وباء جديد يفتك بالشعب اليمني.. و”الضمير العالمي” يواصل النوم!
حذّرت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية من تردي الأوضاع الصحية في البلاد جراء تداعيات العدوان السعودي، مشيرة إلى أن أوضاع مرضى الفشل الكلوي في غاية الخطورة، وتستدعي تدخلاً سريعاً لإنقاذ حياتهم.
وأكدت الوزارة في بيان أن وضع مرضى الفشل الكلوي يزداد سوءاً وتعقيداً يوماً بعد آخر، وباتوا مهددين بالموت في أي لحظة كنتيجة مباشرة للحصار الذي جعل من مسألة الحصول على خدمات التداوي والعلاج أمراً في غاية الصعوبة.
وأوضحت الوزارة أن هناك أكثر من ألفين و200 مريض من زارعي الكلى يحتاجون إلى العلاج اللازم لبقائهم على قيد الحياة، فيما يحتاج سبعة آلاف وثلاثمئة من مرضى الفشل الكلوي إلى غسيل دوري.
وأشارت الوزارة إلى أن كثيراً من أجهزة الغسيل تعطلت وتوقفت عن العمل، كما أغلقت بعض مراكز الغسيل الكلوي أبوابها في ظل استمرار العدوان والتصعيد الأخير في الساحل الغربي، ولفتت إلى أن استمرار انعدام أدوية المرضى الزارعين للكلى يشكل انتكاسة أخرى كبيرة، حيث اضطر بعضهم للعودة لإجراء جلسات الغسيل، فيما قضى البعض الآخر نحبه جراء هذا النقص، مشيرة إلى وفاة أكثر من ألف و200 مريض من مرضى الفشل الكلوي خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأكدت الوزارة أن كل هذا يحدث دون اكتراث الضمير العالمي لهذه المعاناة الإنسانية المؤلمة المستمرة، داعية المنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤوليتها الإنسانية والاستجابة العاجلة وتوفير محاليل ومواد وأدوية الغسيل الكلوي والأجهزة والمستلزمات لإنقاذ حياة المرضى.
ويشن نظام بني سعود عدواناً على اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام طال المرافق العامة والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة، وخلّف آلاف القتلى والمصابين، كما يواجه سكانه نتيجة الحصار الظالم انتشاراً واسعاً للجوع، وتفشياً غير مسبوق لوباء الكوليرا.
وبالتوازي، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله ضيف الله الشامي أن “إعلان الإمارات وقف العمليات في الحديدة يعكس هزيمتها”، وأوضح أن “الإمارات تحاول الخروج من المستنقع الذي وقعت فيه في اليمن، وبحفظ ماء الوجه من هزائمها”، مضيفاً: إن “المعارك محتدمة في الحديدة، وهم في وضع صعب جداً، لذا يحاولون إيهام الناس، وإيجاد ذريعة للخروج من مأزقهم في الحديدة”.
وأشار إلى أن موقف حركة أنصار الله واضح حيال تطورات الحديدة، ولا غبار عليه، وقال: “أبلغنا المبعوث الدولي بوجوب وضع إطار حل شامل”، وأضاف: “نحن لم نغلق يوماً باب الحوار السياسي، ومستعدون لخوض المعركة السياسية أيضاً”.
بدوره قال رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي: “إذا كان الإماراتيون صادقين في إيقاف عدوانهم، نحن جاهزون للتواصل لسحب مرتزقتهم”.
وأعلنت مشيخة الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري مع النظام السعودي في اليمن، أنها ستقوم “بوقف مؤقت” للعملية العسكرية في الحديدة من أجل إفساح المجال أمام جهود مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث لتسهيل عملية تسليم ميناء الحديدة “دون شروط”.
في الأثناء، وجّه المكتب السياسي لحركة أنصار الله رسالة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، شكره فيها على مواقفه الشجاعة ومساندته الدائمة وتضامنه الصادق مع الشعب اليمني، وقال: “إن الشعب اليمني يعتبر معركته مع عملاء الصهاينة وسماسرة صفقة القرن المشؤوم”.
وفي السياق، أكد عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي أن المعارك في الساحل الغربي “تصب في مصلحة الجيش واللجان الشعبية”، مشيداً بكلمة نصر الله بخصوص اليمن، وتعهّد “ببذل كل الجهود لدحر التحالف السعودي”.
من جهة أخرى، أعلن المبعوث السويدي السفير بيتر سيمنبي إلى اليمن استعداد بلاده لاستضافة جولة المفاوضات المقبلة، وأكد، خلال زيارته رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، معارضة بلاده الهجوم على الحديدة، وأضاف: إن ملف اليمن هو أحد أبرز الملفات المطروحة أمام مجلس الأمن الدولي الذي ستتولى السويد رئاسته قريباً.
وقال المشاط لمبعوث الخارجية السويدية: “نتطلع في المرحلة القادمة إلى أن يكون للسويد دور مهم وأساسي، ونتمنى لكم النجاح في العمل لكسر حالة الجمود، وتحريك العملية السياسية إلى الأمام، وأن يكون حل المشكلة، وإيقاف العدوان على اليمن على أيديكم، خصوصاً أن بلدكم ستترأس الدورة القادمة لمجلس الأمن”، وتابع: “اقترحنا على المبعوث الأممي خطوات عديدة لإعادة بناء الثقة، ومنها فتح مطار صنعاء، ورفع القيود على ميناء الحديدة، وتبادل الأسرى من الطرفين، ووقف إطلاق النار من الجانبين، وإيقاف قصف الطيران مقابل وقف إطلاق الصواريخ”.