الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش اليمني يحكم الحصار على مرتزقة النظام السعودي في الساحل الغربي

 

تتواصل المواجهات العنيفة لليوم الرابع على التوالي بين قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية مع القوات المشتركة لتحالف العدوان السعودي في المحيط الجنوبي لمطار الحُديْدة، على وقع غارات جوية وقصف بحري مكثف للتحالف على خط ك16 والمطار امتداداً إلى شارع الخمسين ومنطقة المنظر السكنية جنوب الحُديْدة.
وأفاد مصدر عسكري استمرار الجيش واللجان الشعبية بإحكام الحصار على قوات التحالف، وقطع خطوط إمدادها البرية، مؤكداً لجوء الأخير إلى استقدام تعزيزات عسكرية له عبر البحر بعد قطع طرق إمدادهم في مناطق الفازة والجاح والمجيليس والنخيلة.
وأكد الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية شرف لقمان أن “القوات التابعة للتحالف السعودي تتحدث عن انتصارات وهمية”، وأشار إلى أن “حديث قوات التحالف السعودي عن تحقيق تقدّم في الحديدة مجرد أوهام”، مؤكداً أن “الجيش واللجان تمكنوا من امتصاص الصدمة أولاً ومن ثم تمكّنوا من حصار القوات المهاجمة”.
وإذ أكد أن التحالف السعودي فشل في فكّ الحصار عن قواته من المرتزقة رغم كثافة الغارات الجوية، كشف أن الأخيرة “تقدّمت فقط في منطقة خالية عند الساحل الغربي”، وشدد على “أنه لا يمكن لقوات التحالف السعودي الوصول إلى الحديدة وهي آمنة ولا يوجد فيها مواجهات”، لافتاً إلى أن “جبهة الساحل الغربي ستبتلع كل من يشارك فيها”.
وحول المبادرات قال: “نحن لا نعوّل عليها لحل الأزمة وهي جزء من العدوان”، معتبراً أن على من “يريد تقديم رؤية للحل عليه أن يكون محايداً ويتعامل مع طرفي الصراع بحيادية”.
وأضاف: إن “أي طرح أممي لتسليم ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة أو إلى أي طرف غير وارد أبداً لدينا”.
هذا وتواصل القوات اليمنية المشتركة تكبيد قوى العدوان خسائر فادحة، حيث أعلنت مصادر يمنية مقتل مجموعة من كبار الضباط الإماراتيين والسعوديين ومرتزقتهم في قصف بصاروخ باليستي استهدف اجتماعاً لهم في الحديدة.
وتحدّثت المصادر عن مقتل أكثر من 250 عنصراً من المرتزقة وإصابة أكثر من 200 آخرين، بينهم قادة ميدانيون، إضافة إلى تدمير أكثر من 68 آلية عسكرية، فيما وثّق الإعلام الحربي ما فعلته القوات اليمنية بآليات ومدرعات العدوان السعودي خلال فرارها من المعارك التي يشهدها الساحل الغربي عقب فشل هجوم المرتزقة بقيادة الإمارات على مطار الحديدة، وسط حالة من تخبط المرتزقة نتيجة محاصرتهم وقطع خطوط الإمداد عنهم. المعارك امتدت رحاها إلى محافظة لحج عقب هجوم القوات اليمنية على مواقع المرتزقة في التلة الحمراء والسوداء والتلال المجاورة والتي خلفت خسائر في الأرواح والعتاد، بينما شهدت الجوف تدمير آليات المرتزقة في منطقة المهاشمة.
أما في البيضاء فقد تكبدت قوى العدوان خسائر في المواجهات العنيفة في جبهة ناطع أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات.
أما على جبهة الدريهمي فقد أكد مصدر عسكري صد محاولات تقدم مرتزقة العدوان والقوات الغازية لاجتياح المنطقة، موضحاً أن خط الجبهة مع قوى العدوان يبعد نحو عشرة كيلومترات عن وسط الدريهمي.
وعلى جبهة أخرى، أطلقت القوة الصاروخية اليمنية صاروخاً من نوع زلزال اثنين إضافة إلى حزم من صواريخ الكاتيوشا وعدد من قذائف المدفعية على تجمعات للجيش السعودي ومرتزقتهم قبالة منفذ علب في عسير، فيما تمّ استهداف تجمعات للجنود السعوديين خلف موقع السديس في نجران، وتمّ استهداف تجمعات المرتزقة في المارك وصحراء البقاع.
في الأثناء، استشهد أربعة يمنيين وأصيب خامس بجروح جراء استهداف طيران العدوان السعودي لمنزلهم في منطقة المنظر بمديرية الحوك في الحديدة، فيما واصل طيران النظام السعودي عدوانه وقصف مناطق في محافظات الحديدة وصعدة وحجة مخلفاً أضراراً مادية في البنى التحتية وممتلكات المواطنين، وأوضح مصدر عسكري أن طيران العدوان شن ست غارات على الحديدة استهدفت مطارها ومديرية الحالي وجبل الشبكة بمديرية الصليف ومنطقة المنظر بمديرية الحوك وجامع لكرنيش بمدينة الحديدة ومنطقة الفازة بمديرية التحيتا، مشيراً إلى أن طيران العدوان شن غارة على منطقة مران بمديرية حيدان في محافظة صعدة، فيما استهدف بقصف صاروخي ومدفعي مناطق متفرقة بمديرية رازح الحدودية، كما شن طيران العدوان أكثر من 15 غارة على منطقتي المزرق وفج حرض بمحافظة حجة.
سياسياً، سيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة حول تطورات الأوضاع في اليمن يدلي خلالها المبعوث الأممي مارتن غريفيث بإفادة يتحدث فيها عن تفاصيل خطته الشاملة للسلام.
وبحث غريفيث مع قادة حركة “أنصار الله” بصنعاء الأوضاع في مدينة الحديدة، والهجوم الذي يشنه تحالف العدوان، وأعلنت الحركة أن الحديث عن شروط نقلها المبعوث الأممي غيريفيث تتعلق بتسليم ميناء الحديدة مقابل وقف التصعيد أمر غير صحيح، وأكدت أن المسألة غير قابلة للنقاش، ولا يمكن الانسحاب أو الاستسلام.
من جانبه، أكد المتحدث باسم “أنصار الله” محمد عبد السلام أن تحالف العدوان يتعرض لعملية استنزاف، وأسلحته لم تحقق أي انجاز.
وفي طهران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الأزمة اليمنية لا حل عسكرياً لها، وانتقد السياسيات المغامرة لبعض الدول في المنطقة، قائلاً: إن هذه السياسيات غير صحيحة، وسيزيد استمرارها بلا شك من المشاكل في المنطقة، بما في ذلك في فلسطين وسورية واليمن، مشيراً إلى أن الأزمة في اليمن لا حل عسكريا لها، ويجب علينا أن نعزز الآليات السياسية، لخلق الاستقرار والأمن في هذا البلد والمنطقة، مضيفاً: إن العدوان الأخير على ميناء الحديدة يتسبب بتشكيل كارثة إنسانية في اليمن.
من جهته، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ?زيد بن رعد? عن قلقه من تداعيات عملية الحديدة، وقال? في كلمة له أمام ?الدورة? 38 لمجلس حقوق الإنسان: قلقون من تداعيات عملية الحديدة على الوضع الإنساني، ونخشى سقوط عدد كبير من الضحايا جراء هذه الهجمات.
إلى ذلك، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إنه حتى لو حذّرت المملكة المتحدة من مهاجمة ميناء الحديدة، فإنها تتحمل المسؤولية عن أهوال هذه الحرب، حيث تتراجع وتتلاشى أعذارها حول دورها في الحرب اليمنية المأساوية، مضيفة: إن بريطانيا وفرنسا حثّت السعودية على عدم شنّ الهجوم، كما رفضت الولايات المتحدة طلباً من الإمارات العربية المتحدة بإزالة الألغام في العملية، لكن كما أشار أحد المسؤولين الإماراتيين: “إن عدم إعطائنا مساعدة عسكرية لا يشبه القول لنا بعدم شنّ الحرب”، وتابعت: إنهم يديرون هذه الحرب بأسلحة بريطانية وأميركية وفرنسية، وبالتدريب والمشورة العسكرية الغربية، وأن ضباطاً بريطانيون وأميركيون كانوا في غرفة القيادة للغارات الجوية، وقيل أن هناك قوات فرنسية خاصة على الأرض في اليمن، إنهم يديرونها برعاية دبلوماسية من الغرب.
ورأت الغارديان أنه يبدو أن الهجوم محاولة لإحباط خطة السلام من قبل مبعوث الأمم المتحدة، الذي كان قد حذّر سابقاً من أن الهجوم على الحديدة يمكن أن يخرج السلام عن الطاولة بضربة واحدة، ولكن حتى لو تمكن غريفيث من إدارة اتفاق بين الطرفين، فإن فرص التمسك به ضعيفة، نسبة إلى سجّل أعمال كلا الجانبين، كاشفة أن الحملة مدفوعة إلى حدّ كبير بقوتين، الأولى هي التنافس مع إيران والمصالح الإستراتيجية الأخرى، وثانياً هيبة قادتها وأبرزهم محمد بن سلمان.
وتابعت الصحيفة: هكذا تستمر المعاناة وتتصاعد وتزعزع هذه المنطقة غير المستقرة وتثير السخرية والغضب تجاه الغرب، وحديثها عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، إذا كان التواطؤ على ما يبدو ينكر، فإن أحداث الأيام الأخيرة قد كشفت عنه.