الصفحة الاولىصحيفة البعث

زاخاروفا: استمرار أمريكا في تقسيم الإرهابيين يهدد الأمن العالمي

 

 

حذرت روسيا مجدداً من أن استمرار الولايات المتحدة بالعمل على تقسيم الإرهابيين إلى فئات يشكل تهديداً لوحدة الأراضي السورية، وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن هذا النهج الأمريكي يسهم بانتشار التهديد الإرهابي ليس في سورية فقط، بل يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والعالمي، وشددت على أن تقرير بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سورية تجميع لمزيج من الحقائق والتزييفات.
وفيما أعلن الممثل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن ممثلي الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا، روسيا وإيران وتركيا، سيعقدون مشاورات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا يومي 18 و19 حزيران الجاري في جنيف، أكد الرئيس الأبخازي أن بلاده تسعى إلى جانب سورية وروسيا نحو إحلال الأمن في الأرض السورية والسلام في العالم برمته.
وفي التفاصيل، قالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي أمس: إن قوى “التحالف” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت مستمرة بتقسيم الإرهابيين والمسلحين وإعطائهم توصيفات مختلفة مثل مجموعات سيئة ومجموعات أكثر سوءاً رغم أن هذا النهج لن يؤدي إلى إنجاح عملية إعادة الأمن والاستقرار في سورية، بل يؤدي إلى استمرار الأزمة فيها، ويهدد وحدة أراضيها وسيادتها، وبيّنت أن هذا النهج الأمريكي يسهم بانتشار التهديد الإرهابي ليس في سورية فقط، بل يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والعالمي.
يذكر أن الولايات المتحدة دعمت على مدى سنوات الحرب على سورية مختلف التنظيمات الإرهابية ومدتها بالمال والسلاح تحت مسمى “معارضة معتدلة”، وزادت على ذلك بتشكيلها في عام 2014 تحالفاً استعراضياً مارقاً على الشرعية الدولية بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي، دأب على ارتكاب المجازر بحق السوريين وتدمير بناهم التحتية من جسور ومنشآت، وقدّم وفق العديد من التقارير والوقائع الميدانية الدعم للتنظيم التكفيري بما يخدم مصالح واشنطن.
إلى ذلك أكدت زاخاروفا أن تقرير بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سورية في آذار 2017 ينتهك المبادئ الأساسية للمنظمة، لذا فإن مصداقيته مشكوك بها، وأشارت إلى أن البعثة توصلت إلى استنتاج بصيغة مثيرة للهزل حول الاستخدام المحتمل للسارين أو الكلور، موضحة أنه بعد القراءة الأولى للتقرير أصبح من الواضح أن أساليب عمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مازالت بعيدة عن متطلبات عملية جمع وتحليل المعلومات المتعلقة باستخدام المواد الكيميائية.
وأضافت زاخاروفا: إن كل ما يحدث هو تلاعب في الحقائق، ومعلومات لا يمكن الاعتماد عليها، وتجميع لمزيج من الحقائق والتزييفات.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أكد الثلاثاء الماضي أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ليست مخولة بتحديد المسؤولين عن استخدام المواد الكيميائية، موضحاً أن توسيع صلاحياتها لتشمل ذلك بدلاً من مجلس الأمن أمر مرفوض، ويمثل تطوراً خطراً للغاية.
يشار إلى أن الدول الغربية تسعى إلى استخدام نفوذها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لحماية الإرهابيين في سورية وتبرئتهم من استخدام الأسلحة الكيميائية التي استخدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ذريعة لشن العدوان على سورية، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح في تقارير المنظمة التي اعتمدت طرقاً غامضة ومصادر مرتبطة بالإرهابيين مثلما حصل في تقرير حادث خان شيخون المزعوم.
من جانبه أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن ممثلي الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا روسيا وإيران وتركيا سيعقدون مشاورات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا يومي 18 و19 حزيران الجاري في جنيف.
وقال بوغدانوف للصحفيين في موسكو أمس: لدينا الآن فرصة جيدة للاجتماع معاً في جنيف، وعقد مثل هذه المشاورات مع دي ميستورا بمشاركة الدول الضامنة الثلاث لعملية أستانا، وأشار إلى أن مسألة عقد المؤتمر الثاني للحوار الوطني السوري في سوتشي ستتم بعد تحديد ترتيبات عمل لجنة مناقشة الدستور السورية لتعزيز القرارات التي تم التوصل إليها.
وكان البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في مدينة سوتشي في الثلاثين من كانون الثاني الماضي، أكد الالتزام الكامل بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة سورية أرضاً وشعباً، وأن الشعب السوري هو الذي يحدد مستقبل بلاده.
وأضاف بوغدانوف: إن الحكومة السورية قدمت قائمة بمرشحيها للعمل في هذه اللجنة، في حين يتوقع دي ميستورا وصول مثل هذه القوائم من “المعارضة”، وأكد أن المهمة الرئيسية الآن تتمثل في تنفيذ قرارات مؤتمر سوتشي بما في ذلك إنشاء لجنة دستورية، موضحاً أن جملة هذه القضايا ستتم مناقشتها في جنيف.
في الأثناء أكد الرئيس الأبخازي راؤول خادجينمبا أن اعتراف سورية باستقلال جمهورية أبخازيا له أهمية خاصة، موضحاً أن بلاده تسعى إلى جانب سورية وروسيا نحو إحلال الأمن في الأرض السورية والسلام في العالم برمته.
وقال الرئيس خادجينمبا لمراسل سانا في موسكو: إنه بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية وأبخازيا، نعمل الآن على تبادل التمثيل الدبلوماسي، وفتح الممثليات الدبلوماسية والقنصلية في بلدينا، ومن الطبيعي أن ذلك لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، ولكننا على ثقة تامة بأن ذلك سيتم حتماً ولنا اتصالاتنا مع السفارة السورية في موسكو، وبيّن أن علاقات التعاون بين سورية وأبخازيا قديمة جداً، حيث يعيش في سورية ممثلون من الشعب الأبخازي منذ فترة بعيدة جداً.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أعلنت في 29 أيار الماضي الاتفاق بين سورية وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية على تبادل الاعتراف وإقامة علاقات دبلوماسية على مستوى سفارة.
وفي بيروت، جدد المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ أحمد قبلان دعوته إلى التنسيق مع سورية لحل كل القضايا التي تهم البلدين وعودة المهجّرين السوريين إلى بلدهم، ودعا قبلان في كلمة أمس الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع الحكومة السورية وفق خطة مبرمجة وممنهجة. كما دعا قبلان إلى توحيد القوى في مواجهة التحديات لإسقاط المخطط الأميركي الصهيوني الذي خرب المنطقة، وأدخل شعوبها في فتنة الدم وتهديم الأوطان.