تحقيقاتصحيفة البعث

زيتون صحنايا يستغيث!

المشاهد القادمة من مناطق الزيتون في أشرفية صحنايا بكل ما فيها من وحشية البناء المخالف، وتواطؤ الجهات المعنية بقمع المخالفات، مع المد الاستثماري التجاري غير المدروس، تؤكد أن دعواتنا خلال السنوات الماضية لإنقاذها ذهبت أدراج الرياح، وفي الوقت ذاته تثبت حالة التخلي عن المهام والمسؤوليات لصالح النفع الشخصي المسؤول عن الدمار البيئي، والتخريب الممنهج للزراعة من خلال إعدام آلاف الأشجار بوسائل مختلفة، منها الحرمان من مصادر المياه لسقايتها رغم مطالبات الفلاحين بتأمين البدائل، لتترك لمصيرها المحتوم بالقطع والتحطيب، أو من خلال القطع على مرأى الجميع بغاية البناء الذي غزا بساتين الزيتون من كل حدب وصوب، وطبعاً ما يحدث في صحنايا يمكن تعميمه على باقي مناطق ريف دمشق التي يتفنن أصحاب القرار فيها في تقليم خضرتها إلى درجة اليباس، وبشكل يؤكد أن المناطق المشجرة ليست بخير، بل في طريقها إلى الزوال خلال فترة بسيطة ما لم تتحرك الجهات المعنية لإنقاذ المناطق الخضراء في بلدنا؟!.
وما يثير الاستغراب أن أصحاب القرار باتوا أكثر طواعية أمام مد ارتكاب المخالفات، وعدم التقيد بالقوانين، والتخلي عن العديد من المبادئ، وهذا الكلام ينطبق أيضاً على بعض ضعاف النفوس الذين ركبوا موجة الأزمة للوصول إلى مآربهم وغاياتهم الشخصية دون أي اعتبار لمصلحة الوطن والمواطن، ولكن بغاية الإتجار، وفي غياب القوانين الرادعة، ونحن هنا نتكلم عن أولئك الذين يرتكبون في كل يوم مخالفة جديدة بحق الأشجار والمساحات الخضراء!.
إذاً بحضور آلاف الأشجار المقطوعة في مختلف أنحاء القطر، وخاصة في ريف دمشق، تبرز تلك التساؤلات الباحثة عن دور الوحدات الإدارية في المراقبة والمحاسبة في ظل حزمة من القوانين التي تحمي الشجرة، وتكسبها حصانة ضد مسننات المنشار، والبلطات القاطعة، وشفرات التركسات القاتلة التي التهمت آلاف الأشجار، سواء تحت عنوان البناء المخالف ضمن المناطق الزراعية، أو تلك التي تندرج في خانة البديل عن غياب المازوت والكهرباء المستخدمة في التدفئة، واستثمار ذلك من قبل بعض التجار لاستغلال المواطن، وتدمير بيئته، فهل ستشهد الفترة القادمة ولادة تشريعات صارمة تحمي المناطق المشجرة أياً كان موقعها، (داخل أو خارج المخططات التنظيمية)، بحيث تكون رادعة في عقوباتها إلى حد إدراجها ضمن عقوبات مكافحة الإرهاب، أم سيترك هذا الكائن الشجري ضحية للمسننات والشفرات القاطعة بحضور تلك البصمات التي تستثمر البشر والحجر والشجر في معادلة التخريب وبناء ممالك الثروة في غفلة من القانون؟!.
بشير فرزان