا التوجه ليس ملزماً رسمياً له في ظل الوضع السياسي السائد حالياً.
وكانت وكالات نقلت عن مصدر دبلوماسي أمريكي قوله: إن ترامب أبلغ قادة مجموعة الدول السبع باعتقاده أن القرم ينتمي إلى روسيا، لأن جميع سكان شبه الجزيرة هذه يتحدّثون اللغة الروسية، لكن المتحدّثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أحجمت في نفس الوقت عن التعليق على هذه الأخبار.
وأعلن عالم السياسة فورمانتشوك: “إن ترامب سوف يتحرّك نحو الاعتراف بانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وهو متجه نحو هذا الأمر، وأنا مقتنع بأن خطواته القادمة سوف تستهدف تعزيز هذه الفكرة. شيء آخر هو أن هذا التحوّل سيكون بخط متعرج، وسيواجه تباينات ونكسات مختلفة. لكن ترامب كسياسي براغماتي ورجل أعمال، يفهم أن شبه جزيرة القرم هي في الواقع جزء من روسيا، لأن مواطنيها ناطقون بالروسية، ويعيشون في شبه الجزيرة بعقلية روسية. وفي هذه الحالة، كان تصريحه غير رسمي، ولكن ما ذكره أمام قمة السبع، يتوافق مع فهمه الحقيقي للأمور”.
ووفقاً لهذا الخبير السياسي، فإن ترامب ينظر بشكل براغماتي إلى سياسة العالم المعاصر، ويفهم تماماً أن روسيا لن تعيد شبه جزيرة القرم تحت ضغط أي نوع من العقوبات الأسطورية أو أي ضغوط أخرى، وأوضح “إذ يتحدث ترامب علناً عن هذا، يتعين عليه أن يضع حدوداً لنفسه اعتماداً على التخمين الناشئ، لأن الظرف داخل الولايات المتحدة ليس في صالحه ولا مؤيد له، لهذا يعاني أحياناً من عرقلة شديدة من قبل القوى الديمقراطية الليبرالية التي تلتزم بسياسة العقوبات ضد روسيا”.
وانضمت شبه جزيرة القرم إلى قوام روسيا على إثر استفتاء أُجري هناك في آذار 2014، صوّت فيه 96.77% من مجموع الناخبين في القرم لصالح الانضمام إلى روسيا.
ولا تزال أوكرانيا تزعم أن شبه جزيرة القرم تابعة لها محتلة مؤقتاً من قبل روسيا، وردّت القيادة الروسية مراراً وتكراراً على ذلك بالقول: إن سكان شبه جزيرة القرم صوتوا بشكل ديمقراطي في الاستفتاء الذي اختاروا فيه الانضمام لروسيا، لذلك فإن مسألة تابعية شبه جزيرة القرم “مغلقة نهائياً”.
وفي هذا السياق، رفض الناطق باسم الكرملين التعليق على سؤال الصحفيين عن تصريحات ترامب بأن شبه جزيرة القرم جزء من روسيا، قائلاً: إنه ليس متأكداً من صحة هذه التصريحات.
أما مشاركة روسيا في مجموعة الدول الثماني، فقال بيسكوف: إن الرئيس بوتين رد على هذا السؤال بشكل واضح سابقاً في الصين، حيث أشار إلى أنه لم يتقدّم بمبادرة تغيير صيغة هذا النادي الدولي، وشدد بوتين على أنه مستعد لاستقبال زعماء الدول المشاركة في هذا النادي في موسكو لمواصلة الحوار معهم، بينما يرى صيغة مجموعة العشرين أكثر تناسباً.
ورداً على سؤال عن تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن، أجاب بيسكوف: إنه من المبكر أن يتحدث عن ذلك، رغم وجود تفهم لدى الشركاء الغربيين بأن كل المشاكل يجب حلها في إطار الحوار.