دراساتصحيفة البعث

الصين تتحالف مع أوروبا لمواجهة التعريفات الأمريكية

ترجمة: البعث
عن موقع فايننشال تايمز 7/7/2018

تتجه الصين إلى الاتحاد الأوروبي لتشكيل جبهة موحدة ضد سياسات دونالد ترامب التجارية من أجل تسريع المفاوضات الاستثمارية ضد تدهور البيئة التجارية الدولية. وبذلك تكون الصين تتطلّع للتغلب على حذر الاتحاد الأوروبي، وبناء تحالف ضد واشنطن في قمة تعقد في بكين مع زعماء أوروبيين في الفترة من 16 إلى 17 تموز الجاري بقيادة دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
وقبل القمة، من المقرر أن يلتقي رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين قبل أن يعود إلى بكين لاستضافة وفد الاتحاد الأوروبي، حيث أكد على ضرورة التحالف مع أوروبا لدرء العواقب التجارية الأمريكية. وفي قمة مع قادة أوروبا الوسطى والشرقية في بلغاريا في عطلة نهاية الأسبوع الأول من تموز الحالي، قال لي إن الصين ستواصل توسيع نطاق وصول المستثمرين الأجانب بالقول “إنه شارع ذو اتجاهين” .
لقد فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية على البضائع الصينية بقيمة 34 مليار دولار قبل أيام، وهي الخطوة التي اقترحتها الصين على وجه السرعة بالتعريفات الجمركية الخاصة بها. لكن الرئيس دونالد ترامب رفع هذا الرهان عبر التهديد برفعها لحدود 500 مليار دولار في التجارة، أي ما يعادل جميع السلع التي تستوردها الولايات المتحدة من الصين.
وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع أن تتبادل الصين والاتحاد الأوروبي بعد عدة سنوات عروض الوصول إلى الأسواق بشأن الاستثمار الأجنبي في اجتماع القمة القادم، حيث ساهمت محاولات أوروبا التفاوضية حول معاهدة ثنائية بالعودة إلى محادثات بكين مع واشنطن.
وبالفعل بدأت بروكسل وبكين مناقشات حول معاهدة استثمار في عام 2013، مع شكاوى متكررة من الجانب الأوروبي بأن الصين تخرج المفاوضات ولا تظهر أي استعداد جديّ لفتح أسواقها. وكان عدم إحراز تقدم حتى مع تدفق الاستثمار الصيني إلى أوروبا أحد العوامل التي كانت وراء مقترحات الاتحاد الأوروبي في العام الماضي، لتزوّد الكتلة نفسها بنظام أكثر صرامة لفحص الاستثمارات الأجنبية.
وتقوم بكين الآن بإعداد الشركات الأوروبية كأول المستفيدين من الإصلاحات التي تمّ طرحها في وقت سابق من هذا العام، بما في ذلك خطوات لتقليل أو إلغاء قيود الملكية على المجموعات الأمنية وغيرها من شركات الخدمات المالية. وعلى خلفية هذا التحرير، قال جاك وانغ المحامي في ألين وأوفيري في شنغهاي: “هناك توتر في الولايات المتحدة في مواجهة أوروبا.. إن الحكومة الصينية تأخذ هذا الإصلاح الليبرالي لإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة”.
الصين ترد على تعريفات ترامب

في كل يوم تزداد التوترات التجارية بين واشنطن وشركائها التجاريين الرئيسيين، في الوقت الذي يتحرك فيه ترامب من أجل حماية قطاعات التصنيع الوطنية الأساسية مما يعتبره منافسة أجنبية غير عادلة. لقد بلغ حجم استيراد الاتحاد الأوروبي 2.8 مليار يورو من المنتجات الأمريكية مع فرض رسوم انتقامية رداً على القيود التي فرضها ترامب على واردات الصلب والألمنيوم، ويضع الاتحاد حالياً قائمة تصل إلى 18 مليار يورو رداً على تهديد الرئيس الأمريكي باستهداف قطاع السيارات.
لكن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي قالوا إن بروكسل مصمّمة على عدم الانجرار إلى أي موقف يمكن أن يبدو وكأنه يتعاون مع الصين ضد الولايات المتحدة في السياسة التجارية. وأشاروا إلى أن العواصم الأوروبية تشترك في مخاوف إدارة ترامب الأساسية بشأن الضغوط والقيود التي تفرضها بكين على الشركات الأجنبية، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بنقل التكنولوجيا القسري، فضلاً عن قلق واشنطن بشأن أنشطة الشركات المملوكة للدولة الصينية. كما يؤكد المفاوضون في بروكسل أنهم ما زالوا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق حول معاهدة الاستثمار، على الرغم من التقدم الأخير.
وتشمل أولويات الاتحاد الأوروبي لمحادثات القمة الحصول على دعم صيني للجهود الرامية إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية، ليس أقلها تزويدها بقواعد للإعانات الصناعية التي تهدف إلى كبح بعض الممارسات التجارية الصينية. وكانت بروكسل واليابان قد تبادلتا مخاوف واشنطن بشأن إنتاج الصلب المتضخم في الصين، والذي يساوي الآن نصف إنتاج العالم.
وقد يتطرق قادة القمة أيضاً إلى خطط الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات متعددة الأطراف بين الدول الرئيسية المصدّرة للسيارات في العالم والتي تأمل بروكسل في إقناع ترامب بالتخلي عن تهديده الخاص بالتعريفة.
وقدمت ميركل دعماً علنياً لهذه الفكرة، وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة يمكن أن تطبق الرسوم العقابية ضد صادراتها من السيارات التي اتخذت في وقت مبكر من شهر أيلول 2017. وقد خفضت الصين، من جانبها، التعريفات الجمركية على السيارات المستوردة ، كجزء من سلسلة من الإصلاحات الليبرالية التي تمّ طرحها في الوقت الذي بدأ فيه الحديث عن حرب تجارية في هذا الربيع ، قبل أن ترفعها على السيارات الأمريكية كجزء من جولة التعريفات الأخيرة.
كما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف الصيني “بالبيانات الجغرافية” للاتحاد الأوروبي التي تحمي المنتجات المحلية مثل “جبن الروكفورت” و”الشمبانيا” من التقليد.