صحيفة البعثمحليات

شهادة تقدير ورقية!!

ما أكثر براءات الاختراع السورية بالأرقام المذهلة على الورق، وما أقلها استثماراً على أرض الواقع، رغم أننا نملك الكثير من المبدعين والمخترعين لكنهم ينتظرون على الدور كطابور الأفران أيام زمان لعلهم يجدون فرصتهمشباستثمار إبداعاتهم التي يشهد لها العالم أجمع إلا عندنا، فلا تلقى إلا شهادة تقدير ورقية يستكثرون عليها بروازاً خشبياً!

الوقائع تثبت أن الجهة الحكومية المسؤولة عن براءات الاختراع لم تقدم الدعم الكامل للمخترعين والمبتكرين بدءاً من التسجيل وصولاً إلى الاستثمار الحقيقي لها بالاستفادة العملية!

هذه اللامبالاة التي وصلت لدرجة الاستفزاز جعلت الكثير من المخترعين في حالة إحباط؛ لأن قدرتهم المالية لا تسمح لهم باستثمارها، مما يعرضها للسرقة أو النسيان مع حسرة ومرارة في قلب صاحبها الذي لا يتردد بالبحث عمن يقدّر له ما ابتكر عقله وصنعت يداه!

عندما نسمع بتسجيل المئات، بل الآلاف من براءات الاختراع في مديرية حماية الملكية كل عام نتساءل: متى نعمل بجدية على ربط الاختراعات بالواقع بما يتلاءم مع الحاجات الفعلية لسورية خلال الظروف الحالية؟

سؤال يجب أن يشكل هاجساً حقيقياً عند المديرية المعنية، فالأزمة أو حرب السنوات السبع وأكثر خلفت الكثير من الدمار للحجر والبشر، ونعتقد أن المخترعين السوريين المعروفين بكفاءاتهم وإبداعاتهم المذهلة قادرون على إبداع الكثير من الحلول عندما ندعمهم ونعطيهم حقهم وثمرة تعبهم!

بالمختصر، سباق الأرقام لا ينفع إلا معنوياً، فالمخترع يحتاج لدعم مادي حقيقي يليق بما ابتكر، وتذليل صعوبات إجراءات التسجيل التي يتغنى بها البعض ليس كافياً، فهذا أقل الواجب حفاظاً على حقوق الملكية، ونعتقد أن مجالات الدعم داخل الوطن مفتوحة وكثيرة ولا تحتاج إلى ابتكار أو اختراع لمعرفة مطارحها، فقط نحتاج إلى إدارة ناجحة لنخلّص المبدعين من مرارة ضياع ابتكاراتهم! والمعارض بالرغم من أهميتها لكنها لا تكفي ولا تفي بالغرض، فما فائدة العرض إن افتقدنا للأرض التي سينبت فيها الابتكار ويحقق الجدوى التي تعود بالنفع على المخترع والوطن؟

لا نعتقد أن زرع الأمل الذي يبحث عنه كل مبدع يحتاج إلى إختراع! للأسف كل الخطط والإجراءات لغاية اليوم تدل على العجز مادام هناك معاناة!

غسان فطوم

ghassanftom@gmail.com